الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكّر بغيرك

أحمد زكارنه

2012 / 5 / 17
القضية الفلسطينية


«كل ما بني على خطأ فهو خطأ» قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس، معقباً على العملية التجميلية التي جرت على حكومة الدكتور سلام فياض، التي أدت اليمين الدستورية مساء امس، مضيفاً: إن هذه الخطوة هي قفز على إعلان الدوحة وتجاوز لاتفاق القاهرة اللذين نصا على البدء الفوري بتشكيل حكومة توافقية برئاسة الرئيس عباس ونرى أن الحل الأنسب هو الشروع بتشكيل الحكومة وتذليل كافة العقبات امام طريق المصالحة.
ولأنه لا يصح لأحد أن يستهين بأي طرح أو فكرة خلاقة قد تدفع الأمور إلى الاتجاه الصحيح على نحو يرضي السواد الأعظم من الشعب في كافة ارجاء الوطن لا جزءا منه، ولأن برهوم بوصفه سياسيا محنكا ذا نظرة خارقة ثاقبة لا تخطئ الهدف ولا ترى بعين واحدة، سنصفق له مطولا ونطرح عليه بعض اسئلة يطرحها العامة هنا وهناك: هل على الفلسطيني الاكتفاء بإعلان اتفاق هنا أو هناك، والأمر لا يعدو إلا حبراً على ورق لا يعرف طريق التنفيذ؟؟ وبالمناسبة من الذي اعاق وما زال يعيق التنفيذ؟؟ هل هي حركة فتح أم السلطة أم تراه خالد مشعل الذي حاول البعض الانقلاب عليه، لمجرد انه وقع هذا اتفاق؟! هل يعد تعليقك هذا تراجعاً عن اعتراضكم تولي الرئيس محمود عباس رئاسة هذه الحكومة؟؟؟ هل فتحتم المجال لتنفيذ الاتفاق بدءا من فسح المجال للجنة الانتخابات للقيام بعملها في غزة كما الضفة؟؟ هل أنت جاد فيما تقول أم أنك لن تكون بأي حال من الأحوال في المستوى السياسي الذي يقرر، فيما توجد هناك مستويات أنت تعلمها كانت قد اعترضت على مشعل وهو من هو، وأنت من أنت، مع شديد احترامنا لشخصك الكريم؟؟ والسؤال الأبرز: هل تعتقد أن القضية قضية تغيير حكومي فقط أم إننا بحاجة إلى إعادة النظر في كل سياساتنا الوطنية الداخلية والخارجية لندرك على أقل تقدير ماذا نريد؟
كل هذه الأسئلة وغيرها تطرح في السر والعلن بشكل مشروع تماما، بل وبحاجة ماسة للاجابة عليها ومن كل الأطراف، وليس فقط ممن اعترض لمجرد الاعتراض على تشكيل حكومة سلام فياض، علماً بأنني لست في وارد الدفاع عن اعادة تشكيل حكومي لا أراه يخرج عن كونه عملية جراحية تجميلية قد تغير بعض الملامح ولكنها حتما لن تغير في الجوهر شيئاً يرضى عنه الشعب، الذي مل الحياة السياسية وفقد الكثير من الثقة في نخبه القيادية ومن كافة التيارات دون استثناء.
إن السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني لا يفكر وربما ليس مهتما باعادة تشكيل أو اعفاء هذه الحكومة أو تلك، كما أنه ليس معنيا بهذا التصريح أو ذاك الاعلان، إنه بحاجة ماسة لحراك سياسي واجتماعي فاعل يخرجه من حالة الاستقطاب التي مست بالروح الوطنية النضالية لدى الجميع إلا من رحم ربي من احرار ومعتقلين اعطونا درسا قاسيا في أصول العمل الوطني الفعلي لا الشعاراتي، لنستعير معا وسويا عنوان رسالة درويش للآخر النقيض، ولكن هذه المرة نستعيرها لأنفسنا، للآخر الشريك لنقول: فكر بغيرك.. وأنت تأكل وتشرب تخيل إخوتك الاسرى وفكر بغيرك.. وأنت تشكل حكومتك انظر نحو جنوب الوطن وفكر بغيرك.. وأنت تعترض انظر في مرآتك واسأل نفسك هل بنيت على صواب أم على خطأ وفكر بغيرك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر