الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاردن منطلقا لمناورات الاسد المتاهب فهل هي خطوة باتجاه افتراس الاسد السوري

خليل خوري

2012 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الاردن منطلقا لمناورات
" الاسد المتأهب"
هل هي خطوة باتجاه
افتراس " اسد " سوريا؟

بمشاركة اكثر من 15 الف كوماندوز ينتمون لجيوش متعددة الجنسيات بدات يوم امس الثلاثاء على ارض الحشد والرباط " الاردن" مناورات عسكرية اختارت لها القيادة العسكرية الاميركية الراعية لها اسم " الاسد المتأهب " . المناورات سوف تجري بالذخيرة الحية في مناطق مختلفة من جنوب الاردن لعدة ايام والهدف منها وفق تصريحات ادلى بها قائد عسكري اردني مجرد عسكري وانساني محض ولا يستهدف لا قدّر ولا سمح الله اية دولة مجاورة للاردن بل سيتركزعلى رفع مستوى القدرات القتالية للكوماندوز وتحقيق درجة اعلى من التنسيق بينها كما سيخضعون لتمارين تتعلق بمحاربة الارهاب وفتح ممرات امنة للاجئين الهاربين من مناطق تشهد اعمال عنف وتقديم خدمات انسانية لهم . وعن الدول المشاركة في هذه المناورات فقد ذكرت وسائل اعلام غربية انها تشمل الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا وايطاليا اضافة الى كوماندوس اشاوس بعثت بهم السعودية ومشيخات خليجية تدور في فلك الاخيرة وتخضع لاملاءاتها ، وذرا للرماد للعيون فقد سمحت القيادة الاميركية لقوات رمزية من العراق واندونيسيا والصين وروسيا وغيرها للمشاركة في هذه المناورات وذلك للتغطية على التوجهات السياسية للمناورة والتي لا هدف من ورائها سوى خدمة المشروع الاميركي في هذه المنطقة . والسؤال هنا : هل يمكن للولايات المتحدة كراعية للارهاب الدولي وللهيمنة على دول العالم ان تشرف على هذه المناورات وتشارك فيها لمجرد رفع القدرات القتالية للكوماندوز الاميركي ام انهم اختاروا الاردن مسرحا لمناوراتهم كي يضمنوا للاسد المتاهب فريسة يلتهمها من دولة مجاورة ؟ اجراء المناورة في الاردن وتوقيتها وتسميتها كما ترى طائفة كبيرة من المراقبين تنطوي على دلالات عديدة . لقد اختاروا الاردن مسرحا لصولات وجولات اسدهم المتاهب لانه دولة مجاورة لسوريا فضلا عن انه يستضيف ما يقارب 120 الف لاجىء سوري لجأوا اليها حتى لا يكونوا ضحية للصدامات المسلحة الجارية بين القوات النظامية السورية وبين المجمواعات الارهابية المسلحة وحيث لا ترى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون وحسبما صرحت اكثر من مرة سبيلا لتوفير الامن وسبل العيش لهم والحفاظ على حياتهم الا بعودتهم الى سوريا عبر ممرات امنة فلو صحت ادعاءات القائد العسكري الاردني لتم اختيار مصر او السعودية او تركيا او أي بلد اخر غير الاردن لرفع مستوى القدرات القتالية لقوات الكوماندوز وحيث يمكن ان تنجز مناوراتها دون ان تثير الشبهات حول توجهاتها السياسية فضلا عن توتير العلاقات بين بلدين عربييين تميزت علاقاتها لاكثر من 3 عقود بانها كانت علاقات تعاون مشترك في الكثير من المجالات السياسية والاقتصادية . وما يمكن قولة في دلالة تسمية المناورة بالاسد المتاهب انهم اختاروا لها هذه التسمية بقصد ايصال رسالة الى بشار الاسد انه اذا كان لا زال يحتفظ بانياب ومخالب قوية ولا زال قادرا على توظيفها في هجماته ضد المجموعات المسلحة المناهضة له فان الاسد المتاهب يقف له بالمرصاد وسيتقض عليه ويفترسه في اللحظه المناسبة أي عندما تخور قواه نتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا وايضا نتيجة حرب العصابات التي تخوضها الجماعات ضد ه . ومن دلالة التوقيت نلاحظ ان " مناورات الاسد المتأهب " قد بدأت في نفس اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى مرور 64 عاما على النكبة الفلسطينيية التي تمخضت عن قيام دولة اسرائيل وعن طرد اكثر من مليون فلسطيني خارج وطنهم وذلك لايصال رسالة لهؤلاء اللاجئين بان لا امل بعودتهم طالما ان الاردن لم يعد ارضا للحشد والرباط ومنطلقا لتحرير بيت المقدس بل بات في ظل الفوضى الخلاقة التي تسعى الادارة الاميركية لنشرها في سوريا ولبنان مسرحا لمناورات كوماندوز واشبه بمسلسل مناورات النجم الساطع التي كانت تجريها قوات المارينز الاميركية على الاراضي الاردنية اثناء الحصار الذي كان مفروضا على العراق وتحديدا في السنتين التي سبقت الغزو الانكلو اميركي وحيث كان يؤكد المسئولون الاردنيون وعلى راسهم رئيس الوزراء الاردني انذاك على ابو الراغب انها مجرد تمارين عسكرية ولا تستهدف في مراحل لاحقة توظيفها في هجمات ضد العراق ليكتشف المواطن الاردني قبل اندلاع حرب الخليج بيومين بان قوات الكوماندوز كانت تجري مناوراتها وتحتشد على الاراضي الاردنية وتتديدا على الحدود الاردنية المحاذية لمحافظة الانبار تاهبا للهجوم على العراق . لقد وجد النظام الاردني نفسه انذاك امام خيارات صعبة : اما الوقوف على الحياد وعدم السماح لقوات الغزو الاميركي الانطلاق بفرقتين عسكريتين مزودة بدبابات ابرامز من اراضيه وذلك لضمان الحصول على نصف كمية الامدادات النفطية العراقية باسعار تفضلية لا تتجاوز 19 دولارا لبرميل وللنصف الثاني مجانا وللحفاظ ايضا على حصة الاردن في السوق العراقي والتي لم تكن في ادنى مستويات اقل من 2 مليار دينار اردني من البضائع التي كان يصدرها الاردن للعراق , او السماح لقوات الغزو الاميركي الانطلاق من اراضية حفاظا على علاقات الصداقة مع الولايات الاميركية ولضمان الحصول على مساعداتها المالية والعسكرية وربما تفاديا لنقمة الادارة الاميركية وعقوباتها التي سيتعرض لها الاردن كما تعرض لها في حرب الخليج الاولى حين رفض الملك الراحل حسين بن طلال المشاركة في قوات حفر الباطن . ولقد اختار النظام من زاوية مصالحه اقل الخيارات سوءا وتاثير على امنه القومي فسمح على مضض وعلى غير رغبة منه لقوات المارينز الانطلاق من اراضيه . ولا احسب في ظل الفوضى الخلاقة التي تنشرها الادارة الاميركية في سوريا بهدف الاطاحة بنظام بشار الاسد ان النظام الاردني سيرحب باي تغيير يؤدي الى استبداله بنظام يقوده الاخوان الملتحون او السلفيون او غيرهم من الجماعات الاسلامية التي لا يقل عداؤها ومناهضتها للنظام السوري عن عدائها للنظام الاردني وحيث لم يعد خافيا من مناكفة الاخوان الملتحين للنظام الاردني وحراكهم في شوارع عمان واربد والكرك وغيرها من المدن الاردنية ضد النظام ان هدفهم بعد التخلص من نظام بشار هو استلامهم لزمام المفاتيح الرئيسية للسلطة في الاردن توطئة لاقامة امارة ظلامية فيها ولكن هل بوسع النظام ان يتخذ موقف الحياد حيل أي تدخل عسكري ضد سوريا في الوقت الذي يرزح فيه الاردن تحت وطأة مديونية خارجية لا تقل عن 18 مليار دولار اضافة الى عجز في موازنة الدولة للسنة الحالية لا يقل عن 2 مليار دينار وهو وضع صعب ولا يمكن تجاوزه اعتمادا على الامكانيات الذاتية للاردن بل يمكن التغلب عليه ولو مؤقتا بالمنح والهبات والمساعدات التي يحصل عليها الاردن من الدول المانحة وعلى راسها الولايات المتحدة الاميركية والجماعة الاوربية والسعودية وقطر . ولهذا لن يقف الاردن على الحياد ولن يجد خيارا امامه سوى الرضوخ للضغوط والاملاءات التي ستفرضها عليها الولايات المتحدة وغيرها من الدول المانحة للمساعدات بغية جره الى جانب الاسد المتاهب للانقضاض على الفريسة السورية في اللحظة التي يفقد الاخير قدراته القتالية حتى لو رغب الاردن سرا في بقاء نظام بشار الاسد للاسباب التي اشرنا اليها ، ليس بوسع النظام ان يختار طريقا اخر والا وجد نفسه في مواجهة عقوبات اميركية اقلها وقف تدفق المساعدات الاميركية والسعودية والقطرية ناهيك عن حجب القروض الدولية عنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أسد أم بطة؟ الأصح أرنب
نبيل السوري ( 2012 / 5 / 17 - 07:14 )
أسد سوريا إسم خلبي
وبطة بيلبقلو أكثر
والحقيقة أن اسمه الأنسب ربما أرنب، علماً أن الأرنب أشجع من هذا العلج
فالذي يتنمرد ويتغطرس ويشبح بأهل الوطن ليس إلا جباناً ونذلاً
وهو فوق كل ذلك خائن للوطن
فمآثر الأب بتسليم الجولان، وبعده التخلي النهائي عن لواء اسكندرون وتصرف الأب والإبن كالجرذان المذعورة أمام الانتهاكات الفاضحة لإسرائيل وتركيا وأميركا للحدود وتحليق طائراتها وقصفها داخل الأراضي السورية لدليل أن الأسد إسم خلبي تماماً
يبقى الأرنب فيه شرف وشهامة مقابل نذالة وعدم شرف لأرنبي سوريا الأب والإبن
خليل خوري هو من الشبيحين الجدد وربما ينتظر فتات السلطان، وهو قد بدأ بلعق قفاه قبل أن يصله المعلوم
ولاعق قفا الخائن ما اسمه يا خليل؟
اصطف جنب نضال نعيسة الذي يغازل النظام ويقوم بحملة لعق منتظمة منذ سنوات وما زال يدّعي أن المعلوم لم يصله بعد

وستكنسكم الأحداث القادمة أنتم ومن تستلعقونهم

اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات