الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المساواة والتفاوت .. قراءة في فلسفة العدل وتأثير الطبقية على القضاء العراقي

صفاء العراقي

2012 / 5 / 17
دراسات وابحاث قانونية


بين المساواة والتفاوت .. قراءة في فلسفة العدل وتأثير الطبقية على القضاء العراقي

يقول اهل الفلسفة أن العدل يقوم على احترام التفاوت القائم بين الناس، حيث ميز أفلاطون في جمهوريته الفاضلة بين صنفين من الناس، العبيد بقدراتهم العقلية المحدودة وأوكل لهم العمل اليدوي والأسياد لما يملكون من قدرات عقلية هائلة وأوكل إليهم العمل الفكري كالأشغال بالفلسفة.
وهذا التفاوت بين الناس أمر طبيعي ومقبول شرط أن لا يتخذ البعض منه ذريعة لإقامة التفاوت الاجتماعي المصطنع من قبل طبقات اجتماعية مسيطرة.
ويقول قسم آخر من الفلاسفة أن العدل يكمن في تحقيق المساواة بين الناس لأن التفاوت القائم بين الأفراد يعود في معظمه إلى تأثير المجتمع لأن طبقة الأسياد وطبقة العبيد كل هذا من صنع المجتمع.
ومع ذلك لا يمكن أن نسوي بين الناس في كل شيء لأن المساواة المطلقة فيها ظلم لبعض الناس.
إذن لا يمكن تحقيق المساواة بين الناس لأنهم متفاوتون في القدرات الجسمية والعقلية ولا يمكن محو ظاهرة التفاوت من حياة الناس لأنها طبيعة فيهم, وعليه فالعدل يكمن في تحقيق المساواة بين الناس أمام القانون.
من هذه المقدمة اريد الاشارة الى اننا في العراق بحاجة الى تطبيق القانون على الجميع حتى مع وجود الامتيازات عند بعض الشخصيات سواء الدينية او السياسية أو الاجتماعية، ومما يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح احالة بعض الشخصيات الدينية في ذي قار من قبل محكمة الرفاعي مع ما لهم من مميزات اجتماعية او دينية او سياسية اثر احداث حرق المكاتب الدينية والاعتداء على المصلين.
ان اصدار قاضي تحقيق محكمة الرفاعي شمال محافظة ذي قار، الاثنين 17 أبريل 2012 امراً قضائيا بإحالة وكيل السيد السيستاني عبد الكريم محمد العامري وستة من المعتمدين الى القضاء بالإضافة الى اشخاص اخرين وفق المادة 372 من قانون العقوبات العراقي، بتهمة حرق مكتب المرجع العراقي السيد محمود الصرخي الحسني في قضاء الرفاعي والاعتداء على مقلديه، كما نقلت ذلك المصادر:

http://www.albaghdadianews.com/security/item/7805-jazhn-akejain-nzhde-aleaً-bpgakة-nknk-akyonyobaln-kkjzhas-iko-gkjnة-gej-lkbb-akzhegn.html

ودعوة المرجع الصرخي الحسني المستمرة الاجهزة الامنية الى توفير الحماية اللازمة للمكاتب والمساجد والحسينات والمدراس الدينية، والدعوة الى اسلوب الحوار والابتعاد عن العنف، يؤكد سلامة موقفه واتباعه من الاحداث التي جرت.
إعلان محكمة الرفاعي عن صدور مذكرة الاعتقال هذه، بمثابة مصباح اضاء حقيقة ما يجري واجابة لاستفهامات البعض عن المسؤول والمحرض لهذه الاحداث، كما أن المذكرة آنفة الذكر، كانت بمثابة رسالة واضحة لمن يرمي الاتهامات جزافا.
المؤشرات تؤكد أن هناك أطرافا محلية وأخرى خارجية تدفع باتجاه تعقيد الموقف والنيل من هذا المرجع العراقي واتباعه، وان الكثير من المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان بل حتى المؤسسات الاعلامية وغيرها اطلعت على الانتهاكات التي تعرض لها اتباع هذا المرجع لأنهم ارادوا ممارسة حرياتهم الدينية والفكرية التي كفلها الدستور العراقي.
مرجعية السيد الصرخي لها ثقلها الجماهيري في العراق وهم جزء من هذا البلد، ولم يكونوا حدثا طارئا بل كان لهم الموقف الواضح من الاحتلال بأشكاله والتدخلات الخارجية في الشأن العراقي وكذلك لهم مواقف مشرفة في زمن الطائفية المقيتة حيث وقفوا بوجه الاقتتال الطائفي، وهم من رفع راية الوحدة والسلام في صلواتهم ونشاطاتهم وفعالياتهم رافضين كل ما يخالف النهج القويم والصراط المستقيم من طائفية مقيتة وسيل للدماء وانتهاك للإعراض وتفرقة وتشتت وضياع يمكن له ان ينال من الامة ويقلع جذور الخير والصلاح فيها، ودائما ما لاحظناهم ينادون ويطلبون الوحدة ونبذ الطائفية والفرقة والعنف والتمزيق الذي اسسه الساسة العملاء والزعماء المتآمرون على العراق، غير أن هذه المواقف الوطنية المعتدلة والحازمة لم ترق للبعض فدفع المرجع الصرخي واتباعه ومن آمن بفكره ونهجه الثمن فأحرقت مكاتبهم وهدم مسجدهم واعتقل مصلوهم وعذب معتقلوهم وشنت عليهم حملات الكذب والافتراء.
لكن الحقيقة لا يدوم اخفائها والشمس لا يمكن ان تحجب بالغربال وان العاقل لا يمكن خداعه بالاحتيال، لذا اقول لمن يحاول الاستمرار في سياسة المكر والتزييف وتشويه الحقائق ان ما صدر من مذكرات اعتقال تثبت سلامة موقف هذه المرجعية العراقية وانها مع القانون وتطبيقه على الجميع، وتكشف من المسؤول الحقيقي في اثارة هذه الفتن والاشكالات.

صفاء العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع