الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحزب الشيوعي العراقي .. شيوعي ؟

احمد مصارع

2005 / 1 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انتهت الانتخابات , فلتحيا الانتخابات , ومرحى لمن انتخب , مع التمنيات القلبية بأن يفوز كل من يحلم ويعمل من أجل عراق عظيم ينعم بالأمن والسلام , والرفاه والتقدم .
لم أكن أفكر بكتابة مثل هذا الموضوع قبل انتهاء الانتخابات لكي لا يتعثر أحد بما أكتب ..
لقد كانت الراية الانتخابية التي انضوى تحتها أو قادها الحزب الشيوعي العراقي هي قائمة اتحاد الشعب , وقد احتج أحد الأحزاب العراقية على ملكيته للعنوان , وهو حق طبيعي يكفله الفضاء الديمقراطي .
يتصور البعض , أن التناقض مع الذات مشكلة عظيمة , والواقع ليس كذلك .
ليس المهم أن أتناقض مع ذاتي بشكل مؤقت , لأنني من نسيج اجتماعي يتطلب مني , الدوران وفقا لاحتياجات الواقع , وليس معيبا أن أستشهد بمثال الشرطي الذي يحول الجري من أجل القبض على الحرامي , الى ما راثون سباق , من يسبق الآخر , فهذا لهو صريح .
أين يكون الواقع الإنساني سنكون معه , وعلى الأقل فنحن ضمانة تقويمه , ودفعه , نحو واقع أفضل , ولو تتطلب الأمر تضحيات كبيرة فنحن أهلا للعطاء والتضحية , ومن أجل وطن حر وشعب سعيد .
ولكن مقدمتي الأولى تطرح إشكالية كبرى ؟
هل يمكن للتناقض المؤقت والمقبول أن يبقى مستمرا , الى ما لانهاية ؟ !
الجواب : لا لا لا..
من الأفضل تسمية الحزب نفسه باسم طريق الشعب أو نضال الشعب أو اتحاد الشعب , وذلك انسجاما مع التصحيح الضروري الجديد , وفق املاءات الواقع .
العامل التحرري والإنساني , وحرية القرار , والاعتقاد بالحاجة الى التلاؤم مع معطيات المتغيرات السياسية المحلية منها والدولية , هو براغماتية يستطيع أي حزب أو تنظيم تقرير مشروعيتها بكل حرية , ولكن بقاء العناوين المضللة , والإشارات المخالفة للاتجاه الجديد , بمعنى غمازة على اليمين ودورة على اليسار , من عوامل التهور والتدهور , وعلى أقل تقدير صدق في النية , وتناقض في الشعار ...
ما لذي أريد التأكيد عليه في مقالة متواضعة ؟
من المفارقة مثلا ,أن الأمريكي الذي لا يعاني من الاحتلال الأمريكي حين يكون شيوعيا فسيكون معارضا , إن لم محاربا نظام بلاده الإمبريالي .., لأن الأممية الشيوعية تدعوه ( سابقا ) الى فعل ذلك , وضد أي نظام إمبريالي استعماري في العالم , وذلك من وحي الإيديولوجية الشيوعية ؟
أما أن يكون الحزب الشيوعي العراقي , ضمن نفس الاسم لشيوعيين عراقيين , أصبحوا مع الموقف المحلي الوطني , وفي استجابة يعتقدون بصوابيتها , وهم أحرار فوق العادة , وليقروا ما يشاءون , فالحرية هدف مقدس , ومصالح الشعب كذلك , ولكن ما لذي يمنعهم وهم أحرار من الخروج من الحالة الشيوعية الى الحالة الشعبية , مع بيان الظروف الموضوعية التي أدت الى قيامهم بالتحول وفقا لحاجات الواقع الموضوعية , مثلا , وتحويلها الى حالة قانونية تؤرخ لمنطق تحول شيوعي جديد , يربط الماضي مع المستقبل , وبحجة متطلبات الواقع , وهو الأمر الذي سكون له تبعاته , وطلائعيته , وانسجاما مع الذات , وتجاوزا لحالة التناقض المؤقت , ولا أناقش هنا مشروعيتها .
ويبقى المشكلة قائمة , مالم يتوافق الشكل مع المضمون , ولسنا هنا في مبحث عن النوايا الحسنة ...
احمد مصارع
الرقه -2005
..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بو ناصر الطفّار وهالو سايكلبو يلتقيان جمهور باريس في حفل موس


.. بو ناصر الطفّار وهالو سايكلبو يلتقيان جمهور باريس في حفل موس




.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة