الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش وخواطر وملاحظات ...

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2012 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أولاً : لن يحول بين خروج مصر من مسيرة الإنسانية المعاصرة شئ أكثر فعالية من إنتخاب المصريين خلال الأيام القليلة القادمة لرئيس جديد للجمهورية يؤمن إيماناً راسخاً بالدولة المدنية وبالتعددية وبقبول الآخر وبحقوق المرأة الكاملة وبالتعليم العصري القائمة على الإبتكار والإبداع وليس على التلقين وإختبارات الذاكرة، كما يؤمن بالديمقراطية بمفهومها الذي تطور في الغرب وأخذته شعوب أخرى غير غربية مثل اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية. فمصر بحاجة لرئيس جديد تكون مرجعيته الأساس هي العلم والإدارة.



ثانياً : كنت أتمنى ان يلتزم الإخوان المسلمون بتعهداتهم بعدم محاولة الوصول لمنصب رئيس الجمهورية. وكنت أتمنى ألا يبدلوا موقفهم هذا قبل ان تتضح العلاقة بين رئيس من الإخوان وبين المرشد العام لجماعة الإخوان، لأن الصيغة الحالية (صيغة رئيس الجمهورية الذي يقبل يد المرشد العام) تتنافى كلية مع نسيج المجتمع المصري وتتعارض مع كل مفردات واقع مصر.



ثالثاً : الأمة التى تسمي رجال الدين بالعلماء هى أمة تقر وتعترف بخروجها عن مسيرة التقدم العلمي. فهؤلاء الذين يشار لهم بالعلماء (مع كل الإحترام لهم) يجب ألا يشار لهم إلا بتسمية رجال الدين أو علماء الدين. أما إطلاق تسمية "العلماء" عليهم فإنها تشي بأن مفهوم العلم في بعض المجتمعات قد تآكل حتى أصبح لا يضم العلماء الحقيقيين (علماء الطب والهندسة والصيدلة والفضاء والكيمياء والفيزياء والنبات والحيوان وعلوم تكنولوجيا الإتصالات الحديثة).



رابعاً : مصر الآن بأسرها (بإستثناء الإخوان المسلمين) تؤمن بأنه كان من الواجب إعداد الدستور أولاً. والآن ونحن نرى محاولات مجلس الشعب المؤدلج للسيطرة الكاملة على الحكومة ومنصب رئيس الجمهورية والمحكمة الدستورية العليا نعرف فداحة وجسامة الخطأ الذي اقترف عندما لم يستمع أصحاب القرار لصوت العقل الذي كان يقول : الدستور أولاً.



خامساً : في معظم دول العالم لا تقوم السلطة التشريعية بكتابة الدستور ، إذ يشكل ذلك بداية طغيان وتغول السلطة التشريعية على السلطتين الأخريين (القضائية والتنفيذية). وحدوث ذلك (وهو غير مستبعد في واقعنا) يؤدي لوضع لا تكون فيه فى الواقع ثلاث سلطات فاعلة : سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية، بل سلطة واحدة تهيمن على الوظائف الأساس الثلاث. وهو ما يؤدى لشكل جديد من أشكال الطغيان وغياب الرقابة الحقيقية والمحاسبة الفعالة.



سادساً : عندما كانت الصين تعمل بموجب القيم الماركسية كانت مجتمعا بدائياً فقيراً. وما ان أصبحت الصين تطبق الفاعليات التي طورتها الحضارة الغربية حتى أصبحت خلال فترة زمنية قصيرة القوة الإقتصادية الثانية في العالم. ومع ذلك ، فبعض المغامرين يصرون على إعادة إختراع العجلة ويتكلمون عن إقتصاد إسلامي وبنوك إسلامية. والحقيقة ان العلم والإدارة في تجلياتهما الراهنة في المجتمعات الغربية هي إنسانية أكثر منها غربية ، ولا توجد على ظهر الأرض فعاليات للتقدم غيرها.



سابعاً : مقياسان لا يخطئان فى الحكم على الأفراد والمجتمعات والثقافات والمذاهب ... أما المقياس الأول فيتصل بنظرة أي إنسان أو مجتمع أو ثقافة أو مذهب للمرأة . فالنظرة للمرأة كزوجة وأم مكانها البيت وليس كإنسانة كاملة الإنسانية والحقوق والمستحقات هى نظرة تدمغ صاحبها فردا كان أو مجتمعا او ثقافة او مذهب بالرجعية والتخلف والعجز عن اللحاق بمسيرة التقدم الإنساني ... وأما المقياس الثاني فيتصل بنظرة أي إنسان أو مجتمع أو ثقافة أو مذهب للآخر ... فى حالتنا المصرية فإن الآخر قد يكون القبطي أو اليهودي أو البهائي أو النوبي .... والنظرة التى تنقص الآخر (أيا كان) حقوقه فى الإحترام وحقوقه القانونية هى نظرة تدمغ صاحبها فردا كان او مجتمعا او ثقافة او مذهب بالرجعية والتخلف والعجز عن اللحاق بمسيرة التقدم الإنساني.


ثامنا : قاطرتان أتمني أن يأتي رئيس جديد لمصر ويحسن إستعمالهما ... والقاطرتان هما الوسيلتان الوحيدتان لإلحاق مصر بالعالم المتقدم. أما القاطرة الأولي فهى قاطرة "تقنيات الإدارة الحديثة" ... وهى قاطرة ذات مردود كبير وعلى المدي القصير والمتوسط والبعيد على السواء. وأما القاطرة الثانية فهى قاطرة "التعليم العصري القائم على الإبداع" . ورجال القاطرة الأولي هم من المصريين أصحاب الخبرات العالمية. فلا توجد تقنيات إدارة عصرية وفعالة إلا فى المجتمعات الأكثر تقدما وفى المؤسسات العالمية فى أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا ونمور آسيا . أما خبراء التعليم المدركين لعيوب ومثالب مؤسساتنا التعليمية فهم قليلون ومنهم عملاق مثل الدكتور مراد وهبة والدكتور كمال مغيث الذين بوسعهم وضع الخطوط العامة لفلسفة تعليمية تفعل العقل النقدي والقدرات الإبداعية بما يضمن لحاقنا بركب الإنسانية المتقدمة. منذ سنوات وخلال عضويتي بالمجلس الأعلي للتعليم فى أبو ظبي إكتشفت سهولة الرقي بمؤسسات التعليم : فكل المطلوب هو التخلي عن أية أيدولوجية ثم إتباع ما طبقه الآخرون الذين صار بحوزتهم نظم تعليم هى الأرقي فى عالمنا المعاصر وهم بالترتيب : فنلندا ثم سنغافورة ثم اليابان .... وإذا صاح صائح : وأين خصوصيتنا الثقافية ؟ فعلينا أن نوضح له أن خصوصيتنا فى مجال التعليم هى التخلف المفرط وإنحدار وإنهيار المستويات !!! فإن كانت هذه هى الخصوصيات الثقافية ، فلتذهب للجحيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد