الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة التعذيب فى عراق المالكى

جودت هوشيار
كاتب

2012 / 5 / 16
حقوق الانسان


قالت منظمة ( Human Rights Watch ) فى تقرير لها يوم أمس ، أن فى العراق سجون سرية ، يجرى فيها أبشع أنواع التعذيب الجسدى و النفسى بحق المعتقلين . و تقول صحيفة Los Angeles Times )) " فى عددها الصادر اليوم ، ان كل ذلك يجرى بعلم و موافقة و أشراف رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى " .
و جاء فى تقريرالمنظمة " ان العديد من السجون السرية ، ما زالت غاصة بالسجناء ، رغم أعلان الحكومة العراقية قبل حوالى سنة واحدة ، أغلاق جميع السجون السرية فى البلاد "
و يضيف التقرير أن الأعتقالات الجماعية التى جرت خلال شهرى أكتوبر و نوفمبر من العام الماضى شمات المئات من العراقيين من دون توجيه تهم محددة اليهم و من دون أوامر قضائية ، بل لمجرد الأشتباه بمعارضتهم لنظام المالكى . كما جرت أعتقالات جماعية مماثلة فى شهر آذار الماضى قبيل أنعقاد القمة العربية فى بغداد و لم يطلق سراح معظمهم لحد الآن .
و يقول مدير فرع المنظمة فى الشرق الأوسط جو ستورك " أن على الحكومة العراقية أن تكشف على الفور أسماء و أماكن حجز جميع المعتقلين و أطلاق سراحهم و من ثم القيام بتحقيق مستقل حول عمليات الأعتقال و التعذيب و محاسبة كل من له ضلع فى أنتهاك حقوق العراقيين ."
القوات الأمنية العراقية تعتقل العراقيين و العراقيات على نحو غير قانونى ، من دون توجيه أى تهم و من دون أى محاكمة ، و تعزلهم عن العالم الخارجى تماما .
و لم يتطرق تقرير المنظمة الى ظاهرة يعرفها كثير من العراقيين و هى ، ان التعذيب أصبحت تجارة تدر أموالا طائلة على المحققين و القضاة و السجانين و رجال الأمن و الشرطة ، حيث يتم بعد أعتقال أى شخص الأتصال بذويه و الطلب منهم دفع مبلغ مالى محدد ، لقاء أعفاء ه من التعذيب ، و عند الأمتناع عن الدفع ، يجرى تعذيب المعتقل على نحو أشد و أحيانا يستدعى أهل المعتقل ، لزيارة أبنهم و ألقاء نظرة عليه و قد تحول الى أنسان آخر يصعب التعرف عليه و تبدو آثار التعذيب الوحشى واضحة على وجهه و أنحاء جسمه ، و هذا الأستخفاف بحياة البشر و كرامتهم ، أصبح سمة لحكومتنا الرشيدة و رجالها الميامين ! . و حتى عند دفع المبلغ المطلوب يتوقف التعذيب لبضعة أيام ، ليستأنف بعدها و يتكرر الأتصال بذوى المعتقل ، لأبتزازهم من جديد .
التعذيب فى عراق المالكى بات روتينا يوميا فى السجون السرية المنتشرة فى طول البلاد و عرضها ، و سجن الشرف فى المنطقة الخضراء ليس الا واحدا منها ، و ربما لا تعلم المنظمة هذه الحقيقة .
إن استخدام العنف ضد المعتقلين في السجون والمعتقلات إزداد في الآونة ألأخيرة ، أضافة الى تعطيل إجراءات إطلاق سراح الأبرياء الذين يبرئهم القضاء ، حيث لا يتم إطلاق سراحهم إلا بعد تسلم القائمين على السجون والمعتقلات مبالغ مالية باهظة من ذويهم
المالكى يقول دائما عكس ما يفعل ، حتى فقدت الكلمات معانيها ( الدولة ، سيادة القانون ، حقوق الأنسان ، القضاء العادل )
شعار " دولة القانون " خدعة لم تعد تنطلى على أحد ، بعد كل ما جرى و يجرى فى ظل حكم هذا الائتلاف ) . الذى ينتهك الدستور و سيادة القانون و أستقلال القضاء على نحو صارخ يوميا .أى أننا أصبحنا نعيش فى ظل أرهاب الدولة الرسمى المقنع بالكلمات المعسولة و التصريحات العنترية لجوقة المطبلين و المزمرين المقربين من القائد الضرورة الجديد ، و الأمر المضحك هنا هو تأكيد رئيس و أعضاء الجوقة ، أننا نعيش فى ( دولة القانون ) و لكنه ضحك كالبكا .

حكومة الفساد والأبتزاز و التعذيب تجاهلت هذه المرة ، ما جاء فى تقرير المنظمة المذكورة .
أما ما يسمى وزارة حقوق الأنسان ، فأن مهمتها الرئيسية ، هى التستر على ما يجرى فى السجون السرية و فى اماكن اخرى فى العراق من انتهاك صارخ لحقوق الأنسان فى كل يوم و كل ساعة . ألم أقل أن الكلمات فقدت معانيها فى عراق المالكى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يعني تأييد «غالبية دول الأمم المتحدة» لعضوية فلسطين في


.. تفاقم معاناة النازحين في خيام الإيواء في رفح في ظل تواصل إغل




.. 143 دولة تدعم منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة -الكاملة-| #مرا


.. شاهد لحظة تمزيق سفير إسرائيل ميثاق الأمم المتحدة خلال كلمة غ




.. مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة يمزق الميثاق الأممي بأمريكا