الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رساله الى الأسير باسم الخندقجي

باسم الخندقجي

2012 / 5 / 15
القضية الفلسطينية


رساله الى الأسير باسم الخندقجي

يا أخي . . .

إن هذه الدنيا سجن. و نحن كلنا أسرى . أسرى الخوف ، الحزن ، الشغب، الحرية، كلنا اسرى لأهداف محدده لكن غير معلنه . . ووحده الذي يملك حس التذوق سيشعر انه أسير !
وكم هم قلة الذين يصلون الى هكذا مرحله وكم هم أقل الذين يغضبون منهم . فكل الفرق بين رجل أدرك حجم سجنه وثار لأنه يعلم كل العلم انه سجين أحد المبادئ التي استمات في الدفاع عنها يوما وبين رجل ادرك حجم مصيبته وصمت و أدرك أن ظالما متجبرا جلس على اكتافه وأنزل القدمين. . و أن هذا الرجل هو الحاضر دوماً للتخلي عن المبادئ و الأفكار و القيم و العادات و الحريه أمام أول دكان يتعاطى بشراء الضمائر !
إننا يا أخي وحوش في هذا الغاب . فقدنا صفة الانسانيه وصرنا من الجمادات وانه لمن الغريب ان نلعب لعبة "انسان . حيوان . جماد . نبات . بلاد" ولا نضع انفسنا في عمود الجماد . . لربما لأننا مثل حكومتنا وسلطتنا وقادتنا لسنا مستعدين لمصارحة أنفسنا بأننا حمقى وبلا قيم و ضمائر !
وإننا يا أخي ندّعي حب الوطن . . فصار الوطن مريضاً بنا . . يا أخي و لا يوجد دواء !!
هذا الذي يسرق . وهذا الذي يسفك الدماء . وهذا الذي يأكل أموال الناس . و هذا الذي يبتلع الحقوق . و هذا الذي يتزوج ويسافر و يهاجر و يجني المال وينجب العيال و يقيم العمران ويجلس في آخر النهار امام شاشة التلفاز لا لمشاهدة الاخبار . . بل لأن المسلسل التركي قد بدأ !
هذا الذي لا ينام من الجوع وهذا الذي لا ينام من الشبع !
هذا الذي لا يجد مأوى و هذا الذي رصع سقف غرفته بالذهب !
هذا الذي انحنى ليحرث ارضاً . . وهذا الذي انحنى ليدخل باب كنيسة منذ ايام الانبياء في بيت لحم !
آه يا اخي !
نحن ما عدنا نحن . تغيرنا . تغيرت المبادئ ، القيم ، الأخلاق ، العادات ، الأفكار و المعتقدات . . حتى الديانات يا أخي تغيرت و صار المال هو دين كل جائع و"شابع" !
تغير كل شيء فينا سلطتنا و سياستنا و قادتنا و كبارنا كلهم تغيروا يا اخي وصرنا نحن شعب الله الضائع في الأرض . . لكن ترابنا و جبالنا و سهولنا و ودياننا و تضاريسنا و اشجارنا و ورودنا أبدا ما تغيرت حتى سنابل قمحنا . . ابدا لن تتغير !
كل ابواب النضال و المقاومه مغلقه . . وقلة منا هؤلاء الذين مازال لوقع كلمة وطن في انفسهم صدى و رنين . .
تمنيت !
قسما تمنيت ان اكون يوما في السجن بدلاً منك على الأقل لأبتعد عن هذه الضوضاء وهذه اللامبالة و هذه البروده . . فظهرت خيام الاعتصام وانقذتني وجعلتني افكر ولو لحظه ان هناك من يهتم وان للوطن معنى اعظم من كلمة مكونه من ثلاثة احرف . .
وتسألني احدى الصديقات " يارانيا . . ما هو الوطن الذي تدافعين عنه ؟ اين هو هذا الوطن؟"
آآآآآآآآآه يا أخي باسم . . ان الوطن هو الكبسوله الوحيده التي لا تحتاج ان تتجرعها أكثر من مره واحده . و ان رائحة الوطن هي العطر الوحيد الذي لست مضطرا لإستعماله سوى مره واحده كي يبقى عطرك طيب . . كي يبقى عطرك "فلسطيني" . . ولهذا عرفني أهل دبي . . ولهذا عرفني أهل الأردن . . لأن رائحتي فلسطينيه . . ومن لا يعرف رائحة فلسطين يا أخي ؟!
يا أخي . . ومتى كان الوطن بارد ؟!
ان الوطن هو أن تجيد النضال .. والنضال لا يحق لغير و بغير الوطن . . أتعلم لِمَ ؟!
لأن الوطن هو الشيء الوحيد المستعد لإحتضانك وأنت في قمة حالتك الوحشيه !
وابداً . . أبداً يا أخي باسم لن تجد رجل ، أو امرأه ، او أي فرد في حالة وحشيه ثائره ضد الطغيان الا عندما يمسه ويسرق من بستانه زهره!
يا أخي . . ودموع امك تشهد . . يا أخي وصبر أباك يشهد . . يا أخي و كل اخوتنا محلقة رؤوسهم في عرض السماء بسببك لأنك فخر لنا و للوطن . . وكلنا نشهد !
كل المجد و الحريه لروحك الطاهره.

اختك من جبل النار
رانيا الخليلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء