الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب التونسي : الخاسر الأكبر

سيماء المزوغي

2012 / 5 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


النهضة ربحت الانتخابات لكنها لم تربح المعركة بعد والصفر فاصل خسرت الانتخابات لكنها لم تخسر المعركة بعد أما الشعب التونسي فلم يربح لا الإنتخابات و لا المعركة ..إنه الخاسر الأكبر ؛ الغني اِزداد غنى و الفقير اِزداد فقرا واِستغلالا و العاطل اِزداد يأسا والأفق اِزداد ظلاما ..ظلمات من تحتها ظلمات..نعم أخشى أن تكون تونس قد أصبحت فريسة للقلق والإرهاب والأزمات الإقتصادية والسياسية العنيفة والمتتالية . أخشى أن تصبح الأزمة غذاء للأزمة .
اِنتظرناهم جميعاً أن يعتصموا بحبل الوطن لكنهم اِعتصموا بحبال أنانيتهم وجنونهم وأحزابهم وحلفائهم في جزيرة العرب وفي أرض العام سام .اِنتظرناهم جميعاً أن يتّعظوا كيف كانت عاقبة من كان قبلهم لكنهم لم يتعظوا وكفروا بالثورة وكفّروا الشعب الجائع ..كفروا بحقه في الحياة حراً آمنا .
اِكتظت الساحة السياسية بالأبطال ..أبطال الأنا و الكذب والوقاحة ..نعم لقد كثرت الأبطال في هذه البلاد المنكوبة .. الكل يدعي البطولة ..الكل يدعي الخبرة والحنكة والدراية ..الكل يدعي اِمتلاكه لخاتم سليمان ..الكل يريد أن يكون القائد البطل ..والحقيقة المؤلمة أن هولاء الأبطال بمختلف ألوانهم الحزبية ليسوا إلا ديكورا متعفنا بمرض العظمة وحب الذات ...
المعضلة في شخص السياسي التونسي أنه يريد أن يكون البطل الواحد الأحد وتسلّط عليه الأضواء وينحني له القاسي والداني وتُقبّل يديه ورأسه وحتى عضواً آخر لا مشكل ونهتف بحياته وندعو له بطول العمر ونتسابق لأخذ الصور معه ونهلل فرحاً برؤية وجهه الكريم ..
فكرة ذوبان كل الذوات في مجتمع واحد لخدمة الوطن الواحد بكل صدق وإخلاص لم تتغلغل بعد في ثقافة السياسي ..كيف لا والسياسي لا يعترف بأخطائه ولا يقزم الأنا في كيانه ولا يتفق حتى مع جماعته ..؟
ربما تكون السياسة كذب وخداع ونفاق في سبيل المصلحة العليا لكن السياسي الكذاب والخداع والمنافق يسعى لتحقيق مصلحته الفردية فقط ..نعم السياسة في تونس تعني البطل الكذاب والمصلحة الشخصية ..
والشعب كالعادة يعاني من ضلمات الفقر والجهل والتخلف والأدهى من هذا كله أن الإنتهازية التي تتغلغل في بعض الشخصيات الإعلامية المعروفة والتي تمتلك قنوات خاصة والتي تتكلم بإسم الشعب والتي تدعي الحياد تسعى لذر الغبار في عين الشعب المعمية أصلاً ...كلما شوهت الحقيقة أكثر كلما ازدادت ارصدت باعثي القنوات الخاصة ...
لقد إتفق أغلب المتفقين أن الزمرة الحاكمة الأن فشلت ولن ينجح مشروعها المختل ..لكن لسائل أن يتسأل من البديل ؟ لا يوجد بديل في مخييلة وطن يصنع الأبطال الكرتونية ..لقد إنتهى زمان الأبطال يا سادتي ..لن نجد أي بديل إذا أصر البدلاء على لاعب دور البطولة ..
أيها البدلاء بالله عليكم أقصد بالوطن عليكم اتفقوا فيما بينكم واِنسوا كلمة البطولة فهي كلمة لا وجود لها إلا في معاجم الأعراب ..ولو صحّت لصحّت لهم ..وإذا أصررتم على البطولة فاِتركوها للفقر والجهل فهو أولى بها في هذا الوطن الجريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة التكتيكية للجيش الإسرائيلي تفضح الخلافات مع السياسيين


.. قمة سويسرا: السلام في أوكرانيا يستدعي إشراك جميع الأطراف| #غ




.. بركان خامد.. حزب الله أقوى وكلاء إيران


.. نتنياهو وغالانت سارعا لنفي علمهما بقرار الهدنة التكتيكية وبن




.. خطيب العيد بالبرازيل: غزة تقدم دروسًا للعالم في التضحية والف