الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحيرة في اختيار الرئيس

مجدي جورج

2012 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الحيرة في اختيار الرئيس
رأيت الحيرة في عيونهم وسمعت همساتهم وتساؤلاتهم عن المرشح الافضل في هذه الانتخابات ولكني لم أشف غليلهم ولم أعطهم إجابة محددة حول من سأصوت له في هذه الانتخابات .
نعم فقد حاصرتني عشرات الأسئلة بعد خروجنا من الكنيسة امس الأحد فالكل حيران يتسائل عمن يكون الافضل للرئاسة، وحيرة الاقباط خصوصا والمصريين عموما هذه الايام لها مايبررها : 
فمن ناحية هذه اول مرة تجري فيها انتخابات رئاسية بين هذا الكم من المرشحين مختلفي التوجه والانتماء وهذا مالم يعتاده المواطن المصري من قبل ، فهذا المواطن تعود علي استفتاء تقول فيه نعم او لا للسيد الرئيس والمرشح الوحيد للمنصب وكانت لا التي يقولها الكثيرين لا اهمية لها عند مؤسسات احترفت التزوير .
ومن ناحية اخري ان المواطن المصري عموما سواء كان قبطيا او مسلما تعود علي  ممارسات السلطة للتزوير فقد قامت هذه السلطة بالاختيار مكانه وبذلك فقد جنبته عناء التفكير في الاختيار . فاصبح لا يمارس حقه واصبح الكل امامه سواسية فاختيار حسن مثل اختيار الحاج حسن . وعندما وضع المواطن المصري علي المحك واصبح هناك ما يشبه العملية الديمقراطية السليمة ولم تعد العملية عملية استفتاء بسيط  شق هذا علي المواطن واصبح في حيص بيص لا يعرف كيف يخرج من هذا المأزق واصبح يلتمس ويبحث عن الحل عند الاخرين تماماً كالتلميذ البليد الذي فاجاه الامتحان فاصبح يحاول ان يغش الحل  من زميله الشاطر .
ومن ناحية ثالثة اننا شعب  ترسخت بنفوسنا ثقافة القطيع ومعذرة علي هذا التشبيه ولكنها الحقيقة فقد تربينا علي ذلك،  تربينا علي ان من يخرج علي إجماع الامة فهو اما كافر زنديق او عميل ، وتعلمنا في مدارسنا ان القوة في الجماعة وان الخزي والعار في البعد عنها ، لذلك فلا تصدقوا ان السبب الرئيسي لا كتساح الاخوان والسلفيين لانتخابات البرلمان الماضية سببه فقط رزمة السمن والسكر التي وزعوها علي البسطاء ، لا بل ان هناك اسباب اخري اهمها ثقافة القطيع وعدم الخروج عن الإجماع من ناحية ومن ناحية اخري ان الاخوان والسلفيين وصلوا لهؤلاء الذين لا يريدون ان يعملوا عقولهم والذين هم علي استعداد تام ان يتركوا للآخرين قيادتهم فهم لا يريدون ان يتعبوا او يجهدوا عقولهم في عقد المقارانات بين هذا المرشح وذاك .
لاجل كل هذا تجد المواطن العادي حيران هذه الايام يلتمس اي إشارة من مسجد او كنيسة كي تشير عليه بهذا المرشح او ذاك، والمسجد والكنيسة هذه الايام لا يستطيعا ان يقدما النصيحة لان كليهما كانا يتلقيان تعليمات قوية من اجهزة الأمن لمساندة هذا المرشح دون داك ولكن اجهزة الأمن وأجهزة الدولة وعلي راسها المجلس الاعلي تخاف ان تعطي اي إشارة حتي لا تتهم بعدم الحياد  .
نعم هناك حالة حيرة غير عادية هذه الايام بسبب كل ما سبق ولكن علي ما اظن ان العامل الحاسم الذي سيحدد الناخب اختياراته بناء عليه هو مدي ثقته في قدرة هذا المرشح او ذاك علي اعادة الاستقرار والأمن والأمان لمصر ، المواطن العادي الذي حزن من اجل استبعاد عمر سليمان من السباق لن نتفأجي اذا اختار رمز من رموز العهد السابق كرئيس للجمهورية فالحاجة للامن والأمان من اوائل الحاجات الانسانية التي يجب إشباعها .
بل انه لو افترضنا جدلا ان مبارك بكل مساؤه وفساده رشح نفسه في هذه الانتخابات ربما لحصد نتائج جيدة لان المواطن يفتقد الأمن والأمان الذي كان ينعم به ايام مبارك .
ولان الشي بالشي يذكر فقد  ذكرت صحيفة المغرب التونسية ان هناك استطلاع راي قد جري هناك  وتبين منه ان 42٪ من التونسيين تعتبر ان الأوضاع كانت افضل ايام حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي  عما هي الان ، وهذا يعني ان ما يقرب من نصف التونسيين يرون ان اوضاعهم وأوضاع بلادهم ساءت بعد الثورة . 
فاذا كان هذا هو حال التوانسة الذين يتمتعون باستقرار نسبي وباوضاع اقتصادية افضل بالمقارنة بمصر فكيف هو الحال بالنسبة للمصريين الذين يعانون من انتشار الاف البلطجية وآلاف السجناء الهاربين ؟
الحقيقة ان مناخ الديمقراطية والاختيار الحر مناخ صعب خصوصا لنا ونحن في سنة اولي ديمقراطية ولكننا بإذن الله سننجح في اجتيازه بنجاح حتي تكلل مسيرتنا بالنجاح .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ