الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكاليات الفكر الإقتصادي التنموي / 3

بشرى علي وهيب

2012 / 5 / 16
الادارة و الاقتصاد


لم يكن للاقتصاديين (الكلاسيك ) مساهمة جدية في موضوع التخلف ،لأنهم حصروا جل إهتمامهم بمشاكل النمو ولأن هذا الموضوع أصلا لم يكن قد تبلور بعد ولم تكن هناك في ذلك الحين مايُسمى بالبلدان المتخلفة والبلدان المتطورة ، فأدم سميث لم يعط أية أهمية لمسألة التباين في وتاير النمو بين البلدان المشاركة في التبادل الدولي ،وبالنسبة للتطور وتفاوته وكذلك فأنه يرى (أن تفاوت التطور يقود الى تطور ). وشكلت قضية السوق وتقسيم العمل المنظار الوحيد
لديه لفهم كافة الأمور. فهو يفسر سبب بقاء البلدان منذ قرون عديدة في وضعها الإقتصادي المتدني بأن تلك البلدان راكدة لاتعرف البحار ولا تملكُ شبكة ً من الوديان تساعد على نمو التجارة الداخلية والخارجية فتبقى أسواقُها ضيقة ومحدودة الحركة مما يكبح أي إحتمالات للنمو لأن ضيق نطاق السوق المحلية يمنع تكوين وأمتصاص الفائض الصناعي ،
وتتمثل جوهر مشكلة عدم التطور عند الإقتصادي ريكاردو بوجود عائقين رئيسيين :
يتمثل العائق الأول بوجود القطاع الزراعي الذي بالرغم من أهمية وظيفته في إعالة قوة العمل إلا أنه يستحوذ في داخله على كمية من عناصر الإنتاج –قوة العمل – رأس المال فيشكل هذا القطاع عقبة أمام نشوء وتطور الفائض الصناعي إذ لايتوافر السوق المحلي على القوة الشرائية الكافية لإستيعاب منتجات القطاعين معاً .
أما العائق الثاني أمام التطور الصناعي
فيتمثل في العلاقة بين معدل الربح والأجور فمعدل الربح لايمكن أن يرتفع إلا على حساب إنخفاض الأجور الذي لايمكن أن يستديم إلا بقدر إنخفاض أسعار المنتجات الغذائية التي يشتريها العامل من خلال أجره ،
وتلتقي أفكار العالم السويدي أولين مع تيار المالثوسية وتمتزج مع النظرية السكانية المفسرة للتخلف عندما يفسر اللا تكافؤ بأسباب طبيعية ، فالطبيعة وحدها هي المسؤلة عن التوزيع غير المتكافئ للموارد بين الدول ،
لقد إختلف الاقتصاديون الرأسماليون المحدثون أيضا فيما بينهم في تحديد مفاهيم وأسباب التخلف فالإطار التاريخي يترادف فيه التخلف مع التأخر وهذا الترادف يعني أن البلدان المتخلفة ستبقى هكذا إذا ماأعدت كقرينة للبلدان المتطورة غير قادرة على تجاوز معضلتها من خلال التسابق الزمني مع النموذج الذي سبق لنا ذكره لذلك نجد أن الإطار التاريخي الحتمي لايمكن أن يحدد مفهوم التخلف ويوقعنا في مصيدة التصور الآلي الشمولي الذي يرى أن التخلف مرحلة لها صفات ومواصفات معينة تنطبق على جميع البلدان , وربط روستو صفات البلدان المتخلفة ربط ذلك بالصفات التي يحتويها المجتمع التقليدي رغم أن التجربة التاريخية ذاتها تشكك في يقينية هذا التصور خاصة وأن بعض البلدان التي لازالت تسمى بالبلدان النامية (الهند – الصين ) كانا لهما أسبقية تقنية وعلمية على أكثر البلدان تطورا والعكس صحيح أيضا ،وتتجه كتابات أخرى الى تبني تسمية الإقتصاد المزدوج كتعريف للتخلف للدلالة على محتوى يتعايش فيه نظامان إقتصاديان وأجتماعيان مختلفان والثغرة في تسميةٍ كهذه هي أنها تسمية عامة تمتد جغرافياً لتشمل كل الإقتصاديات القائمة في عالمنا المتخلف كما أن هذه التسمية لاتتعدى الجانب الوصفي ولابد من الإشارة الى أن هناك من يترادف لديه مفهوم التخلف مع مفهوم الفقر ،
يقول ميردال 0عندما أستخدم مقولة تخلف فيجب أن تؤخذ على أنها كمرادف للفقر ) أو كما يقول ستالي عن البلدان المتخلفة (أنها البلاد التي يتزامن فيها الفقر المزمن مع تخلف طرائق الإنتاج والتنظيم الإجتماعي ) أو أنها تلك البلدان التي ينخفض فيها مستوى المعيشة بالمقارنة مع بالدول المتقدمة ، ولعل من المفاهيم المهمة والأكثر قبولا لمفهوم البلدان المتخلفة هو مفهوم سميث الذي يقول فيه ( أن الدول المتخلفة هي الدول التي تتسم بالإستغلال الجزئي أو عدم الإستغلال للقوى البشرية من جهة وعدم إستغلال الموارد الطبيعية من جهة أخرى بحيث أدى ذلك الى إنخفاض في تكوين رأس المال ،

هامش / يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. بدء المنافسة فيبعد الإعلان ع


.. اقتصاد: تراجع البورصات الأوروبية غداة نتائج الانتخابات البرل




.. كلمة أخيرة - لميس الحديدي: محتاجين توسيع القاعدة الضريبية وأ


.. كلمة أخيرة - طرح مسودة أولية لوثيقة السياسة الضريبية للنقاش




.. بعد طرح مسودة أولية لوثيقة السياسة الضريبية 2030.. ماذا يريد