الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفانا إيمان بالرجل السوبر!

سالم اسماعيل نوركه

2012 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أيام عرضت إحدى الفضائيات لقاء مع أحد المرشحين لرئاسة دولة عربية عاشت ما يسمى بالربيع العربي أدار المناظرة التلفزيونية معه مقدمين للبرنامج بحضور جمهور متواضع العدد مع مفكرين وكتاب وذوي الأختصاص لمحاورة (القائد الأوحد المرتقب !)من بوابة الديمقراطية .
كان الأستاذ المرشح يتكلم بثقة مفرطة جدا بأمكانياته المذهلة!ويتطرق لكل المحاور منها السياسية والأقتصادية والإجتماعية والصحية والنفسية والعسكرية وكأنه برفيسور في كل الإختصاصات وكأنه يريد أن يرسل إشارات للناخب بأنتخابه وتمكينه لنقل الدولة التي سيكون رئيسها المرتقب إلى مصاف الدولة الراقية في كل شيء .
أحيانا كان يخاطب ويحاور المشاركين في اللقاء وكأنه فعلا رئيس تلك الدولة وليس مرشح مع مجموعة من المرشحين لربما فرصة ترشحهم للمنصب أكثر منه.
كان الرجل حاله حال البقية من القادة (العظماء عندنا)مليء بالغرور والكبرياء ويبدوا من خلال قراءة أفكاره خلال اللقاء ومزاجه العصبي بأنه يستطيع أن يدخل البلد في حرب ضروس في الأيام الأولى من حكمه إن تسلم وتقلد المنصب مع إنه كان في اللقاء من دعاة عزل جنرالات الجيش المستمرين في الخدمة وحين طرح عليه أحد الحضور مداخلة بقوله كيف ستحارب وأنت تسرح قادة الجيش عندنا فقال بكل بساطة لدينا قدرات قيادية شابة لم تسنح فرصة لها لقيادة المعارك ،يبدوا من كلامه بأنه سيختار قادة الجيش من معارفه والمقربين له أؤلائك الذين لا يشك بوطنيتهم وولائهم له ،وتكلم الزعيم المرتقب !عن مشاريع عملاقة بمليارات الدولارات وحاججه أحد الحضور بالقول التمويل من أين ونحن دولة بلا ثروة ومديونة ؟!فقال وحيد زمانه المال موجود فقط نحتاج إلى إرادة وطنية مخلصة وظن إن تلك الإرادة موجودة لديه .
كان (الزعيم المرتقب!)يتكلم في مواضيع ضخمة تحتاج مؤسسات مختصة التصدي لها كان حضرته يحسمها بكلمات قليلة وكأن الآخرين من الحضور لا يعرفون (قدراته الهائلة)التي سيسخرها في (ضرب أكثر من عصفور على الشجرة بحجارة واحدة).
وتطرق حضرته وعلى الهواء مباشرة في كل المواضيع بيسر وبحزم مفرط وتطرق لأساليب التشريع الصحيحة والتنفيذ ومعالجة السلطة القضائية ووجه نصائح على شكل إنذارات مبكرة لوسائل الإعلام قبل فوزه وتسنمه المنصب ،وكان يبدو عليه بأنه واثق من فوزه بالإنتخابات كتحصيل حاصل .
خلال فترة اللقاء الرجل كان يتصور نفسه وكأنه رئيس فعلا وليس مجرد مرشح للرئاسة ويأخذ راحته في الكلام إلى أقصى حد وحين أحد المقدمين كان يقاطعه من باب متطلبات اللقاء كا لا يسمح ويطلب منه تركه لتوضيح فكرته والمقدم يقول له وصلت الفكرة ويكرر سيادة الرئيس المرشح بنبرة سيد مطاع أتركني أكمل فكرتي فالرجل يبدو وكأنه مفرخة للأفكار!
سيادة المرشح لرئاسة الجمهورية كان العقل الباطن مسيطرا عليك لهذا أظهرت نفسك من حيث لا تعلم بأنك القائد الضرورة والأوحد ونسيت بأن الدولة التي لو فزت وأصبحت رئيسا لها تعاني مشكلات جمة وتعيش على المعونات الدولية ومكبلة بأتفاقيات لو نسفتها بمجرد وصولك إلى السلطة تقدم الدولة وتدرج بها إلى مصير مجهول .
كفانا دكتاتورية ،كفانا الإيمان بالرجل السوبر ،كفانا إنحطاط يا سيادة المرشح المرتقب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نوركه
زكي يوسف ( 2012 / 5 / 16 - 17:34 )
هذه اشعوب يجب ان يحكمها دكتاتوري وهذه الحاله جاريه منذ 1400 عام الم يكن محمد صلعم دكتاتوري وزعيم هذه الشعوب هو خليفة محمد

اخر الافلام

.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟


.. مسؤولون أميركيون: إسرائيل عقبة أمام مستقبل المنطقة.. فهل تُغ




.. الردع النووي ضد روسيا والصين.. الناتو ينشر رؤوسا مدمرة | #مل


.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات وسط حر شديد | #رادار




.. شبكات | 20 لصا.. شاهد عملية سطو هوليوودية على محل مجوهرات في