الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر مع حمدين صباحي

سعيد رمضان على

2012 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


خواطر مع حمدين صباحي
--------------
1- تاريخ
---------

منذ أن حكم القدر لمصر بالوجود على ضفتي النيل ، فبدأت في الظهور والتألق، لم يحدث أن رأت بلدنا ، سباقا رئاسيا يمتد بين البحر ورمال سيناء ، مرورا بالأراضي الزراعية العامرة بخيرات مصر على امتداد نهر النيل ..
السباق الحالي هو سباق يحدث لأول مرة، ونحن ندين بهذا الفضل لثورة يناير، التي زلزلت الأرض من أول البحر حتى أخر الصحراء، أن ذلك الانجاز تحقق لأول مرة من تاريخ ظهور المدنية على ارض مصر .. أي ما يتجاوز أربعة ألاف سنة .. فهل نرمى بهذا الانجاز في أيدي هؤلاء الذين قهرونا ..؟؟؟
في زمن ما .. بالسبعينات كنت في إسكندرية .. عندما رفعت الحكومة الأسعار في يناير .. وجدت نفسي في الشارع أدافع عن حقي في عدم السحق ، وعن حقي أن أعيش بكرامه .. مثلى في ذلك مثل ملايين غيري بطول مصر وعرضها .. لا اعرفهم ولا يعرفونني .. وكان الاسكندرانيين في ذلك الوقت - كما حدث في ثورة يناير تماما – لم يعودوا اسكندرانيين .. بل أصبحوا صعايدة وفلاحين وقاهريين كما كانوا اسكندرانيين .. لقد ذابوا مع بقية أبناء الوطن، كما ذابوا في ثورة يناير من اجل العدل وتحقيق الأحلام، وتلاحموا ليدفعوا القهر عنهم .. فجأة وجد هؤلاء، الذين نهضوا من أجل الحق والعدل ، إنهم متهمين بكونهم حرامية وخونة .. وكانت الجملة الشهيرة التي أطلقها السادات على انتفاضة أبناء الوطن في السبعينات هي " انتفاضة الحرامية "
وبينما تراجع السادات في ارتفاع الأسعار، فقد اعتقل من اعتقل من شرفاء هذه الأمة .. ومن بينهم حمدين صباحي .. الرجل الذي لا اعرفه ولا يعرفني..
---------------------

2- صرع وكفاح
---------------

أينما توجهت ببصرك لأنحاء مصر ، ستقع عيناك على أبناءها ، وهم يكافحون راسخون صامدون .. تشعر حينها بأن هناك علاقة حميمة بين البحر والنهر والأرض والإنسان .. كأنك ترى رمزا للمصريين الذين امتزجوا ببيئتهم ووطنهم .. هؤلاء الصامدين أبدا على مر العصور، احتملوا المحن، وانشدوا أغاني الخلود بعرقهم ودمائهم التي لا تكف عن ري أراضيهم..
بينما حكامهم وسلاطينهم عاشوا كالطفيليات بأموال الشعب، في قصور هي ملك الشعب، وطول الوقت نهبوه وتركوه جائعا، وعندما رفع صوته بالشكوى قهروه .
وعندما ينهض من بين الناس صوتا مطالبا بالحق والعدل، محاولا إعادة الأحلام المغدور بها للناس ، مدافعا عن الوطن الذي خدعوه .. أقول عندما يظهر مثل هذا الصوت، فسرعان ما يعملون على إسكاته وإخماده .. كما يخمدون الضوء الذي ينير لنا الطريق، حتى لا نبحث لنا عن عالم جديد مبنى على الحق والعدل.

وشرفاء هذه الأمة الذين دخلوا السجون والمعتقلات وهم يحمون الوطن، محاولين إعادة كرامة الناس المهدورة .. ليسوا كهؤلاء الرجال الذين يبحثون اليوم عن المناصب ويتحدثون عن قيمة الوطن .. وقيمة أبناء الوطن .. بينما كانوا قابعين في بيوتهم صامتين، إثناء جبروت الحكام وبطشهم ونهبهم لخيرات بلدنا .
ليس هؤلاء الانتهازيين، كشرفاء الأمة الذين تنازلوا عن مناصبهم وخاطروا بحياتهم ومستقبلهم، معرضين أنفسهم للقهر والعذاب، وساروا بالقوة نفسها والشموخ نفسه، دون أن يتركوا الطرف القويم من الحياة، من اجل بلدهم وأبناء بلدهم ..
وإذا كان حمدين صباحي لم يقبع في بيته كالجبناء ، و وترك منصبه وعرض نفسه للسجون والمعتقلات .. فقد سار بذلك في حياته متألقا، مؤكدا على إن حب مصر هو فعل مقاومة وعطاء، وليس فعل نهب وقهر.
----------------------
2- ضد النهب
-------------

حمدين صباحي في المظهر، يملك جاذبية الرئيس الآمريكى الراحل كينيدي، تلك الجاذبية التي ظهرت في مناظرته الشهيرة مع نيكسون، وأمالت الكفة لصالحه .
لكن جاذبية حمدين صباحي في المظهر، يدعمها جاذبية في الشخصية، تملك اليقين، ونضال طويل ضد القهر .. ونظافة اليد .
ولعل ذلك سبب إحجام المرشحين الآخرين عن مناظرته .. لأن الخسارة أمامه مؤكده ..
يقين حمدين صباحي، يظهر في إيمانه بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية،
وإرساء دعائم الديمقراطية .. بينما مرشحين آخرين متحالفين مع تيارات يمينية لديهما إيمان بالرأسمالية الجشعة، والرأسمالية الطفيلية.
والرأسمالية الجشعة هي كإسرائيل لا حدود مرسومه لها .. فهي تنطلق وهدفها تكديس الثروات عبر التجارة والصناعة، حتى لو أضرت بالطبقات المتوسطة والفقيرة وحقوق العمال.
أما الرأسمالية الطفيلية، فهي لا تهتم بالإنتاج ولا بالصناعة ولا تعمل على أي تطوير، هي كالطفيل .. تعيش على عائل تلتهم دمه وصحته ..
ومن أمثلتها تلك التي تعمل على احتكار المواد الغذائية وحجبها، ثم بيعها في السوق بأسعار مضاعفة عن سعرها الحقيقي.
وفى العقود الأخيرة عاشت الرأسماليتان في مصر جنبا إلى جنب. أحدهما تضر العمال والطبقات المتوسطة والفقيرة.. والأخرى تشرب دم شعب مصر المطحون، وتلتهم لحمه ، وكلاهما – الرأسماليتان - لا يمكنهما الحياة في بيئة ديمقراطية، تحكمها العدالة الاجتماعية والاقتصادية .
بينما تم التضييق على الرأسمالية الوطنية، فتراجع دورها الوطني في دعم الاقتصاد القومي .
ومن أمثال التضييق فتح باب الاستيراد لسلع، تنتج في السوق المحلية .. مما ساهم في تدمير الصناعة المصرية .. وكانت حجة السلطات، اتفاقية الجات وعصر العولمة .. في وقت كانت اليابان تحارب أمريكا لمنع دخول سلعها السوق اليابانية، حماية لليابان وتطويرا لمنتجاتها .
--------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟