الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قائمة الحظ وحظ القائمة - تعقيب على نداء عاجل الى رفاقي يساريي وعلمانيي وديمقراطيي العراق،صوتوا لصالح قائمة اتحاد الشعب - رزكار عقراوي

عمار شريف

2005 / 1 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نشر الرفيق رزكار عقراوي على صفحة الحوار المتمدن وفي العدد 1088 بتاريخ 24 كانون الثاني
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=30441
2005 نداءاً تحت عنوان (نداء عاجل الى رفاقي يساريي وعلمانيي وديمقراطيي العراق،صوتوا لصالح قائمة اتحاد الشعب). وهنا أرى من الضروري توضيح جملة من المسائل تبدو غائبة الملامح في نداء رزكار.
في البداية يضع الرفيق رزكار ضمن توصيف اليسار مجموعة من الاحزاب والمنظمات السياسية ويعتبر الحزب الشيوعي العراقي أحدها. ساترك هذا المسألة الآن ذلك ان الاطار العام للموضوع سيبين مدى دقة هذا الوصف.
في فقرة "الموقف من الانتخابات" كتب رزكار:
"نعم، الانتخابات تجري تحت سلطة غير كاملة الشرعية وتحت الاحتلال وسيادة الإرهاب, كما أن الوضع الأمني سيئ جدا, وموعد الانتخابات مبكر جدا, والتهديدات والتجاوزات المستمرة والفجة على العملية الانتخابية من قبل الاحزاب التي تهدف إلى إقامة دكتاتورية جديدة في العراق بأسماء أخرى ومحاولتها فرض بدائلها السوداء بكل الطرق, والتهديدات من جانب قوى الإسلام السياسي الإرهابية المسلحة وبقايا البعث الفاشي متواصلة, وهي كلها موضع نقاش وقلق لدي جماهير ويساريي العراق. ولكن, رغم كل تلك الظروف, أرى من الضروري المشاركة في الانتخابات وتعزيز الوجود اليساري و الديمقراطي في السلطة السياسية العراقية حتى لو كانت تحت الاحتلال مهمة لا يجوز التفريط بها أو التنازل عنها."
بعد كل ما ورد في هذه الفقرة من وقائع يرى الكاتب ان من الضروري المشاركة في الانتخابات وتعزيز الوجود اليساري والديمقراطي في السلطة السياسية. والسؤال هنا هو كيف يمكن تعزيز الوجود اليساري في السلطة؟ مع كل مقدمات النفي والتغييب الواعي والقسري لأي هامش لامكانية ممارسة الجماهير لدورها واختيارها السياسي. ماذا يتبقى لتعزيز هذا الوجود؟ ان مقاطعتنا لاتنبع من عامل واحد، بل ان مجمل الوضع السياسي السائد حالياً في العراق هو عملية مصادرة كبرى لدور الجماهير في التدخل لاختيار النظام السياسي ومشاركتها في ادارة حياتها. ليس هناك أدنى شرط لممارسة الحياة البشرية بأدنى مستوياتها. سيطرة القوى المسلحة ولغة السلاح والتهديد هي القانون السائد. من جانب وجود قوات احتلال بمئات الآلاف والتطاحن الارهابي الجاري بين قوى الارهاب العالمي اميركا والاسلام السياسي والبعثيين. ومن جانب آخر سيطرة المليشيات المسلحة على حياة ومعيشة الجماهير وسحق ارادتها من قبل حكومة علاوي ومليشيات الاسلاميين في الجنوب والاحزاب القومية في كردستان. الاغتيال السياسي لاتمارسه جماعات الجهاد الاسلامية وحسب بل هو ممارسة يومية لنفس الاحزاب المتسلطة في عموم العراق وبدعم اميركا. القوى المتحالفة مع اميركا من القوميين والاسلاميين هي الخيارات الوحيدة المطروحة في مايسمى بمهزلة الانتخابات. وبالمقابل تجري عملية تهمييش وسحق يومية لاراداة الجماهير في العراق. أية انتخابات هذه التي لاتعني سوى أخذ بصمات الجماهير المغلوبة على أمرها والحصول على وثيقة تهميشها واضطهادها من قبل حركات رجعية قومية واسلامية. ان الدعاية الانتخابية والمقتصرة أصلاً على القوى الرجعية تجري عبر تهديد الناس في حالة عدم تصويتهم للاحزاب الديمقراطية جداً! القسم الأعظم من المجتمع وصاحب المصلحة الحقيقية في ارساء القانون والتمدن وايجاد نظام سياسي يمثله ويحقق تطلعاته مغيب ومستبعد قسراً وتحت طائلة السلاح. العمال والكادحون، النساء، الشبيبة والعلمانيون والشيوعية تخنق اصواتهم من قبل اميركا والقوميين والاسلام السياسي. يريدون الاتيان بنظام قومي-اسلامي طائفي رجعي يقيم النظام السياسي في البلاد على أساس التمييز القومي والديني والطائفي والجنسي ويهيئون مقدمات التناحر ويشرعنونه بدلاً من اقرار مبدأ حق المواطنة المتساوي. ثم ماذا عن واحدة من أهم المعضلات في المجتمع العراقي ونعني المسألة الكردية والتي ظلت دون حل في ظل الحكومات القومية الشوفينية السابقة. وهي مطروحة الآن بالنسبة لجماهير كردستان أكثر من أي وقت مضى. خصوصاً بعد مجئ الحكومة المؤقتة القومية-الاسلامية وتصريحات غازي الياور العنصرية والخطيرة. فبعد ان تأتي الانتخابات بحكومة قومية أو اسلامية أي أمل لحل سلمي ومتمدن سوف يتبخر في ظلها. هل ستقبل تلك الحكومة بمطلب اجراء استفتاء عام(وهو مطلب جماهيري ومشروع) لجماهير كردستان للتصويت حول البقاء في اطار العراق أو الانفصال وتشكيل دولة مستقلة. ماذا تبقى؟ وعن أية يسارية وعلمانية وانتخابات يجري الحديث. على هذه الأسس نبني موقفنا في فضح مهزلة الانتخابات ومقاطعتها لأنها لاتساهم بأية درجة في تحسين وضع الجماهير ولاتجيب على المسائل الحياتية الراهنة والملحة بالنسبة للمجتمع العراقي.
في معرض دفاع الرفيق رزكار عن قائمة اتحاد الشعب أو بعبارة أوضح قائمة الحزب الشيوعي العراقي، يدعو الاحزاب والمنظمات الشيوعية العمالية واليسارية للتخلي عن قرار المقاطعة والاشتراك في الانتخابات بالتصويت لصالح تلك القائمة. وهنا حتى اذا افترضنا جدلاً ان الانتخابات شرعية. السؤال هو لماذا نصوت لصالح قائمة الحزب الشيوعي العراقي(اتحاد الشعب)؟ هل فعلاً لأنها الأقرب لنا فكرياً وسياسياً؟ هل ان اخلافاتنا هي اختلافات رفاق جبهة واحدة؟! وهل هي الأقرب لتطلعات الجماهير والكادحين؟ طبقاً للنداء.
وهنا نتسائل أين يمكن ان نلمس ذلك القرب في أية سياسة وفي أية مواقف للحزب الشيوعي العراقي. هل في صمته تجاه ممارسات الاطراف الرجعية ضد الجماهير وعدم اتخاذه موقف منها. وكيف نحن رفاق جبهة واحدة؟ لقد اتخذ الحزب الشيوعي جبهته ومنذ عقود مع اكثر الاطراف رجعية ومعاداة للحرية والمساواة والعلمانية والتمدن. وكيف يضمن رزكار عدم تصويته لقائمة وسياسة شبيهة بسياسات الحزب الشيوعي طوال العقود الماضية.
أين هم العمال والكادحون من الانتخابات عموماً ومن حسابات الحزب الشيوعي العراقي وسياساته لكي تكون قائمته الأقرب اليهم. عملية الانتخابات محض ليّ لذراع غالبية المجتمع ثم دعوته للتوقيع على صك عبوديته وتمزيقه وطبع الهويات الزائفة دستورياً على جبينه. سيكون خطأً جسيماً في الحساب والرؤية والممارسة السياسية ان نحن عملنا على سوق الجماهير للخضوع لهذا السيناريو. بل انني اتوقع من أي يساري وشيوعي ان يمعن النظر في ماهية واهداف هذه العملية جيداً ويتخذ صفه الى جانب الجماهير العمالية والكادحة والتحرريين وجموع الشبيبة والنساء ومستقبل اطفال العراق، لما لهذه المهزلة من مخاطر جدية على مستقبل المجتمع العراقي برمته ولفترة قادمة.
هنا احاول التطرق الى قائمة الحزب الشيوعي العراقي (قائمة اتحاد الشعب). انها قائمة حظٍّ لسبب بسيط. في عالم السياسة وسواء كافرازات واقعية أو كادراك من قبل السياسيين، فان الأحزاب السياسية تعبر وتمثل مصالح طبقية معينة ولهذا فانها وبالطبع منحازة لهذه الطبقة الرئيسية أو تلك. ولكن بنظرة بسيطة على برنامج الحزب الشيوعي العراقي الانتخابي تلاحظ وكما هو ديدنه يجمع كل المتناقضات وكل المصالح المتضاربة ويرصفها الى جانب بعض. ويظن أيضاً ان هذه لياقة سياسية عالية ولايجيدها الا المتبحرون في السياسة. على حين ان مشكلة الحزب الشيوعي العراقي ومنذ اكثر من سبعين عاماً تكمن هنا بالضبط. فهو يريد ان يرضي الجميع ولكن النتيجة وكما يكتشف كل مرة ان لاأحد راضٍ. وكيف يمكن ان يرضى أي حصيف وهو يرى ان فقرة تخصه بينما الفقرات الأخرى تمسّ مصالحه بالصميم وتتناقض معها. كيف لبرنامج حزب وفي عصر التناقضات يرضي الرأسمالي والعامل، الاسلامي والعلماني، المرأة وقيم الذكورية والضحية والجلاد في آن. انه قمار سياسي حتى لو كتب له النجاح أكثر من كونه نهجاً قائماً على مبادئ معينة واهداف محددة قابلة للاختيار والدفاع عنها.
لنفس السبب اعتمد الحزب الشيوعي العراقي ولعقود طويلة سياسة التحالفات مع البرجوازية، الحاكمة حين تقبله والمعارضة حين يتلقى الضربة من حليفه الحاكم. وفي كل المرات كانت تحالفاته مع البرجوازية وبالاً على الجماهير في وقتها. وانتهت بكارثة بالنسبة له وخصوصاً كوادره واعضائه. تحالفه مع عبدالكريم قاسم وغيره أيام مجيء الجمهورية وبعدها نتائجه معروفة. تحالفه مع النظام البعثي في السبعينات والضربة الموجعة التي تلقاها على يد الفاشيين البعثيين أواخر السبعينات وتنكيلهم بخيرة اعضاء الحزب الشيوعي وكوادره لاتنساه قواعد هذا الحزب. علماً ان البعث الحاكم حليف الحزب الشيوعي هو نفسه القاتل ومرتكب المجازر السيئة الصيت تجاه الشيوعيين إثر انقلاب شباط 1963. تحالفه مع الاحزاب القومية الكردية في ثمانينات القرن العشرين أيضاً انتهت بمجزرة بشتاشان السيئة الصيت التي ارتكبتها قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني ضد العشرات من مسلحي انصار الحزب الشيوعي وهم أسرى عزل.
خلال التسعينات صار من حلفاء الاسلام السياسي أيضاً بكافة احزابه. وأصبحت الشريعة وقوانين الاسلام الشنيعة وكافة الفرائض من المستحبات لدى قيادة الحزب الشيوعي العراقي. والآن هو حليف للقوى العظمى أيضاً. إلا طرف واحد لم يتمتع بتحالفه الا وهو عمال وكادحي وتحرريي العراق وفي أصعب الظروف. بالمناسبة حكومة علاوي والتي يشترك فيها الحزب الشيوعي العراقي قامت وقبل اسابيع باغراق عمال نسيج الكوت المضربين بدمائهم برصاص الحرس الوطني الملثم وعلى طريقة جماعات المقاومة والجهاد دون أن نسمع شيئاً من الحزب الشيوعي العراقي. ناهيك عن سكوته لسنوات طوال تجاه فظائع القوى البرجوازية الحليفة بحق الجماهير.
من هنا ولتلك الاسباب أكرر ندائي لعمال وكادحي ونساء العراق وشبابه وتحرريه للوقوف بوجه سيناريو استعبادهم الذي تشكل مهزلة الانتخابات أحدى حلقاته وفضحه والولوج بصفهم المستقل الى ميدان الصراع السياسي لانقاذ المجتمع من المستنقع الذي أغرقته فيه قوى البرجوازية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث