الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسارية والدين

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 5 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


اليسارية والدين
الكل يعرف وخاصة قراء الحوار المتمدن بان اليسارية هو مصطلح فكري وسياسي يسعى المؤمنون به لتغيير
المجتمع الى حالة اكثر مساواة وعدل بين افراده. وقد ارتبط مصطلح اليسارية بالعلمانية , والعلمانية مع الاسف
تفسر في الشرق الاوسط, من قبل عامة الناس ومن بعض المؤمنين بها, بالالحاد. وهذا برأيي تفسير قاصر لان
العلمانية هي الاعتقاد بحرية المعتقد لجميع الناس ان كانوا متدينين او غير متدينين واحترام حقهم في اعتناق هذا
المعتقد وقد اكد الاعلان العالمي لحقوق الانسان هذا المعنى في المادة( 18- لكل شخص الحق في حرية التفكير
والضمير والدين, ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته او عقيدته, وحرية الاعراب عنهما بالتعليم والممارسة
واقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أم مع الجماعة.) واغلب دساتير العالم نصت على هذا الحق
ومنها الدستور العراقي في ( المادة 42- لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة.), فالعلمانية لا تعني الالحاد
وانما تعني حرية اعتناق اي عقيدة واحترام العقائد الاخرى. واعتقد ان جميع الاديان لا تتعارض مع هذه الحرية
وقد اكدها القران الكريم في صورة الكافرون الآية 6 ( لكم دينكم ولي دين).
و الحركات اليساري الدينية كانت من اولى الحركات التي تدعوا الى المبادئ التي يدعوا لها اليسار الآن
فاغلب الانببياء واوصيائهم ومريديهم عذبوا وقتلوا في سبيل نشر المساواة والعدل الاجتماعي ولم يكن اعتراض
علية قومهم عليهم شخصيا وانما الاعتراض كان على اتباعهم لانهم فقراء ومن عامة القوم فالنبي عيسى (ع)
صلب والنبي محمد (ص) حوصر في شعب ابي طالب ثم هجر من مكة والامام علي (ع) قتل في محرابه وابو
ذر (رض) نفي الى الربذة ومات فيها وحيدا والامام الحسين (ع) قتل في كربلاء وزيد بن علي (ع) والقرامطة
والزنج , كل هؤلاء وغيرهم استشهدوا في سبيل الحرية والمساوات والعدالة الاجتماعية ورد الظلم عن الناس.
وكذلك في التاريخ الحديث فان( بعض الحركات اليسارية كانت تتبنى المعتقدات الدينية ومن ابرزها حركة انهاء
التمييز العنصري في الولايات المتحده على يد القس مارتن لوثر كنج) .
والذي اريد ان اقوله بان التدين لا يتعارض مع اليسار ولا حتى مع العلمانية بمفهومها الصحيح. وبما ان اكثر
من ثلاث ارباع العالم ينتمون الى اديان ومنهم الملايين من اليساريين فلا يجب خسران هؤلاء بمفهوم خاطئ
وهو ان اليسارية والعلمانية ضد الدين وان الدين ضد اليسارية والعلمانية وعلى الجميع مناقشة هذا الامر
برويه بعيدا عن التعصب الديني واليساري لتعزيز الجوهر الذي هو مشترك بين الجميع الا وهو المساواة
والعدل الاجتماعي ونصرت المظلوم واعطاء كل ذي حق حقه.
د.رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح
اسامة على عبد الحليم ( 2012 / 5 / 15 - 20:04 )
اتفق معك يادكتور
المشكلة ان هناك محاولات مكشوفة لبعض الكتاب لتحويل حالة الحوار المتمدن هذه الى حالة من الحوار المتعصب الذى يتوخى الدعوة الى اديانهم عبر الاساءة الى اديان اخرى ربما سيتحالف المتدينون واليساريون والعلمانيون بالمعانى الحقيقية التى تعكس ديمقراطية فى فهم هذه المصطلحات ضد الذين يستغلون هذه المفاهيم بشكل خاطىء للترويج للتعصب ونشر افكار المسيحية الصهيونية

اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم