الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استغلال امريكا احداث 11/ايلول/2001 لاستبدال سلاحها الايديولوجي مكافحة الشيوعية بمكافحة الارهاب

سعاد خيري

2012 / 5 / 17
سيرة ذاتية



كنت في دمشق ازور مرقد زكي خيري وارممه بمساعدة الرفاق الشيوعيين وفي مكتب الحزب عند الحدث. فعبرت عن رأي صراحة قائلة, انه عمل ارهابي وجريمة بحق اناس ابرياء ذهبوا ضحيته !! وهذا هو العنصر الاساس في المسألة ولكنه ورغم كل سلبياته يحمل جوانب ايجابية , وقبل ان اتم كلامي تصدى لي مسؤل المكتب قائلا,
كلا ليس في الامر اي شيء ايجابي وان اي حديث عن جانب ايجابي يعني التعاطف مع الارهابيين!!
قلت, ليس بيننا من يتعاطف مع الارهابيين ولكننا ماركسيين , وعندما ننظر الى اية قضية , ننظر الى جميع جوانبها وليس من جانب واحد . نعم انها عملية ارهابية اجرامية وستجر على البشرية الكثير من الكوارث , ومع ذلك ففيها جوانب ايجابية. لم يحاول ان يسمعني وشغل نفسه باشياء اخرى . واكملت حديثي مع الاخرين,
انها اولا ستظهر للشعب الامريكي كم تحقد البشرية على الادارة الامريكية نتيجة لما تقترفه من جرائم بحق الشعوب من خلال تجربة عملية يعانيها. وثانيا تبرهن للادارة الامريكية ان كل اسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها وتسلح بها الارض والسماء , لاركاع البشرية لا يمكن ان تحميها من غضب الشعوب. ولم استبعد قيام اجهزتها بها لتبرير اتخاذها من محاربة الارهاب سلاح ايديولوجي لفرض هيمنتها على العالم بعد تعطل سلاح مكافحة الشيوعية.
وفي ندوة اقامها نادي 14/تموز في ستوكهولم في 10/11/2001 عن العولمة , قدمت مداخلة بعنوان , العولمة واهم مشاكل العالم الراهنة, جاء فيها,
ان الارهاب والحروب وهي اخطر مشاكل عصرنا نشأت وتطورت مع نشوء وتطور المجتمعات الطبقية . واستخدمتها الطبقات المالكة لوسائل الانتاج لقمع مقاومة الطبقات المستغلة واخضاعها. وتفننت الطبقات السائدة في اعداد وتربية عناصر الارهاب من بشر وحيوانات واسلحة حتى بلغت ما بلغته اليوم من خطر يهدد بفناء البشرية وتخريب البيئة بل واضطراب الكون من خلال تسليح الفضاء.وتميزت علاقات الانتاج الراسمالية في تطورها بجعل الارهاب والحروب اداتها الرئيسية لحل تناقضاتها وازماتها المستفحلة وتحميل الشعوب واخيرا البشرية اعبائها فضلا عن نتائجها المدمرة. فقد زجت العالم بحربين عالميتين ذهب ضحيتها عشرات الملايين من البشر واعطاب عشرات الملايين فضلا عن تدمير انجازات عقود من السنين , لاعادة اقتسام العالم بين مراكزها الكبرى , وتحت ذريعة محافحة الارهاب بدأت حربها الثالثة بهدف هيمنة الرسمال الامريكي على العالم وبنفس الحجة بدأتها بالحرب ضد العراق بحجة تحرير الكويت من قوات الارهابي صدام حسين الذي دعمته وحمته , واستخدمت اليورانيوم المنضب المحرم دوليا لتركيع شعبه , وابقت على صدام !! واستغلت احداث يوغسلافيا الاثنية لتنقل الحرب الى قلب اوربا لترعب شعوبها وحكوماتها. واستغلت احداث 11/ايلول لتنقل الحرب الى قلب اسيا حيث منابع النفط الغزيرة وطرق تموينه وحيث ملتقى ثلاث دول كبرى تتحدى هيمنتها , الهند والصين وروسيا . ولاثارة الخوف والياس ليس بين شعوب العالم فقط بل ودوله لكي تخضع العالم لهيمنتها, كما فعل هتلر في الحرب العالمية الثانية . فقد اخضع اوربا دون اية مواجهة عسكرية حقيقية بواسطة الخوف والارهاب. فمن ليس معها فهو ضدها!! وقدمت المثل بالشعب الافغاني الاعزل وامطرته باحدث اسلحتها الفتاكة وسخرت اجهزة اعلامها الجبارة في دعم مخططها , فالبست الارهاب لباس الحضارة والدين لتبث الفرقة والعداء بين البشر وتشويه اعلا اشكال الوعي الانساني في مقاومة الاستعباد والعدوان, الشيوعية ومساواتها بالارهاب !! ودعم وتبرير افضع اشكال الارهاب الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وهكذا فان احداث 11/ايلول الارهابية ليست افضع جرائم عصرنا وليست الحدث الذي غير العالم كما تروج وسائل اعلام العولمة الراسمالية ومرددي نغماتها . فالمخطط الذي تنفذه الادارة الامريكية معد قبل هذا الحدث وكان في انتظار اللحظة المناسبة لتنفيذه . وهكذا خدم الارهاب اعداء البشرية باعطائها الحجة لاعلان الحرب ضد البشرية وليس ضد الارهاب. وهي لا تخفي مخططها لتوسيع هيمنتها واطالة عمرها وتحقيق اهدافها في تصفية القضية الفلسطينية لصالح الراسمال العالمي والصهيوني وتصفية العراق وشعبه وتقديمه مثلا للشعوب التي لا ترضخ لهيمنتها, ومن ثم التفرغ لاخضاع الهند والصين وروسيا والقضاء على حلم البشرية بعالم متعدد الاقطاب دع عنك الاشتراكية.
ولكن البشرية تبقى هي الاقوى والقادرة على احباط كل هذه المخططات فرغم اعداد الادارة الامريكية لاعتى الجيوش ولكنهم بشر ولابد ان يعوا ان الشعوب الاخرى بشر ايضا!! ودربت مئات الالاف من الارهابيين وافقدتهم جميع سمات البشر ولاسيما الثبات وقد ينقلبون ضدها كما حصل لابن لادن وبعض فصائل القاعدة . وجهزت جيوشها بكل وسائل الابادة الشاملة من اسلحة نووية وكيمياوية وجرثومية وخفضت تكاليف انتاجها وبسطت استعمالها , فسهلت على الاخرين انتاجها واستخدامها ضدها. كما اتاحت عولمة الراسمال واستقطابه في بنوكها واسواق بورصاتها, الامر الذي يمكنها من تهديد الدول والمنظمات بتجميد ارصدتها , ولكن ذلك اذا حدث مرة سيدفع اصحاب رؤس الاموال الى سحب ارصدتهم منها حرصا على اموالهم الامر الذي سيفاقم الازمة الاقتصادية العالمية ويهدد اركان علاقات الانتاج الراسمالية. وكما جهزت الثورة العلمية التكنولوجية الراسمالية بكل وسائل ابادة البشر , جهزت البشرية عن طريق شغيلة اليد والفكر بكل الامكانيات والوسائل لابطال مفعولها , ولجم جميع اشكال الارهاب وافضعها الحروب واستئصال اسبابها وجذورها الكامنة في علاقات الانتاج الراسمالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا