الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرى الحرية يهزمون إرادة الجلاد الصهيوني

عليان عليان

2012 / 5 / 15
القضية الفلسطينية



حقق أسرى الحرية بإضرابهم التاريخي عن الطعام- الذي بدأوه منذ السابع عشر من نيسان -أبريل الماضي - إنجازاً كبيراً يرقى لمستوى الانتصار على إرادة الجلاد الصهيوني ، إذا ما أخذنا الاعتبار صلف العدو الصهيوني ، في التعامل مع حقوق الأسرى ، والظروف القاسية التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال والتي ندر ويندر وجودها في سجون دول العالم ، ناهيك عن طبيعة المرحلة السياسية التي يعيشها الفلسطينيون في هذه المرحلة التي تتسم بالتراجع والانقسام.
لقد تمثل هذا الانجاز- الذي شكل هديةً للشعب الفلسطيني في الذكرى الرابعة والستين للنكبة - في رضوخ العدو الصهيوني لمطالب الأسرى ممثلة في وقف سياسات الاعتقال الإداري، والإنهاء الفوري للعزل الانفرادي ، والسماح لذوي الأسرى في قطاع غزة والضفة الغربية بزيارة أبناءهم الأسرى ، والعودة بأوضاع السجون إلى مرحلة ما قبل عام 2000 التي حقق الأسرى خلالها إنجازات كبيرة من نوع : الحق في العلاج ، والحق في متابعة الدراسة ، ومشاهدة أكثر من قناة فضائية ووقف سياسة التفتيش العاري ألخ
وما كان لهذا الإنجاز الذي تم بوساطة مصرية ، أن يرى النور لولا الصمود المنقطع النظير للأسرى ، في إضرابهم التاريخي الذي دخل يومه الثامن والعشرين ، ولولا الإرادة الفولاذية غير المسبوقة للأسيرين بلال وثائر اللذين حطما الرقم القياسي في الإضراب عن الطعام الذي دخل يومه السابع والسبعين ، متجاوزين الرقم الذي وصل إليه المناضل الايرلندي بوبي ساند" 66" يوماً عام 1981 علماً أن الخط الأحمر للإضراب ، الذي يدخل فيه المضرب عن الطعام خانة الموت وفقاً لدراسات الصليب الأحمر الدولي هو 66 يوماً.
إن رضوخ العدو الصهيوني لمطالب الأسرى يعود إلى عدة اعتبارات أبرزها:
أولاً: لأن الأسرى في إضرابهم أبدوا استعداداً هائلاً للاستمرار في معركة الأمعاء الخاوية حتى تحقيق مطالبهم رافعين شعار" الموت أو الكرامة " ، ولأن الأسيرين ثائر حلاحلة وبلال ذياب أرسلا وصيتهما لأهلهما طالبا فيها "بعدم البكاء في حال استشهادهما ، والقيام بتوزيع الحلوى والاحتفال أثناء تشييع جنازتهما ، فخراً بصمودهما ولأنهما رفضا السكوت على الظلم والخضوع ، ولم يقبلا الذل والاستسلام " الأمر الذي أربك أجهزة الأمن الإسرائيلية وإدارة مصلحة السجون وأجبرها على الرضوخ، بعد أن أعلنت بكل صفاقة أنها لن تسمح للمضربين عن الطعام ، بالإخلال بما أسمته "بمبدأ العدالة الجنائية".!
ثانيا: لأن الأسرى بصمودهم الهائل في الإضراب، وبإرادتهم الصلبة وباستعدادهم للاستشهاد من اجل تحقيق مطالبهم ، خلقوا عاملاً ذاتياً صلباً شكل الحجر الأساس ، لتطوير وتفعيل الحراك الشعبي الفلسطيني والعربي المتضامن معهم ، ومع قضيتهم عبر اعتصامات يومية وإضرابات موازية عن الطعام، في الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة ومختلف الدول العربية ، ناهيك أن العدو الصهيوني أدرك تمام الإدراك بأن استشهاد أي أسير ، في معركة الإضراب سيفجر انتفاضة شعبية ضد الاحتلال ، لا تقل خطورة وأهمية عن انتفاضتي الحجارة والأقصى.
ثالثاً: ولان عملية التضامن مع قضية الأسرى تجاوزت المحيط الفلسطيني والعربي ، وبدأت تأخذ بعداً أممياً عبر المظاهرات الضخمة التي بدأت تعم العديد من عواصم العالم في لندن وموسكو وكوالالمبور وغيرها وأبرزها مظاهرة مدريد التي ضمت حوالي 40 ألفاً التي رفعت شعارات منددة بعنصرية العدو الصهيوني وبانتهاكاته لحقوق الأسرى والإنسان الفلسطيني ، وشعارات تؤكد دعمها لنضال الشعب الفلسطيني من اجل تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة.
رابعاً: ولان فعاليات برلمانية وسياسية أوروبية بدأت تخرج عن صمتها منددة بديمقراطية (إسرائيل) المزعومة وقوانينها العنصرية التي تنتهك أبسط الحقوق للأسرى، والمنصوص عليها في اتفاقات جنيف ، ناهيك أن وسائل إعلامية غربية بدأت تنتقد بعنف الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين ، فعلى سبيل المثال لا الحصر قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية في افتتاحية لها " أن إسرائيل لم يعد بإمكانها الإدعاء بامتلاكها أخلاقية عالية طالما ظلت تحتجز الفلسطينيين بدون محاكمة".
وهذا التطور أربك المستويين الأمني والسياسي في حكومة العدو لدرجة أن نائب رئيس الوزراء الصهيوني، مارك ريجيف صرح بأن " كل ما أنفقته ( إسرائيل ) من ملايين الدولارات لتحسين صورتها في العالم بدأ يتبخر جراء تداعيات قضية إضراب الأسرى.
صحيح أن العدو وضع ألغاماً في الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع ممثلي الحركة الأسيرة ، مثل : أن يتعهد الأسرى بعدم ممارسة أنشطة ضد الأمن داخل السجون ، وأن يمتنعوا عن أي نشاط يدعم
الإرهاب داخل السجون ، وأن يمتنعوا عن تجنيد أشخاص داخل السجون أو تمويلهم.
لكن هذه الشروط التي وضعها العدو لإنقاذ ماء وجهه الفاشي لن تغير من الصورة العامة ، ألا وهي رضوخ العدو لمطالب الحركة الأسيرة في هذه المرحلة ، خاصةً وان هذه الاشتراطات لا تعدو كونها " فشة خلق وتعبير عن حالة رضوخ وعجز " لأن الأسرى في السجون منظمون وليسوا بحاجة إلى تنظيم ، ولأنه ليس بوسعهم وهم في داخل السجون تنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال ، والحركة الأسيرة ليس لديها أوهام ، وهي تدرك أن العدو الصهيوني قد ينقلب على هذا الاتفاق في مرحلة أخرى.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم