الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار بين المشير و .. المخلوع!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2012 / 5 / 15
مقابلات و حوارات


المخلوع للمشير: إياك يا طنطاوي أن تلين وتجعل الشعب هو الذي يختار الرئيس الدمية!
المشير: نحن تلاميذك سيدي المتهم، ولو رأيت المشهد الانتخابي المصري لافتخرت بي ما بقي لك من عمر قصير أو .. طويل.
المصريون في الداخل والخارج تركوا الثورة ومطالبها ودماء أبنائهم وعيون أولادهم المفقوءة وملياراتك المنهوبة ومئة وستين ألف بلطجي ومسجل خطر، وجعلوا يتناقشون فيمن يصلح أن يصبح رئيساً لمصر.
المخلوع: لقد سمعت أن سويسرا ضغطت على مصر حتى تتسلم مئات الملايين من الأموال التي كانت مجمدة، وأنت تعرف يا طنطاوي، أنها من عرق جبيني أنا والمدام والأولاد.
المشير: أموالك في الحفظ والصون، ورجالك فوق رؤوسنا، وعمرو موسى وأحمد شفيق وضعا أصابعهما في عيون المصريين ويحاولان انتاجك من جديد.
المخلوع: لا تنس أنني صنعتكم لثلاثة عقود، وتعلمتم على يدي أصول الطغيان، فلا تفرطوا في تعاليمي.
المشير: ونحن حافظنا عليك بعد الخلع منتجــِـعاً في شرم الشيخ، وراقدا في مصحة فاخرة، ومنقولا في هليكوبتر لتكمل نومك في المحكمة، ولم تدفع قرشا واحدا من تكاليف المحاكمة.
ورجالك يمرحون ويرتعون في كل مكان.
المخلوع: أحَذرك أن تقبض على قاتل أو بلطجي أو قناص عيون، أو يجبرك أحد على تقديمهم إلى المحاكمة، فقد تعبت في تربيتهم.
المشير: ألا تثق بي، سيدي الرئيس المخلوع؟ هل تناهى إلى سمعك أننا قبضنا على مسجل خطر، أو أعدنا هاربا إلى السجن، أو صادرنا مطواة قرن غزال من بلطجي؟
المخلوع: الرئيس الدمية القادم يجب أن يعرف حدوده، وأن لا يستعرض عضلاته، لكن لا مانع من منحه حرية حركة بسيطة دون أن يستأذنك! كأن يذهب إلى الحمام، أو يجامع زوجته، أو لا يتناول طعام العشاء، ما عدا ذلك فهو ممن ملكت يداك، يشهق بأمرك، ويزفر بتوجيهات الجنرالات!
على كل حال فأنا راض عنكم، وزوجتي تبلغني أنها تستطيع أن تقوم بتحويل اي مبلغ من قبرص إلى بريطانيا، ومن سويسرا إلى أمريكا!
المشير: ستسمع منا قريبا، وبعد انتخاب الرئيس الدمية، نعي الثورة المصرية، أو العيال الذين أطاحوا بك.
المخلوع: هذا عشمي فيكم، وتذكر أن الثقب في ذاكرة المصريين أكبر من فتحة الدويقة تحت جبل المقطم، حتى أنهم نسوا تصدير الغاز لإسرائيل بعد المنع الصوري، وتهنئتهم إياك، ثم عاد التصدير إلى أصدقائي في الدولة العبرية.
المشير: إنني أعد لك مفاجآت ستجعلك تعود إلى شبابك أو يعود شبابك إليك فتصبح صبياً كأنك خارج لتوك من مرحلة المراهقة.
لن يسترد العيال ثورتهم ما دمت حياً، فالشعب المصري أصبح ثلاثاً وسبعين فرقة، وثلاثة عشر مرشحاً للرئاسة، ولا تجتمع فرقتان إلا لعنتا الثالثة.
لكنني أتركهم الآن ليتمتعوا قليلا بديمقراطية الجنرالات الممهورة بتوقيعك، وعندما يتسلم الفلولي الأصيل مقاليد الحُكم،ظاهريا، لن يبقى في أيدي المصريين غير الندم على تفريطهم في مطالب ثورتهم.
أتركك الآن، سيدي المخلوع، تنام قليلا فالأيام القادمة حُبلى بما لا يخطر على بال إنس أو جان.


أوسلو في 15 مايو 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشير والرئيس
alexparis59 ( 2012 / 5 / 16 - 08:25 )
أنا مع الانتخابات الرئاسية، فإن لم يجئ رئيس، فسنظل محلك سر شعب مصر كله في سلة واحدة يمسكها المجلس العسكري، لقد جاء الأخوان إلى الحكم باستفتاء وافق عليه السذج، ثم اكتشفوا فيما بعد أنهم كانوا مخطئين فلعنوا الأخوان ولعنوا السلفيين، ويأملون في التخلص منهم وليس من طريق مفتوح إلا طريق الانتخابات الرئاسية، وهناك فعلا أناس يبدو فيهم بصيص أمل فلو كان اختيار الرئيس صحيحا تخلصنا من الجميع وإن كان خاطئا فميدان التحرير موجود دائما. وبناء عليه فإذا جاء للحكم أحد من ذيول النظام التي يضع المجلس العسكري العين عليها فأهلا به لأنه سيفتح السجون لمن خرجوا منه ويتصنع العسكري العودة لثكناته ووقتها سيطالب الثوار بإسقاط النظام وتصحيح مسار الثورة، وإذا جاء صباحي أو أبو الفتوح أو البسطاويسي أو خالد علي فسيؤازره باقي أفراد هذه المجموعة في مناصب قيادية ولا يبقى أمام العسكري إلا العودة للثكنات مجبرا لا مختارا ووقتها يمكن إصدار أحكام قضائية عادلة والنهوض بالبلد، وفي جميع الأحوال نحن نجني ثمار سذاجتنا ولو كنا اقتفينا آثار الثورة الفرنسية في التخلص من الفساد لكنا في غنى عن كل ما حدث والله المعين والمنتقم

اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة