الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية طريق ذو اتجاهين

عمرو اسماعيل

2012 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


خدعوك فقالوا أن الاسلام دين ودولة ... فالدين هو دائما لله والوطن للجميع والديمقراطية هي طريق ذو اتجاهين
إن اللحظة التى تخلينا فيها عن الإسلام كدين و اعتبرناه دينا و دولة كانت اللحظة الفارقة فى التاريخ بين سعادة الدنيا و الآخرة و العنف و التطرف و إراقة الدماء باسم الدين و الإسلام ....
إننا نحتاج الإسلام كدين حب لكى نعرف الله و نتقرب اليه ونتعلم الرحمة ومكارم الاخلاق ...
أما أمور دنيانا من حكم و اقتصاد و زراعة و صناعة فقد تركها لنا الخالق لكى نديرها بأنفسنا تحقيقا لحكمة الاستخلاف فى الأرض مستلهمين فى ذلك مباديء الاديان العامة من عدل و مساواة وحرية وأمان, فليقل لى أحدكم أن كان يعرف, متى طبقت هذه المباديء طوال القرون في بلادنا التعيسة الحظ ... بينما تحظى بها الكثير من شعوب الأرض التي نتهمها بالكفر و الزندقة وندعو عليها ليل نهار و رغم ذلك نزداد تخلفا وتزداد هذه الشعوب قوة و رفاهية ولم نسأل أنفسنا أبدا لماذا, ألا يوجد هناك احتمال و لو ضئيل أن هذه الشعوب عندما فصلت الدين عن الدولة كانت على حق, ألم تتحسن احوالنا الاجتماعية ولو قليلا عندما تخلصنا من الخلافة العثمانية وطبقنا القوانين المدنية, وأنا أقول أحوالنا الاجتماعية وليست السياسية فما زال الفكر الشمولي يحكمنا و مازالت هناك أنظمة تستمد شرعيتها لأنها من قريش أو أنها هاشمية أو أنها تحكم باسم الدين.

الحقيقة المرة يا سادة أن من منحنا هذا التحسن فى أحوالنا الاجتماعية فى القرنين السابقين كان نابليون بونابرت عندما غزا مصر فزاد احتكاكنا بالحضارة الغربية وعرفنا قيمة القانون المدنى ثم أكمل كمال أتاتورك الطريق فخلصنا نهائيا من مشروعات الخلافة, فلماذا ننتظر دائما أن يكون الإصلاح على يد الأجنبى . أن مصر كانت أكثر ديمقراطية و هى تحت الأحتلال البريطانى وكانت هذه الديمقراطية هى المناخ التى مهد لثورة يوليو و الخلاص من الأستعمار البريطانى ولكننا لم نستفيد من التجربة و لا من التاريخ ومازال يوجد بيننا من يدعو الى العودة الى القرون الوسطى و مآسيها و يريق دماء الأبرياء بأسم الدين و الشريعة الأسلامية بعد أن كنا قد تخلصنا من هذه الآفة

لا أدرى ما هى المشكلة فى أن يعبد كل انسان ربه بالطريقة التى يريدها , يتعبد المسيحي كما يقول له دينه والمسلم يتعبد لله حسب مذهبه .. يتعبد الشيعى على المذهب الجعفرى و يتعبد السنى على المذهب المالكى أو الشافعي أو الحنفي ويكون الوطن متسعا للجميع والحكم للأكثر كفاءة بناءا على اختيار الشعب فى انتخابات نزيهة حرة دون اى اعتبارات دينية او طائفية , قبلية أو عائلية.
ألم يحن الوقت لكى تتخلص شعوبنا من وصاية رجال الدين شيعة كانوا أم سنة, ومن وصاية شيخ القبيلة أو كبير العائلة وتمتلك أرادتها الحرة.
ألم يحن الوقت لكى نتخلص من أوهام تراث السلف الذين أراقوا دماء المسلمين صراعا على السلطة باسم
الدين.

ألم يحن الوقت أن نعرف ان عصر خالد بن الوليد الذى جعل نهر دجلة أحمر اللون قد انتهى الى غير رجعة وأنه لو حكم عليه بمقاييس عصرنا لوجب محاكمته كمجرم حرب.
أن الحل فى أيدينا فإما أن نطبق قيم العصر فى الحكم من الديمقراطية و سيادة القانون المدني على الجميع والإيمان بأن الدين لله و الوطن للجميع أو تزداد معاناتنا ونضيع الوقت الثمين فى تجارب أليمة مآلها الفشل
لأنها لا تصلح للقرن الواحد و العشرين وثبت فشلها مرارا و تكرارا.. فهل نعى..

إن اردنا الحرية فهي دائما طريق ذو اتجاهين وليست طريق اتجاه واحد ...
وإن أردنا الديمقراطية .. فهي منظومة شاملة أهم مافيها هي حرية التعبير لنا ولمخالفينا في الرأي أو العقيدة .. وحرية العقيدة من اقامة الشعائر الدينية والدعوة السلمية لهذه العقيدة وبعيدا عن التحريض عن العنف.. وسيادة القانون علي أساس المواطنة بصرف النظر عن الدين والجنس أو اللون أو اسم العائلة .. الديمقراطية ليست فقط صناديق انتخابات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1-اقتباس: الدعاء بالمقلوب
عبدالوهاب زيتون ( 2012 / 5 / 15 - 18:50 )
يدعون على حفدة القردة والخنازير بالموت والفناء فتزداد معدلات الأعمار في أمريكا والغرب عموماً ويعيشون شيخوخة محترمة ويحظون بكل أنواع الرعاية والدعم الحكومي والضمان الاجتماعي في دور للعجزة من فئة السبعة نجوم، وتمد السماء في أعمارهم ويحتفلون بأعياد ميلادهم، وأعياد الميلاد ورأس السنة، والأعياد -النصرانية- الأخرى، وهم فرحين جزلين يضحكون ويتبادلون النبيذ والأنخاب، فيما تنقصف أعمار شبابنا في ريعان الصبا وتسحق أحلامهم وتموت أمانيهم ويموتون قهراً وكمداً وبطالة وجوراً، وينتشر الجوع والفقر والنكد والعبوس والتكشيرات والتجهم والعيش في -العشش- وأحزمة البؤس والمقابر التي افترشوها بدل المساكن. ويدعون على الغرب الكافر بأن يشتت الله شمله ويفرقه فتتعاظم قوته العسكرية وتعقد الأحلاف العسكرية، وتقوم المجموعات الاقتصادية التي تتحكم باقتصاد العالم، وتتوحد أوروبا (حفدة القردة والخنازير)، مختلفة الأعراق والقوميات والأديان، وتصبح أقوى تكتل اقتصادي وعسكري في العالم من خلال حلف الناتو ومجموعة الثمانية،


2 - 2-اقتباس: الدعاء بالمقلوب
عبدالوهاب زيتون ( 2012 / 5 / 15 - 18:57 )
ويدعون بزوال إسرائيل فتتوسع بالمستوطنات وتقضم أراضيهم، ويهزم ستة ملايين يهودي 300 مليون عرباوي يقضون معظم أوقاهم بالصلوات والدعوات و الإنصات لفتاوى الشيوخ والفقهاء وتفسير الأحلام والتنبؤ بالمستقبل المشؤوم لهذه الشعوب في الفضائيات. ويدعون بأن ترسل لهم الطير الأبابيل، فترسل لهم إسرائيل طائرات الميراج، والفانتوم والشبح فتقتل أطفالهم وترمل نساءهم وتقتل رجالهم ومعهم زوجاتهم الأربع كما حصل مع نزار نزال الزعيم الحمساوي المعروف في أوائل 2009


3 - تحيه للمحترم الدكتور عمرو
عبدالوهاب زيتون ( 2012 / 5 / 15 - 19:04 )
أتابع مقالاتك وانتظرها بشغف، أفكاري تكاد تتطابق مع أفكارك النيره ...أجمل تحيه لشخصك الكريم


4 - اشكرك أخي الكريم
عمرو اسماعيل ( 2012 / 5 / 15 - 22:12 )
التحية هي لشخصك وأتفق معك تماما فيما قلته في تعليقيك السابقين ..


5 - حقيقة الدولة الدينية
محمد مختار قرطام ( 2012 / 10 / 29 - 15:50 )
الصراع على السلطة بدء بوفاة الرسول ص . واحداث سقيفة خير شاهد ومقتل او اغتيال سعد بن عبادة اول خليفة للمسلمين تم مبايعتة في المدينة وقد اتهموا الجن بأنها التي قتلته والى مقتل عثمان ابن عفان وصراع بين علي ابن ابي طالب ويزيد بن معاوية ومقتل اهل البيت جميعا وابناء الصحابة محمد بن ابو بكر وعبد بن عمر وغزو المدينة في واقعة الحرة وقتل عشرة الاف مسلم وهتك اعراض النساء وخرجت الف بنت عذراء حامل ومجهول الفاعل وللعلم كانوا كلهم مسلمين في مسلمين والى هدم الكعبة وقتل حفيد ابو بكر ابن اسماء وجز رأسة ووضعها بين ركام الكعبة . هذا موجز مختصر جدا للصراع على السلطة بأسم الدين

اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا