الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للمؤتمر الوطني .. لا للتوافقات السياسية .. نعم لعراق قوي او - لا عراق -

محيي المسعودي

2012 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لا للمؤتمر الوطني .. لا للتوافقات السياسية .. نعم لعراق قوي او - لا عراق -

في ظل الدستور العراقي الجديد, لم يعد هناك تمايز او تمييز بين المواطنين العراقيين على أي اساس, فقد ساوى الدستور بين المواطنين وضمن الحقوق لهم, وفرض والواجبات عليهم دون اي تمييز . فلا خوف على كردي من عربي, والعكس صحيح , ولا خوف على شعي من سني, والعكس صحيح , ولا خوف على أي مواطن من مواطن آخر او شريحة من شريحة اخرى , الخوف الحقيقي اليوم هو من التوافقات السياسية التي تجاوزت الدستور وضربت مصالح المواطنين العراقيين " عرض الحائط" لصالح مصالح الساسة ونفوذهم , تحت مسمى مضلّل هو حكومة الشراكة الوطنية , وكان مؤتمر اربيل اول سفاح سياسي عراقي انجب حالا غير شرعية وغير دستورية قبض الساسة وحدهم ريعها غير الشرعي وخسر المواطن فيها حقوقه, بل هويته العراقية التي سلبها منه ذلك المؤتمر, لصالح هويات اثنية وعرقية ضيقة , واسس مؤتمر اربيل لبيوت الزنا السياسي في العراق اللاحقة .
في العراق اليوم, وفي ظل الدستور, كن ما تكون فانت عراقي لك ما لكل عراقي وعليك ما على كل عراقي , ولكن سياسيا مثل برزاني طامعا بالسطة والنفوذ ويريد ان يظل جاثما على صدور العراقيين الاكراد لا بدّ له ان يصر على تمييز الاكراد ويسعى الى فصلهم عن العراقيين الاخرين, لا حبا بالكرد ولا وطنية كردية بل رغبة واصرار منه على البقاء في السلطة ونهب حقوق الاكراد قبل العرب وغيرهم من العراقيين . وهكذا الحال مع الاحزاب والشخصيات العربية الشيعية والسنية , انهم يصرون على تمييز طوائفهم والحديث باسمها من اجل ان يظل كل واحد منهم في السلطة, هو واخيه وعائلته واقاربه ومقربيه وينهبون المال العام ويتحصنون بالماصب ويتمتعون بالجاه ويستخدمون عصى السلطة ضد خصومهم . لقد صنعت التوافقات السياسية حوجزا خطيرة بين العراقيين , ففي كردستان غُيبت الثقافة العراقية والتاريخ العراقي وصورت الهوية والثقافة العراقية على انها وحش يلتهم الاكراد . واسس برزاني واقاربه ومقربيه هوية كردية مأزومة ومعادية للهوية العراقية , فغابت اللغة والتاريخ العراقيين وحل محلهما تاريخ وثقافة, وضعهما برزاني لتضليل الاكراد وسلخهم عن هويتهم العراقية وكل هذا بمساعدة الاسرائليين الذين يعملون في الاقليم منذ اكثر من عقدين من الزمن ويخططون والامريكان معهم الى تمزيق العراق , والغاء هويته ووجوده وفق اساطير معروفة يؤمن بها الاسرائليون وبعض الشعوب الغربية الواقعة في فخ اساطير اليهود . ولا يختلف الحال في وسط وجنوب العراق الذي تحوّل الى طوائف داخل طوائف فالشيعة وبسسب السياسيين صاروا طوائفا تعادي بعضها البعض اكثر من عدائها لغيرها , ومن يراقب الاحزاب الشيعية يدرك العداء المستحكم الذي صنعه السياسيون بين ابناء هذه الطائفة , وكلنا يلمس عداء الساسة الصدرين ومؤيديهم لحزب الدعوة ومؤيديهم وبالعكس وعداء المجلس الاعلى لكليهما وكليهما للمجلس الاعلى . وهكذا الحال مع الاحزاب والتكتلات الشيعية الصغيرة الاخرى . وما جمعهم في ائتلاف واحد الا مصالح الساسة الضيقة وحسب, وليس مصالح الطائفة او مصالح العراق , والحال هذه لا تختلف عند الطائفة السنية التي بلغ ببعض قادتها الحال الى قتل وتكفير نظرائهم , والامثلة كثيرة ولا تخفى على احد . ولكن السبب الذي جمع بعضهم مع البعض هو نفس السبب الذي جمع الساسة الشيعة وجمع الساسة الاكراد .
العراقيون يريدون حكومة وطنية نزيهة وقوية في الداخل والخارج تدير شؤونهم وتحافظ على حقوقهم وحرياتهم ومصالحهم وسلامة بلدهم , حكومة تحت سقف الدستور ومن صنع صناديق الانتخاب الشفافة وان يكون القضاء المسقل هو الفيصل في النزاعات السياسية والادارية اضافة للواجبات الاخرى التي هي من صلب عمل القضاء .
واذا كان الساسة العراقيون الحاليون قد نجحوا بتسويق مشروعهم وتوافقاتهم السياسية البغيضة , فمبارك عليهم هذا النجاح وعلى الشعب العراقي الذي منحهم الثقة ان يتحمل مسؤولياته . ازاء ما سيحدث , بعد ان يعطي اياد علاوي الى برزاني (الانفصالي) كركوك وسهل نينوى ومناطق واسعة من ديالى وصلاح الدين والكوت وليكتفي علاوي بهذا المنجز العظيم الذي حققه للعراق, وليذهب برزاني الى تركيا برفقة اسامة النجيفي والهاشمي مصطحبين معهما ما تبقى من الموصل وصلاح الدين , وليهب الانبار سياسيو القائمة العراقية الذين يمثلوا المحافظة, ليهبوها الى مشايخ وامراء آل سعود, حتى تزيد تخمة هؤلاء الامراء من المال العام , وليعلن المالكي دولته في الوسط مابين كربلاء وبابل والديونية والمثنى وليعلن الحكيم دولته في النجف الى جانب دولة الصدر في الكوفة وصولا الى البصرة مرورا بمسان والناصرية . وربما يتفق بعض الساسة الشيعة على ضم دولهما الجديدة الى ايران الاسلامية . كاقرانهم من الاكراد والعرب السنة ..
لقد مللنا من توافقات واختلافات الساسة العراقيين منذ عشر سنوات وبات البلد اشبه بالاضحوكة بين دول العالم . ان بلدا تحكمه هكذا توافقات من الخير له او اهون الشر عليه, ان يُترك يتمزق بارادة شعبه وساسته حتى يدرك الشعب – على اقل تقدير – فداحة الخسارة التي الحقتها به خياراته السياسية الخاطئة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق التسلح العالمي يحتدم في ظل التوترات الجيوسياسية


.. جنوب إفريقيا تقدم طلبا عاجلا لمحكمة العدل لإجراءات إضافية طا




.. إخلاء مصابين من الجيش الإسرائيلي في معارك غزة


.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |




.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي