الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة اعتصام تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية

سعاد خيري

2012 / 5 / 15
سيرة ذاتية


ليلة اعتصام
تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية
تصاعد التضامن العالمي مع احتدام الانتفاضة الفلسطينية وتصاعد الجرائم الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني, واتخذ اشكالا متعددة. ساهمت بعدة نشاطات جرت في ستوكهولم ولاسيما الاعتصام الذي قامت به مجموعة من شبيبة حزب اليسار السويدي فكتبت عنه.
ينهض الشعب الفلسطيني بمهمة تاريخية مجيدة في عصرنا , وهي الصمود والتحدي امام اعتى اعداء البشرية الراسمال الامريكي والصهيوني بكل اسلحته الجبارة وامكانياته غير المحدودة , وسط بشرية مهزومة جراء فشل تجاربها الاشتراكية , وطليعة مترهلة وحكومات مهزوزة , ان لم تكن تابعة. انه بحق طليعة البشرية في عصرنا يرشدها الى طريق الخلاص والتحرر بتضحياته الجسام وتجاربه الرائدة في المقاومة . وازاح غشاوة الدعاية الصهيونية التي تراكمت عبر قرون وكشف عن حقيقتها العنصرية وجرائمها ضد الانسانية. ولذلك استطاع ان يستقطب تضامن شعوب العالم وحركاتها المعادية للحرب والراسمالية . فعمت التظاهرات والاعتصامات معظم دول العالم وتحدت مجموعة من مختلف شعوب العالم الحصار الذي فرضته حكومة اسرائيل على الشعب الفلسطيني, لتفضح تلك الجرائم وتقدم الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني . ونهضت الشعوب العربية بدورها في التحدي والتضامن رغم الحصار الذي تفرضه عليها الحكومات العربية التابعة والمتخاذلة. وطالبت بالاسناد الفعال الممكن باستخدام النفط والارصدة العربية في البنوك الامريكية التي تستخدم لتمويل وتسليح العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقطع العلاقات مع اسرائيل , دون جدوى , فلجأت الى سلاح مقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية, رغم استمرار قنوات الاعلام في جميع الدول العربية على الترويج لها.
لقد كان لنشاط طلائع الشعب السويدي دور فعال في هذه النشاطات التضامنية. فقد ساهم صحفيون في تسجيل جرائم قوات الاحتلال الاسرائيلية وتحملوا اعتداءاتها عليهم واقتحموا مع مجموعات من جميع دول العالم حصار كنيسة المهد. وفي معظم مدن السويد قامت مظاهرات واعتصامات شارك فيها المئات من الجاليات العربية وفي طليعتهم الجالية الفلسطينية. ولا يسعني ان انسى دور الزوجين الفلسطينيين , ام وابو منذر, في اعتصامهما اليومي في البداية لفضح الجرائم الصهيونية, وجمع التبرعات ولمرتين في الاسبوع فيما بعد الانتفاضة, وفقا لحصولهما على موافقة الحكومة السويدية.
ساهمت بمعظم هذه النشاطات واقترحت على المناضلات الفلسطينيات ان ننصب خيمة وسط اشهر ساحات ستوكهولم , سركل توري, ونعلن الاضراب عن الطعام حتى انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. حقا انه امر صعب يحتاج الى موافقة الحكومة السويدية فضلا عن استعداد عدد كاف لتحمل هذا النوع من الكفاح. ولكن كان يمكن مناقشة الصعوبات بشكل تناوب المعتصمين اسبوعيا , والمهم ان تبقى خيمة الاعتصام تشير الى استمرارية الكفاح والتضامن وجذب الراي العام الى القضية.
ولذلك ما ان اعلن شبيبة اليسار السويدي عن عزمهم على اعلان التضامن مع الانتفاضة الفلسطينية وشجبهم للجرائم الاسرائيلية بالاعتصام ثلاثة ايام في 19/4/2002 , حتى انضممت اليهم . فكانت امسية رائعة مع الشبيبة السويدية , حيث الحماس الثوري والمحبة والالفة التي يفتقدها اللاجئ في السويد ويحن اليها لاسيما في المحن الشخصية والوطنية والانسانية . ولاول مرة وجدت نفسي بين تلك الشبيبة وكانني في وطني وبين ابناء شعبي. وشعرت بقوة الشباب التي كنت اتمتع بها في النضالات التي خضتها في العراق . فحدثتهم عن اول مظاهرة ساهمت فيها بحياتي , وكانت في تشرين ثاني عام 1947 احتجاجا على تقسيم فلسطين , اي قبل قيام اسرائيل !! والان وبعد 55 عاما نناضل ضد نتائج تلك الجريمة بحق الانسانية . واعربت عن سعادتي لتفهم البشرية اليوم لعمق هذا الظلم والمخاطر التي تهدد ليس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية فقط بل وعموم البشرية. فالارتباط المتين بين الراسمال العالمي وقطبه الاكبر الراسمال الامريكي وبين الصهيونية وتوجهه للهيمنة على العالم , يشكل خطرا داهما على مصير البشرية لما تملكه الولايات المتحدة من اسلحة الدمار الشامل.
كم كنا سعداء ونحن نتحدث, وتتالت الاسئلة عن سر مساهمتي معهم وانا في هذه السن. فقلت لهم ان الكفاح لا يعرف حدود العمر بل انه يجدد الشعور بالقوة والشباب. وحدثتهم عن اول اضراب عن الطعام ساهمت به وكان في نيسان/1949, في سجن النساء في بغداد , من اجل حقوقنا كسجناء سياسيين. بعد ان حكم علينا باحكام ثقيلة وكان الحكم المؤبد علي أي عشرين عاما وكان اكثر من عمري انذاك !! فتساءلوا عما قمت به لاستحق هذا الحكم. فقلت , كنت مجرد طالبة في الكلية وكل نشاطي هو المساهمة في المظاهرات الجماهيرية ضد الامبريالية ومخططاتها ضد شعبنا والشعوب الاخرى , . ومع استمرار الحديث عن الاضراب الاول عن الطعام قلت, انهالوا علينا بالضرب بالعصي وانتزعوا ملابسنا وكل حاجياتنا ليفرضوا علينا حياة السجناء العاديين المذلة, واستمر الاضراب عشرين يوما كنا لا نتناول خلالها سوى قدح شاي محلى بالسكر صباحا وقدح اخر في المساء , . واذا بسرور عارم يجتاح الشبيبة , فقد وجدوا فيما قلته مخرجا لحيرتهم حول كيفية تنفيذ الاضراب عن الطعام اثناء الاعتصام واعربوا عن حاجتهم الى تجارب المناضلين السابقين فهم على استعداد لاجتراح المأثر ولكن تنقصهم الخبرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا