الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاح اضراب المعتقلين الفلسطينيين, للنصر آباء متعددون

محمود فنون

2012 / 5 / 16
أوراق كتبت في وعن السجن


ربما تتضح الصورة كاملة حول نتائج إضراب المعتقلين خلال الساعات والايام القادمة ,وما رشح الآن يبشر بالخير ,ومفاده ان الجزء الأعظم من مطالب الأسرى المضربين عن الطعام قد تحققت وأن العملية النضالية المتمثلة بالإضراب المفتوح عن الطعام قد حققت غايتها على العموم .
ولا بد ان نسجل هنا مسألة في غاية الأهمية:
ان جزءا فقط من المعتقلين هم الذين خاضوا الإضراب .
ما هو إضراب المعتقلين :ان الأمر لا يقف عند حدود الامتناع عن تناول الطعام والشراب ,ولا ينحصر هدف المعتقلين الفلسطينيين المضربين عند حدود الجانب المطلبي الذي يقف خلفه المعتقلون الذين قرروا خوض النضال الاضرابي عموما والاضراب المفتوح عن الطعام خصوصا
ان شعارات الإضراب التي تلخص وضع السجن وموقف المعتقلين سياسة ادارة مصلحة السجون ومعاملتهم ,ثم التفاعل العميق مع هذا الوضع من قبل المعتقلين ورفضه والتعبير عن هذا الرفض بشتى الوسائل وتتويجها بالاضراب المفتوح عن الطعام ان هذه الشعارات هي جزء أصيل من الشعارات الوطنية وهي جزء أصيل من شعارات ومواقف الحركة الوطنية الفلسطينية مهما كانت درجة تفاعلها مع مواقف الحركة الاسيرة .
فالاضراب هو تعبير عن رفض الممارسات والسياسات الاسرائيبية ضد المعتقلين المتمثلة:
استمرار الاعتقالات الادارية واستخدامها بتعسف شديد .
استمرار سياسة العزل بشكل يتعسف بإنسانية الإنسان .
منع أهالي قطاع غزة من زيارة أبنائهم لمدة تزيد على خمس سنوات .
سوء المعاملة داخل السجون وتعدد الحرمانات والممنوعات والتعسف في التفتيش الجماعي والفردي ...
ورفض هذه الممارسات وهذه السياسات والمطالبة بالغائها والمطالبة بتحسين ظروف الاعتقال ومعاملة المعتقلين.
هنا يتضح تماما ان نضال المعتقلين هو جزء من الكفاح الوطني ضد الصهيونية وأجراءاتها .
هنا من الممكن ان يلعب نضال المعتقلين دور الصاعق المفجر للنضال الوطني على العموم. هنا قام المعتقلون بدورهم !
لكن الحلقة لم تستكمل من حصة (خارج السجون) وظل "الرقص على اصبع واحدة" ولم ينجح الايقاع في تحريك الارداف الثقيلة والاجساد المتكرشة من بنى وهيئات الفصائل الوطنية والاسلامية .
الارض الفلسطينية حبلى بكل اسباب اشتعال النضال ,ولكن ما تبقى من الحركة الوطنية والاسلامية يحتاج الى تطهير واعادة بناء على اسس جديدة وتحفظ للشعارات الوطنية مكانتها وتظل هي العنوان,و وجوب مراجعة التدهور الذي أصاب المواقف من أجل تجديد شباب الثورة الفلسطينية التي شاخت تراكيبها وأفلست دون أن تحقق أهدافها .
ومع ذلك صمد الجزء المضرب من الحركة الاسيرة وهو قابض على الجمر حتى أقدمت الحكومة الاسرائلية على محاورة المعتقلين والوصول معهم الى قواسم مرضية لهذه الحركة وطلائعها الذين فاوضوا نيابة عن الجميع .
واذا كان هناك من فضل فيما جرى واذا كان هناك من أب للذي جرى فهم فقط الاسرى الذين اضربوا وعموم الحركة الاسيرة التي خاضت النضال وسجلت دورها في كتاب التاريخ الاعتقالي .
ومن المهم ان نذكر بأن الجهات المصرية التي شاركت في ما يسمى بالتفاوض على مطالب المعتقلين,والتي قيل انها لعبت دورا ضاغطا يستحق التنويه به وبفضله في النتائج التي
تحصلت.ان مصر الحالية لا تستطيع الضغط على اسرائيل ويتوجب ان ننظف ذهنيتنا من حكاية الضغط المصري على اسرائيل وضغط الدولة العربية كذا وكذا .
يجب ان نتخلى عن الصورة الساذجة التي تصور اسرائيل ممدة على ظهرها ومصر تضغط على صدرها بكلتا يديها من اجل ارغامها على هذا الشيء أو ذاك تحت طائلة الضغط على صدرها .وكذلك بقية الذين قدموا من الجهات الرسمية والعربية على انهم ضغطوا وانهم طالبوا وانهم وانهم...
ان جميع الجهات العربية الرسمية كانت تتخوف من تطور الاوضاع في الاراضي المحتلة بشكل لا يمكن حسابه لو سقط شهداء اثناء الاضراب .
او تتطور حركة الشارع المحدودة للتضامن مع المعتقلين ما يخرج عن السيطرة في فلسطين وغير فلسطين (مع العلم ان فلسطين هي جزء من كرامة الامة العربية وطلائعها التقدمية وشبابها المتحفزون للكفاح ) ولذلك فأن الرجاءات العربية لاسرائيل وحكومة اسرائيل لا تشكل ضغطا على اسرائيل .
وبالتالي فان كل هؤلاء ليسوا شركاء في مقدار الانجاز الذي تحقق.وليس لهم حصة في الاحتفال وان كان قد أوجب الاحتفال والابتهاج في يوم النكبة .
الكيرون ادعوا مشاركتهم في تحقيق هذا الانجاز. وهذا مفهوم فالهزيمة يتيمة بينما النجاح له آباء متعددون .
لقد كان اضراب المعتقلين وحلول يوم النكبة حافزا جديدا للوقوف امام تجربة الثورة الفلسطينية ما لها وما عليها وبلأخص امام الحالة القيادية المسؤولة عن هذا التراجع الخطير .
وان نجاح الامعتقلين وصمودهم لا زال يشكل حافزا لانطلاقة متجددة للنضال الوطني الفلسطيني بدلا من تقديم الشكر عن نتائج الاضراب لجهات لا تستحق الشكر.
ان المعتقلين المضربين في داخل السجون وحدهم هم الأصحاب الأساسيين للانجاز , وقد ساندهم نفر محدود من الجماهير ومن أهالي الاسرى وبعض الاسرى المحررون ممن نذروا انفسهم رهبانا متضامنين حتى آخر لحظة .ولم يكن دور المسؤولين الفلسطينيين والعرب موجها لاستنفار طاقات الناس لمزيد من الكفاح الوطني ,بل خشية منه.
وانني انتقد الجهات التي لم تنخرط في الاضراب ممن هم في دخال السجون لأنه لم يظهر لهم دور ايجاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف


.. يونيسف للعربية: لا مكان آمنا في لبنان




.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي


.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا




.. -الخسائر بلبنان غير مقبولة-.. المتحدث باسم الأمم المتحدة: أو