الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسمعوا يا منقسمين صوت الأسرى المضربين

نايف جفال

2012 / 5 / 14
القضية الفلسطينية



تعج ساحات وميادين الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي كثير من بلدان اللجوء والشتات والعالم الحر بالمسيرات الغاضبة في حين، والخجولة في حين آخر، نصرةً للأسرى ولنضالهم، وهم يواصلون معركتهم المتجددة ضد القهر والظلم والاستعباد، بإرادة فولاذية صلبة، ومعنويات مرتفعة تنظر للنصر؛ وتنذر المحتلين بإطلاق شرارة الانتفاضة، رغم كل ما أصاب الجمهور الفلسطيني من إحباط وتراجع بفعل الحالة العبثية التي أوجدها الانقسام والمصالح الفئوية الخالصة.
فالشارع الفلسطيني رغم كم التخاذل والإحباط ما زال ينبض بالمنتجين الثوريين من فئات الشبيبة الرافضة للظلم والاستحواذ، والركوع والاستسلام، وهذا ما تثبته الحالة الثورية الرافدة لدعم نضالات الحركة الأسيرة التي تعتمد الآن على نخب محددة، وهذا ما يعد مؤشراً حيويا يوضح اتساع الهوة ما بين الأحزاب الفلسطينية وجمهورها في الشارع ، لتعلن صافرة الإنذار لكل أركان الانقسام من منظرين ومنساقين، بأن حققوا الوحدة لكي ننتصر لأسرانا الذين يحملون بيرق العزة والنضال، بهامات مرتفعة تسطر أروع أشكال النضال المتجذر من أجل كرامة الفلسطيني وأرضه.
فبداية الحالة الفوضوية التي أوجدها الانقسام انعكست سلبا على جمهور الحركة الأسيرة نفسها واصابها ما أصاب غيرها من تخبط وسوء تقدير، افقدها وحدتها، وزرع فيها الانقسام حول قضيتها بين رافض ومتبن للمشروع النضالي، مما ادى الى تخصيص المعركة بفعل الخطوات الفردية التي خاضها بعض الأسرى، فهناك فرقة في طرق النضال واهدافه ودوافعه ما ادى الى تمييع العمل النضالي، وافتقاد وضياع الفعل الجماعي الذي يحرك الشارع بفعله الكلي.
وبفعل هذا، حيدت قطاعات واسعة من جمهور الاسرى من خوض معركة الامعاء الخاوية، بل اصبحت القضية في عيون البعض تأخذ الجانب الندي في الرهان على الفشل، او اثبات التحدي الذاتي بالصبر والصمود وطول النفس، وبعد عقد العديد من اللقاءات الفصائلية داخل السجون تبلور العمل الجماعي المنقوص اصلاً، ولم يشارك مجموع الأسرى بالاضراب، ولم تجمل مجموع المطالب في رؤية محددة للجميع، وهذا ما زج جمهور الأسرى بإضراب مفتوح وبمطالب متشعبة، ما استدعى ذلك تهديد وحدة الحركة الأسيرة من جديد، والتخوف من فشل خطاها وعملها، فمثلا لو تم الرضوخ لمطالب الأسرى بأستثناء مطالب المعتقلين الإداريين!، ماذا سيكون رد فعل الكل الاعتقالي؟! هل سيستمر الاضراب ام سيحل ويبقى من يبقى يناضل بذاته ومن أجل ذاته؟.
ومع الاحترام لنضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية التي سجلت وما زالت تسجل اروع اشكال النضال، واثبتت على مر الزمان قوتها وصلابتها في العمل، ولكن الافتقاد للارادة الجماعية والوحدة العملية يفقدها الكثير الكثير، وهذا ما يوجب البحث عن برنامج نضالي موحد لنضالات الحركة الأسيرة يحمل ما يحمل من همومها وقضاياها الحية، ويعمل على إعادة اللحمة للحركة الأسيرة الفلسطينية لما لها من دور فاعل ومؤثر على الجمهور الفلسطيني العريض .
وعلى الرغم من كل هذا الاختلاف والفرقة بقي هناك أمل بوجود نخب شبابية محددة تحمل هم أسرانا وتناضل من اجل ألمهم وجوعهم وعدالة قضيتهم، لكنها في الوقت ذاته تقع في مصيدة الانقسام واللامبالاة لعدم استنادها إلى برنامج نضالي يرعى طاقاتهم ويحدد أدوارهم، لكي يتحقق مكسب وطني من الحالة المستحدثة.
ما زالت الميادين مزدانة بالأعلام الفلسطينية والرايات الحزبية، لكنها تكاد تخلو من بشر في بعض الأوقات، وهنا تقع المسؤولية على كل فصائل الفعل الوطني، ومنظمة التحرير، والسلطة الوطنية، وكل أعمدة النضال الوطني الباحثة عن حرية الفلسطيني وأرضه، فالخجل الحاصل، والفتور الذي يراوح مكانه، لا يعبر عن ثورية أحزاب تبحث عن حرية شعب، وهذا ما اثبتته غالبية الفصائل الوطنية التي ابقت نضالها الداعم للأسرى مرتبطا بالاغاني والوقفات الخجولة على الميادين العامة، وتصريحات صحفية تذهب في مهب الريح بعد إصدارها، ومسيرات باهداف حزبية بحتة، وكأن الاحزاب الوطنية منها والاسلامية ما زالت تنتظر إشارات الموت لإن تخرج من السجون لتحرك الدم في عروق الأحزاب، وتعلن بان هناك أول شهيد قد سقط فهل لكم من أفعال؟ ام ستبقون كما انتم الآن لا حول لكم ولا قوة؟!.
فأكثر من ألفي أسيرٍ وأسيرة من مختلف مدن وقرى ومخيمات الوطن، يتضورون جوعا، مستبسلين بأمعائهم الخاوية وسائرين في دروب النضال المستميت من أجل النبل الفلسطيني والكرامة الإنسانية، وهذا ما يملي علينا جميعا اتخاذ المكانة الطبيعية للجمهور الفلسطيني، وذلك من خلال دعم نضالات الأسرى، وفضح الممارسات الإسرائيلية، وتسخير الفضاء الإعلامي بكافة أشكاله في دعم قضية الأسرى، وتنظيم المسيرات الجماهيرية في كافة مناطق الاحتكاك المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه، والضغط على طرفي الانقسام من أجل إنهاء الحالة المخزية التي أفقدتنا البوصلة الثورية المتصلة بحرية فلسطين.
يترافق مع ذلك الشروع في حملة سياسية ضاغطة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بفصائلها، والسلطة الوطنية الفلسطينية، وبعثاتها الدبلوماسية، لحشد الرأي العام العالمي، وشرح ما يعانيه أسرانا البواسل، والضغط على كافة اللجان والمؤسسات الدولية وعلى رأسها هيئة الصليب الأحمر الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، لإجبار الاحتلال على الرضوخ للعدالة الإنسانية والحق الفلسطيني.
فالاسرى اليوم بنضالهم وجهدهم يثبتون مرارة الانقسام وحده على النضال الوطني ولهذا يطالبون بعودة الوحدة لصفوف الشعب من خلال رص الصفوف والإعلان الفوري عن إنهاء حالة الانقسام، وتطبيق ما اتفق عليه من قرارات تخص ذلك وأهمها، تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل الكل الفلسطيني دون تمييز ، وإسكات الاصوات المنادية بالفرقة، والاتفاق على برنامج سياسي إجتماعي نضالي متكامل، يراعي كافة الاحتياجات الفلسطينية، ويصلب القاعدة النضالية للشعب، لكي يصبح قادراً على التصدي والمواجهة لكافة المشاريع العنصرية التي تنتهجها حكومة "الوحدة الإسرائيلية" التي تبشرنا بمزيد من القمع والتهويد والإهدار لحقوقنا الوطنية من جديد، ان لم نكن مستعدين للمواجهة.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب