الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الطلابية إلى أين؟

سيف بن هنية

2012 / 5 / 16
الحركة العمالية والنقابية


شهدت الحركة الطلابية على امتداد العقدين الأخيرين خاصة ركودا و تذبذبا مريبا فديكتاتورية بن علي امعنت في تضييق الخناق على الجماهير الطلابية و واجهت كل تحركاتها بالقمع و العنف و الاعتقالات...و واصلت اعتماد نفس الممارسات البورقيبية لترويض الطلبة و تطويع حسهم الثوري لصالح السلطة. و لعل الفترة النوفمبرية كان لها الأثر الأقوى في كبت نفس الطلاب النضالي و تمييع وعيهم الاحتجاجي في اطار سياسة قذرة تسعى الى ضرب كل مكونات المجتمع. لكن محاولات شل الدافع الثوري للجماهير الطلابية و احتواء تحركاتهم لم يكن مهمة السلطة فقط بل كان للجناح البيرقراطي النقابي دورا رياديا في ذلك. فكل مخططاته كانت تهدف لتطويق الغضب الطلابي و لم تتجاوز مبادراته حاجز الوهم الاصلاحي و وساطته بين الطلبة و السلطة كانت تصب في اقناع الطلبة بالاكتفاء بالحد الأدنى الممكن، تراكمات أدت إلى اضعاف قوة الجماهير الطلابية الي زادت الصراعات الحزبية في تأزمها و تشتيتها فدور الطلبة انحصر فقط في تقديم المطالب الى النقابة لتتفاوض بدورها مع السلط المعنية...إجراءات روتينية وأدت الاحتجاجات في بدايتها و قوضت فرص انتشارها بين الجماهير الشعبية..ولم يدرك الطلبة امكانية معالجة شؤونهم بنفسهم فالوعي الطلابي المشترك الذي يكون نتاج اللحظة قادر على الإحاطة بمشاكله الحقيقية و التحرك من أجل مطالبه المشروعة و تجلى ذلك في عديد الاحتجاجات و الوقفات التي سرعان ما تتلاشي بمجرد تدخل الوساطات البيرقراطية .فالواقع أكد إذا أن هذه الوساطات التفاوضية كانت قناعا براقا يعمل لخدمة مصالح نخبوية ضيقة لا مصالح الطلبة . لست هنا بصدد التجني على المناضلين الحقيقيين للإتحاد العام لطلبة تونس الذين صمدوا و قاوموا و كان السجن و التعذيب مصير أغلبهم لكن الأن حان دورهم للتصدي للمتمعشين و الانتهازيين الذين استغلوا المنظمة لخدمة مصالحهم لكي يعود الإتحاد قوة بيد الجماهير الطلابية و ليس بيدقا تديره نخبة برجوازية متواطءة .ثم لماذا على الطلبة أن يجعلوا بينهم و بين مطالبهم مثل هذه الحواجز التعطيلية التي أثبت التاريخ أنها لم تحقق شيء يستحق ان يذكر سوى على المستوى الاجتماعي: الحق في السكن اللاءق و تعميم المنحة مازالا حبرا على ورق أو على المستوى التعليمي: نظام "أمد" لم يقع تغييره رغم وضوح مساوءه.حتى المساعي المروجة الآن حول ضرورة إنجاز المؤتمر فإن لن تنتج إلا منظمة هشة و لن تكون نتاءجه أفضل من 18 مؤتمر سابق فهذا هو الغباء حسب تعريف أينشتاين أي " فعل نفس الشئ مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة " فالنظام القاءم الآن لن يترك منظمة كالإتحاد تسبح عكس التيار بل سيسعى الى تجنيد فءة مندسة لتنفيذ أجنداته على غرار ما يفعل مع الإتحاد العام التونسي للشغل و لو بطريقة غير مباشرة. إذا على الجماهير الطلابية أن تدرك اليوم بأنها ليست في حاجة إلى أطر كلاسيكية مسقطة لتتويج نضالاتها و تحقيق مطالبها بل في حاجة إلى التشبث بالفعل الميداني المنبثق من الوعي المشترك، وهنا أذكر مسيرة 10 جانفي 2011 و التي كنت شاهدا عليها يوم خرج طلبة المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بالمنار ،لم ننتظر أمرا أو بيانا أو مبادرة... بل كانت وعيا صادقا لم يصمت أمام المجازر المرتكبة في القصرين و سيدي بوزيد و باقي الولايات...خرج الطلبة بصوت واحد: الشعب يريد اسقاط النظام ... التحم معهم طلبة باقي كليات المركب الجامعي متحدين جبروت آلة القمع و بقوا صامدين رغم إغراق المركب بوابل من الغازات المسيلة للدموع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب


.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي




.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا