الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكلِّ الانكساراتِ ارتحلي

صبري هاشم

2012 / 5 / 14
الادب والفن


مِن حولكَ طارَ الفَراشُ مُبْتَهِجاً
فطرّزيه بكحلِ الفَراشِ زينةً للمدائنِ
أنتَ الحاضرُ الأبديُّ
حلمُ صبيّةٍ
طائرُ السَّمرِ
النديمُ الغريبُ الرؤى
الجليسُ الخَجِلُ
الأنيسُ الجميلُ
العازفُ الطَّرِبُ
غُرّةُ الحسنِ أنتَ
به المَحافِلُ تَحْتَفي مثلما تَحْتَفي بالمراكبِ تلك الخريبةُ .
وثَنَيُّ الهوى أنتَ
فيا امرأةً منه اقْتَرِبي وعلى جسدهِ مَعْبداً شيّدي
ثم افْتَحي مِن نهرِ حنينهِ بعضَ جداولَ
مِنها اغْتَسِلي وتطهّري وتقدّسي ثم تَعَبّدي
أنتَ الحاضرُ ، الغائبُ ، المؤنسُ
الذي ينثرُ في المَدى جهاراً رحيقَ لوعتِهِ
***
... " وما أتيتَ مِن آخرِ الصِّفِّ " ...
... " كي تستحوذَ على الضوءِ ".....
....... " الذي عنكَ نأى " ........
***
مِن حولِكَ رفَّ الحمامُ ساحراً
فارشقيه مِن سِحْرِ الحمامِ رَفّةً
أنتَ أيّها السّيدُ الجَذِلُ
بينكَ وبينها لحظةٌ فيها أُجْفِلتْ ساقيةُ الحانةِ
فارتجفَ في كفِّها السَّقيُّ
وتَحَطّمتْ كأسُ
***
.... " وقد طَفَحَتْ ضفافُكِ بما لذَّ مِن الشّرابِ " ....
...." واحتربتْ عندَ بابِكَ السَّكراتُ " ...
***
وهي مِنكَ نظرةٌ طاشتْ في سماءٍ بالنّجمِ تلَبّدتْ
وارتدّتْ تَشْتَهي النَّحرَ مَلْجَأً
أنتَ للعاشقةِ وردُها المَلْهوفُ
صوتُها الشّجيُّ
ليلُها العامرُ بالسّهرِ
نهرُها الدّفاقُ
هو يا أنتِ التي زَرَعَتْهُ في حدائقِ الظنونِ
كلُّ طيفٍ تنزّه في منامِكِ
***
....." يا هذي النُّفوسُ العامرةُ بالوفاءِ " ...
.... " لا تتشيئي " .....
***
عابثٌ جَسَدُكَ
وخيوطُ نومِكَ بجِنحِ الطّيرِ تعلّقتْ
أخَذَتْها الرِّيحُ
وأغواها السَّفر
هكذا أنتَ دائماً على خيولٍ خاسرةٍ لا تُراهنُ
وعلى صيحةٍ لا تضيعُ في ضجيجِ المواسمِ
هكذا أنتَ مِن مَوْجِكَ تتجرّدُ
وترتدي رملَ صحرائكَ التي
***
.... " هي النبوءاتُ التي صدقتْ " ....
....." فاخترتَ منها ما اصطفاهُ الكائنُ البشرُ " ...
***
إلى أنْ تَهبَّ أباعرُها ريحاً مشاكسةً
تُذكي الحريقَ بأطرافِ الغضا إنْ هاجَ في وتدِ
ومِن خيمةٍ إلى جوارِ ساحلٍ مُسالمٍ
تخيطُكَ الأيامُ شراعاً للسفينِ المُهاجرِ
***
.... " ومِن آخرِ الصَّفِّ لم تأتِ باحثاً " ...
... " عن موطئٍ لقدميكَ المُهاجرتين " ...
***
هذا يا أهلَ البلادِ بُلبلُكم
لن يشدوَ حتى تجزّوا في نواصيكُم عاهةَ الهبلِ
واحذروا العارَ الذي بالملأِ منكم يُحدقُ
ثم احذروا وحاذروا
***
... " وأنتَ عن زمنٍ تتحدّثُ " ...
... " كنتَ فيه حادي الرواحلِ " ...
***
مِن حولِكَ طارَ الشّرارُ فاعتبرْ
و على وجهِ المسافةِ لا ترتمِ
فربما مِن طِلِّكَ ارتوى ظمأُ الطَّريقِ وارتحل
معه عليكِ ظلّتْ تَسومُ القبائلُ
وقلبُهُ مِن أجلِكِ رفضاً يَنبضُ
وبكِ كان كالمفطومِ يتشبّثُ
يا طفلةَ الأمسِ
وقد تضافرت كلُّ الموحشاتِ ضدَّهُ
ثم فوق ضعفِهِ جبروتاً مارسَ الظلمُ وباتَ يفعلُ
***
... " وما أتيتَ مِن آخرِ الصِّفِّ " ...
... " كي تصارعَ طوفانَ بشرٍ " ....
...." أدمنوا نفاقَ الواجهةِ " ....
...." فعُدْ إلى صورتِكَ الأولى" ....
***
افتحي نافذةً في القلبِ
ومنها على قصرٍ في الرّياضِ أطلِّي
فمِن أجلكِ شيّدتْهُ الفراشاتُ
وباتتْ تحرسُهُ
يا طفلةَ الأمسِ
والأيامُ مع المنافي على العمرِ أجهزتْ
حتى لم تعُدْ نسمةٌ تطرِقُ بابَ صَمْتِهِ
مِن نافذةٍ في القلبِ أطِلِّي
فهناك له ظلٌّ إليكِ يَتَشوّقُ
هناك متى ما انْتَجَعْتِ
ومتى ما هاجتْ عليكِ ذاكرةٌ
ثمة هذا الذي مِن حَيْرَتِهِ ارتحل
هناك وعلى ضفافِ أنهارِ وجدِهِ
تشهّدي
واشهدي
طربٌ أنتَ
فيا ليلُ اقتربْ
طربٌ لليلٍ ما عادَ يأتي و قَد نأى
فلا أنتَ سامعٌ ولا مِن حولكَ الناسُ تسمعُ
طرِبٌ أنتَ ولا
بكَ مرَّ غريبُ خاطرِهم كي يأخذوا منه
وعلى أبوابِهم تميمةٌ يُعلّقُ
طَرِّزوا لهفةَ القادمِ على صدرِ مائدةٍ
ومِنها تزيّنوا ثم تجمّلوا
طَرِّزوا قولةَ قائلٍ :
ثقيلٌ هذا الحملُ يا ولدي
والأثقلُ منه محنةُ البلدِ
ضلّت غيومي عن مآربِها
منها فلا طلٌّ أتى
ولا اُسْتُغْزِرَ الدَّمعُ
طاشتْ لُغاتي
وتداخلَ الصمتُ في سطوةِ الكلمِ .


8 ـ 5 ـ 2012 برلين

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو