الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفرة الثالثة الى لندن

سعاد خيري

2012 / 5 / 14
سيرة ذاتية


السفرة الثالثة الى لندن
تميزت السفرة الثالثة الى لندن بطابع عائلي صرف . فقد تمتعت شهرا كاملا بدور الجدة لحفيدي الاول زكي, فمن اصعب المهام على الوالدين الشابين ايجاد مربية جيدة لطفلهما الاول في لندن , فضلا عن تكاليف ذلك الباهضة. فطلبوا مني مساعدتهم في العناية بزكي حتى تحضر المربية الموعودة, فكانت تلك الفترة من اسعد فترات حياتي. حيث استعدت جميع مشاعري اثناء تربية يحيى. وحاولت جهدي ان اعلم زكي لفض الاحرف العربية ولاسيما الطاء والضاد , لملاحظتي ان اطفال العراقيين الذين يولدون في الخارج اذا لم يتعلموا لفضها صحيحا منذ الطفولة يلفضونها مثل الاجانب. فحاولت جهدي ان اعلمه لفضها من خلال اغاني الاطفال التي ما زلت اتذكرها . فتعلم اغنية, *يا بط يابط اسبح بالشط,* وكان عندما يجد صعوبة في تذكر بعض عباراتها يدندن . وعند حضور والدته لا يريد حتى ان يراني ولا ان اقبله ولكنه عندما يرى تاثري يعود ويعطيني خده لاقبله. انه طفل حساس جدا وذكي . فقد تعلم مع اول صعوده الدرج ان يعد الدرجات بالانكليزية حتى العشرة وبانتظام قبل ان يكمل السنة الاولى من عمره, دون ان يعرف ماذا تعني. وبعد حضور المربية تمتعت برفقتها اثناء غياب يحيى وزوجته, دون اي تدخل في شؤنها فقد كانت شابة جيكية وتجيد اللغة الروسية. واخذت حريتي وتمتعت بلقاء كلير وحبيبة وخالتي دوريس وامضينا اوقاتا لطيفة في تذكر فردوسنا المحرم علينا العراق بدءا من حياتنا في مدينة العمارة مرورا بحياة السجن ومن ثم الفراق . ونستعيد اغاني واناشيد السجن ونحلم بالمستقبل وتحرر البشرية من الراسمال العالمي والصهيونية ليتحرر كل انسان من مختلف اشكال المعاناة ولاسيما فراق الوطن والاحبة.
وفي احد الايام وبدون سابق انذار فقدت الوعي وانا اعبر الشارع ليس بعيدا عن بيت يحيى . وعندما افقت وجدت راسي بين عجلتي سيارة , وعشرات الناس حولي يرعوني ويحذروني من التحرك حتى حضور الاسعاف , وحضرت الشرطة لادانة سائق السيارة . لكنني برأته باعتباري اجنبية ولا اجيد عبور شوارع لندن التي تختلف عن بقية بلدان العالم . ونقلت الى المستشفى . وبعد فحوصات جمة اطلق سراحي . فاسرعت الى البيت لاطمن يحيى وزوجته فقد كانا في اشد حالات القلق بعد ان اتصلت الشرطة بهم.
التقيت في لندن ببعض الرفاق الصحفيين في دار النشر العائدة لاختي كلير , ومنهم فائق بطي والصحفية المبدعة سعاد الجزائري التي اكن لها كل التقدير لما تقدمه في صفحتها لمخصصة للطفولة في مجلة الحزب الشيوعي العراقي *رسالة العراق* من خدمة وطنية في تعريف اطفال العراق بمفاتن الوطن وامجاده وغرس حب الوطن والانسانية . ومساعدة الوالدين والاهل على القيام بذلك حتى قبل ان يتمكن الطفل من القراءة , لكي يرضعوا اطفالهم حب الوطن والاستعداد لخدمته وبناء مستقبله. وعلى مائدة دعوة العشاء حدثتها عن دور امها الرائع في تنظيم هروبي مع اطفالي من الدكتاتورية وثمنت شجاعتها الفريدة وتحديها المخاطر الجسيمة التي كانت تتهددها.
ودعتني الرفيقة سعدية مرة اخرى الى بيتها والتقيت هناك بانعام العبايجي واستعدنا ذكريات حياتنا العائلية بعد اطلاق سراحي من السجن وام حسان ولجوء يحيى ووداد اليها بعد اعتقالي الثاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة