الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما علاقة احمد الجلبي بالمرجعيه؟

رزاق عبود

2005 / 1 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصراحة ابن عبود
ما علاقة أحمد الجلبي بالمرجعيه؟؟

يقال عندنا، هنا في، اوروبا "رفع حاجبيه تعجبا". عندما يسمع ألمرأ، أمرآ غريبا يثير ألأندهاش. ولا اظن ان هناك عراقي مطلع، او اي، شخص أخر متابع للوضع العراقي، لم يرفع حاجبيه، تعجبا، لأنضمام مجموعة الجلبي الى قائمة ألأئتلاف العراقي الموحد. قائمة المرجعيه. كما يسميها البعض، او التحالف الشيعي، او القائمه ألأيرانيه كما يحلوا للبعض تسميتها. رغم انهم رقعوها باسماء، من مجموعات اخرى لتبدو القائمه عراقيه شامله. فمن يدعم من؟ او من يستغل من؟ أحزاب الشيعه يحاولون، ان يعطوا وجها ليبراليا لقائمتهم؟ ام ان الجلبي بحاجه لدعم ألأحزاب الشيعيه ليقبل ضمن البيت الشيعي؟

الثعلب، احمد الجلبي يتحالف مع الشيطان لتحقيق حلمه، في ان يكون المسؤول ألأول في العراق لينتقم ممن ساهموا في توزيع اراضي الجلبيين على الفلاحين. و ليثأر من، ثوار تموز، الذين هرب بسببهم من العراق. سياسيي الشيعه ألأخرين تعلموا ألاعيب السياسه، ومناوراتها في الغرب الذي اعتاشوا على صدقاته، رغم نعتهم لسكانه، باولاد الخنازير. وتدربوا كذلك في الدهاليزالسياسيه، ومناوراتها في بلد ولاية الفقيه. فاستخدموا الجلبي ليخدع الناس بوعوده من حصص النفط،، والتطور الصاروخي، والتعدديه، والعلمانيه، وحقوق الأنسان، وغيرها. ليتنصلوا منها بعد ذلك، بحجة ان الجلبي كان يتحدث عن برنامج المؤتمر الوطني، وليس عن برنامج قائمة "الشمعه" التي ستنطفي وعودها عندما يتعلق ألأمر بمساواة المرأة، او حق تقرير المصير للشعب الكردي. واخيرا لعبة فدرالية الجنوب، التي يخشون طرحها بانفسهم لمعرفة الناس انها بدعة ايرانيه لتقسيم العراق. ومن ثم ابتنلاع جنوبه في الظرف المناسب. وهو حلم قديم راود كل الحكومات، وألأمبراطوريات الفارسيه، بدون استثناء.

الجلبي لم، ولن يذكر طبعا محاولة استرجاع اراضي ألأصلاح الزراعي من الفلاحين. فهم يمثلون النسبه ألأعظم من جماهير ألأحزاب الشيعيه، التي تحاول ابتزازهم، اليوم،للتصويت لها، باستخدام اسم المرجعيه، ووضع صورة السيستاني على قائمتهم. وهذا تناقض غريب، ورهيب يرفع المرأ،بسببه، ليس حاجبيه فقط، بل كل رأسه الى السماء مخاطبا ربه: اذا كان هؤلاء يتحدثون، وسيحكمون باسمك فأنت، وحدك تعرف ما سينتظرنا!!!!

ولكي، لا اتهم، بالتحيز، او التحامل، اوحتى بالكفر، والعياذ بالله، اقتبس من الباحث الفذ حنا بطاطو، وكتابه الموسوعي " ألعراق، الطبقات ألأجتماعيه والحركات الثوريه من العهد العثماني حتى قيام الجمهوريه" :

("جلبي" كلمه تركيه ألأصل. . . . وهذا اللقب من بقايا العهد العثماني، ولكنه ظل سائدا حتى العام 1958 وكان له بريقه عند كبار تجار العراق. وكان موظفوا هؤلاء وعمالهم يحيونهم دوما بلقب "جلبي".

وفي بغداد ، كان اثرياء الجلبيين يقبلون عند "الساده" الملاك على اساس المساواة في ما بينهم، وكانت زيجات كثيره تتم بين هاتين الطبقتين. وهكذا، فقد وحد رابط الزواج بين "سادة" الكيلاني، والدله الجلبي، وبين "سادة" ألألوسي وشاهبندر جلبي، و"سادة" الحيدري وكبه جلبي. ويبدو ان بغداد كانت تشجع منذ مدة طويله امثال هذه الزيجات المختلطه. وكان كارستن نيبور ، وهو احد اكثر الباحثين الأوربيين دقه في الملاحظه ، قد كتب في العام 1765 وفي ذهنه عادات الزواج في بغداد أن "عرب المدن الذين هم اكثر حاجه الى المال من عرب الصحراء ينظرون في اغلب ألأحيان الى اصل العائله باهتمام اقل من الذي ينظرون به الى الثروه عندما يتزوجون" ولكن كانت للأشخاص من ذوي المنزله الرفيعه في بعض المدن ألأبعد عن المركز نظره مختلفه بعض الشئ الى طبقة التجار. ففي العام 1920 كان احد افراد الأرستقراطيه الكرديه العشائريه ألأساس في السليمانيه ـ وهو آل بابان ـ قد لاحظ بازدراء في تعليقه على احد اقاربه انه "بقي طويلا في بغداد الى درجه انه فقد كل اثر للعشائريه ولم يعد اكثر من تاجر".
الكتاب الأول ص 259 ـ 260 .

فماذا سيقول مقلدي السيستاني، والحكيم ، وغيره، بعد زواج قادتهم السياسي، من التاجر احمد الجلبي؟ وهل يعقل ان يفرط حزبي الدعوه، والمجلس ألأعلى للثوره ألأسلاميه بكل سيرتهم النضاليه، ومبادئهم ألأسلاميه التي تبجحوا بها، من اجل وقف مد قائمة "اتحاد الشعب". كما كانوا يفعلون في خمسينات، وستينات، وسبعينات، القرن الماضي، رغم كل ما جرى، وتغير؟ وهل ستعاد مأساة فتوى محسن الحكيم التي انتهك باسمها الاف ألأعراض، وقتل بحجتها الاف المناضلين، واغلبهم من الشيعه؟ في حين لم يقل حرفا واحدا ضد البعثيين. فهل سيفضي "دعم" المرجعيه لممثل ألأقطاعيه القديمه ألى أجهاض تجربة الديمقراطيه الجديده، كما اجهضت فتوى محسن الحكيم ثورة تموز 1958 وذبح قائدها عبدالكريم قاسم.

تصورنا ان قادة الشيعه السياسيين تعلموا من اخطائهم. وانهم تعلموا بعد كل هذه السنين، من تجاربهم، ان دعم ألأقطاعيين، والملاكين الكبار، والجشعين من التجار، لايخدم قضية المستضعفين التي، ادعوا انهم، نذروا انفسهم لها. وهل تناسوا، ان العلامه السيد محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة، وشهيد الشعب العراقي. لم يساوم صدام على حياته، ولم يرتكب ما يرتكبوه من اخطاء ألأن. فالأكراد، والشيوعيون، وغيرهم، من قوى الديمقراطيه، هم من كانوا رفاق النضال، وزملاء السجون، والمعتقلات، والمقابر الجماعيه، وليس جماعة الجلبي، التي لا تطمح لغير استعادة امجادها الجلبيه عن طريق دخول قصور صدام حسين تحت راية المرجعيه.

لا زلت اعتقد، مثل الكثيرين، بحكمة مرجعيه أية الله السيستاني، واظن أنها بريئه مما يقام باسمها من الأحلاف، وما يرتكب تحت رايتها من اخطاء.

رزاق عبود
26/1/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو