الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهيمنة الإقتصادية مابعد الحدود

بشرى علي وهيب

2012 / 5 / 17
الادارة و الاقتصاد



تعددت التعاريف لمصطلح العولمة بل تعددت تسمياتها أيضا كالعولمة الكونية ، الكوكبية ، التي تعتبر إحدى نتائج إنهيار الإتحاد السوفيتي والذي أصبح العالم بموجب هذا الإنهيار ذا قطب واحد ليس له منازع , فهناك من يُعرف العولمة بأنها ((حرية حركة السلع والخدمات والأيدي العاملة ورأس المال والمعلومات عبر الحدود الوطنية والإقليمية )) أو الدخول بسبب الثورة المعلوماتية والتقنية والإقتصادية معا في طور من التطور الحضاري يصبح فيه مصير الإنسان موحدا أو نازعا للتوحد وهذا يعني أيضا ضمن هذا المفهوم في أن معنى الوحدة هنا لايعني بها التجانس والتساوي بين جميع أجزاء العالم والمجتمع البشري بقدر ماتعني درجة عالية من التفاعل بين مناطق ومجتمعات بشرية مختلفة ومتباينة وبالتالي إزدياد درجة التأثير والتأثر المُتبادَل . ولذلك إرتبط مفهوم العولمة بمفهوم الإعتماد المتبادل ، وبالمقابل يرى فيليب غوميت أنه بالرغم من أن عملية العولمة قد ضربت بجذورها في الأعماق في بعض الميادين وتخطت السيادة القومية للدول في بعض القطاعات كالمال والإعلام ، إلا أن الدولة القومية ((nation state مازال لها الفصل في مسائل أخرى كالدفاع وحتى التجارة الخارجية ،لذا فأن غوميت يقدم مصطلحا أخر
وهو internationalzation) ) حيث أن عملية العولمة في رأيه أي في رأي غوميت غير واضحة المعالم لا من حيث تحديد المفهوم (conceptuaiiy ) ولا من حيث إختيارها على أرض الواقع (Empirically ) لذا فهو يحذر من عدم المبالغة بأهمية هذه الظاهرة كظاهرة تلغي التمايز القوي إلغاء تاما ، إن العولمة هي ظاهرة موضوعة أي أنها من صنع الدول المتقدمة من خلال (TNCs ) أي الشركات العابرة القومية التي تختلف مساهمتها فيه تبعا لإختلاف ماتملكه هذه الدول من قدرات ومؤسسات متنوعة إقتصادية ومالية وعسكرية وأعلامية وثقافية ...، وهذا الصنع جاء لأسباب عديدة منها التطور الذي حصل في القوى المنتجة ونمو القدرات الإقتصادية للمجتمع الراسمالي الصاعد ، فالإنتاج الحديث إنتاج كبير تعجز الأسواق المحلية عن إستيعابه بما يقلل تحقيق الأرباح ، كما أن الحجم الأمثل للإنتاج يتطلب تخصصا دوليا وتعاون بين البلدان المختلفة التي أصبحت في ظل العولمة هناك إمكانية لإدارتها إدارة مركزية واحدة بفضل تكنولوجيا الإشراف على الإنتاج والبرمجة والمواصلات . فلا يوجد اليوم مايُسمى بالناتج النهائي . بل أن نفس السلعة تجدها تظهر في قائمة صادرات وواردات الدولة ( تقسيم العمل داخل الصناعة الواحدة ) بما يشير الى أن ظاهرة التركز في الإنتاج وحتى في رأس المال أصبحت أصبحت ساحتها في الإقتصاد الدولي ، فلو أخذنا على سبيل المثال الزيادة المطردة في أعدادTNCs والتي وصلت الى (37 )ألف شركة متعددة الجنسية يلحق بها (200000 ) ألف فرع تابع فأن هناك (100 ) شركة متعددة الجنسية عملاقة تحكم النشاط الدولي بموجودات خارجية تبلغ (3،4 ) ترليون دولار من الأرصدة العالمية عام 1992 وهو أمر طبيعي أن تنمو التجارة الدولية وتتدفق رؤوس الأموال على نحو أكثر سرعة من نمو الإنتاج العالمي (word out put ) في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث مارست الTNCs دورا ملحوظا في تدويل الإنتاج ورأس المال في الإقتصاد العالمي وأزداد تأثيرها في تكوين الدخل القومي حيث بلغت قيمة مبيعات فروعها الأجنبية وحدها بما يساوي حجم التجارة العالمية عام 1990كما ينعكس تأثيرها في تطور قيمة الإستثمارات الأجنبية للدول المتقدمة الكبرى
بناء على ماسبق يتضح أن الدول الصناعية المتقدمة تتحكم بمقدرات الإقتصاد الدولي فهي التي تملكTNCs ,وهذه الأخيرة هي التي تتحكم بحجم التجارة وتدفقات رؤوس الأموال وهذا يبين لنا حجم الهيمنة لهذه البلدان وأنعكاساتها على البلدان النامية ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم


.. د. أحمد غنيم لخالد أبو بكر: كلما تقدمت الدول كلما تحولت من ا




.. كل يوم - د. أحمد غنيم :الدولة تقدم الدعم النقدي لأصحاب المع