الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمود عباس يعمل لحساب من؟

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 5 / 18
كتابات ساخرة


محمود عباس يعمل لحساب من؟
فوزي بن يونس بن حديد
هل حقا أن أبا مازن يعمل لحساب فلسطين أم أنه يعمل لحساب جهات أخرى بعضها معلوم وبعضها الآخر غير معلوم، فمن خلال قراءاتي للأحداث السياسية الفلسطينية أزداد كل يوم يقينا أن الرئيس الفلسطيني لا يهمه ما يجري على الساحة الفلسطينية بقدر ما تهمه مصالحه الشخصية أو مصالح الدول الكبرى في العالم.
فأنتم ترون كيف يماطل حماس في موضوع المصالحة، بل إنه استخدمها ورقة للضغط على إسرائيل، فكلما تجرأت إسرائيل وأعلنت حربها الاستيطانية الشعواء ونكلت بالفلسطينيين فهدّمت البيوت واقتلعت الأشجار وقتلت النساء والأطفال والشيوخ يظهر الرئيس فجأة لنا ليعلن أنه يريد لقاء الإخوة في حماس وأنه على استعداد لزيارة قطاع غزة ويرسل عزام الأحمد ومن تبعه للاتفاق على مصالحة موهومة لا تتعدى أياما وربما أسابيع فتأتي حادثة تفسده وربما تبطله من الأساس. وكم من اتفاق جرى ولكنه لم ينفذ، لعلكم تذكرون اتفاقات مكة والسودان واليمن والدوحة والقاهرة كلها ذهبت سدى ورميت في البحر.
وكلما انكمشت الهوة قليلا بضغط من أمريكا والدول الأوروبية بينه وبين إسرائيل وأعلن نتاياهو أو غيره ممن يمسك بحبل الوزارة في إسرائيل وأظهر استعداده للحوار ترك حماس وشأنها واتجه صوب إسرائيل لعله يجد منفذا يدخل منه لينقذ ما يستطيع إنقاذه ولكنه فشل في الحالتين، لم يستطع أن يبرم اتفاقا مع حماس ولا هو عقد اتفاق سلام مع الإسرائيليين حتى ولو على الورق.
هذا الأمر جعلنا نشكّ في كونه يعمل لحساب الدولة الفلسطينية حقا، ونشكّ أكثر في كونه مخلصا لهذه القضية التي مرّ عليها ستة عقود ولم تحل بل هي في تعقيد أكثر يوما بعد يوم، فلو كانت القيادة مخلصة فعلا لعملت من أجل تثبيت المصالحة فعلا وإنقاذ القدس وفلسطين من بطش اليهود ومن كان وراءهم.
فهو لم يظهر جدية تامة، بل إن كل متابع للأحداث يلاحظ تملصه من القضية من الأساس، فلماذا كل هذا التأخر في الفصل في قضية المصالحة؟ ولماذا الهرولة المستمرة وراء اليهود لعقد اتفاق تاريخي؟ ثم إنه يعقد لقاءات سرية وجهرية مع مسؤولين أمريكيين ويهود لا فائدة ولا جدوى من ورائها سوى أنه يريد أن يحقق مصالحه الشخصية على حساب الشعب الفلسطيني، فتجده يجوب العالم شرقا وغربا مبذرا الأموال هنا وهناك في سفراته وخلعاته، وشعبه يئن جوعا، وشعبه يبيت خائفا، وشعبه تنهمر عليه القنابل والصواريخ ويستغيث فلا مجيب، فأبو مازن في قصره نائم نوم السلاطين لا يدري كم رضيعا بلا حليب وكم طفلا بلا كسرة خبز يمضغها وكم امرأة ثكلى وأرملة وكم رجلا خانه الزمن فأحاله على التقاعد فقرا، فكيف يغمض له جفن وشعبه على هذا الحال؟
ولو سألناه عن أرصدته في البنوك فماذا يقول؟ ولو سألناه كم قصرا تنعم به فماذا يجيب؟ ولو سألناه كم وكم وكم وكم ماذا يمكن أن يقول؟ وشعبه في خناق وتعب وكمد وجوع ومعاناة وفقر وضياع، وشعبه ينادي ويصرخ: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد من الصبر والمعاناة والإبداع ولا بد من الفقر والجوع والنكد والقذائف والصواريخ والنواح.
هذه الحالة بين الرئيس والمرؤوس في فلسطين الأبية، بين رئيس يعيش في برجه العاجي ولا يرى شعبه إلا من خلال جهاز التلفزيون وبين شعب يكافح ويناضل من أجل البقاء لا من أجل العيش الرغيد، بين من يعيش منتفخة أوداجه وبين من وجهه تظهر عليه علامات البؤس والشقاء فأين العدل والعدالة يا ترى؟ ومن يحسّ بهؤلاء البائسين الفقراء؟ يبدو فعلا أن العرب لم يفقهوا معنى البؤس بعد، ولم يتعلموا التعاون والتكافل والتعاضد فكل واحد منهم يعيش لنفسه فقط فهو أناني على الطراز الرفيع وبالدرجة الأولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف


.. فرحة الفنانة أمل رزق بخطوبة ابنتها هايا كتكت وأدم العربي داخ




.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل