الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلك التي تأتي ليلا

وليد أحمد الفرشيشي

2012 / 5 / 18
الادب والفن


لا شمس تسرح وحيدة في سماء البلد...
لا نجوم تتدلّى...
على عرف فرس تخبّ في الثلج...
لا كنيسة تشمّر صلبانها عن وجه مسيحها...
لا مساجد تنفض التراب...
عن القلوب الحزينة المطمئنّة...
لا عيون عفيفة ترنو إلى الخبز...
و هي تدفن دموع الامس المشرّدة...
في ثغر اللّيل الأملس...
لا ورود يرتادها باعتها...
مع الضوضاء و الذباب...
لا حانة تبيع الأحلام بالقيء و العويل...
لا شوارع تشغى بالضباع...
و المشرّدين...
و الحلمات الأمّارة بالشهوة...
و الأفخاذ البضّة العارية...
التي يسيل عسلها دون غاية في الأزقة المظلمة...
لا طيور تقتات من الجثث النافقة...
و لا امل يخفق...
في قلوبها الحمراء الصغيرة...
لا شيء حيّ في هذا البلد...
الذّي يغسل ملابسه في السواد...
سوى تلك المرأة التي تمشي حافية...
و وحيدة...
بين دربين من الشموع الدامعة...
* * *
تلك المرأة التي تأتي ليلا...
حافية القدمين و الروح....
تمشي الهوينى على الأنين...
لتقرض الشعر...
الموشّى بالشبق و الحقد...
و تقرص الحبّ من فمه السكران...
كانت...تأتي ليلا...
تلك المرأة الوحيدة...
مثلي تماما...
كانت نهدا مجازفا يغازل القمر...
الذّي يؤكل قرصه على عجل...
كانت تترك شعرها الأسود المدهون بالعنبر...
و زيت اللوز...
ينسدل معقوفا تحت النّصب المعفّرة...
و في أواخر الليل...
يتلألأ كنجمة تحرس القوافل البعيدة...
بياض ضحكتها ...
كان يشبه صمغ شجر السرو العتيق...
و تشنّج الأجنّة في بطون الأمهات...
و مجدها...الغابر في القرون...
يشرق في الغيوم الهادئة التي تحدّق في سعالي...
* * *
قلت للمرآة التي تسخر من دمعتي...
سأجلس عريانا...
و مرتجفا داخل ثغرها القاني...
سأضمّ ركبتي إلى صدري...
سائلا إياها...
أن تحجز كلّ الموائد الآثمة لرحلتنا القادمة...
فانا مرهق جدا...
و حزين..
و متعب من بلاد قاسية...
تقايض وحدتي...
بسالفي أميّ الاشيبين...
و تعكس حزني المجعّد...
على العيون القاسية العمياء...
إنّي أشتهيها في وحدتي...
التّي تحنّ للشمس و الأقحوان...
فمنذ زمن بعيد...بعيد...
لم أر إمرأة تشتهي ثغر الليل...
في بلد يلهث كالمومس في حضن الظلام...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم