الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم كل شيء عدا الشعب

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 5 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أن لا تعرف عدوك ، من هو ، و ما هي نواياه ، و كيف يفكر ، فتلك كارثة لأن ذلك يعني هزيمة محققة .
و أن تستهين بقدرة عدوك ، أو تقدره بأقل من قدره الحقيقي ، فتلك كارثة أيضا لا تقل عن سابقتها ، لأن النتيجة التي تفضي إليها تلك الحقيقة هي ذاتها التي تفضي إليها الأولى ؛ الهزيمة الأكيدة .
و لا تفوق الكارثية المفضية إليها أي من الحقيقتين السابقتين إلا أن تجتمع الإثنتان معا في نفس الوقت ، و في نفس الشخص ، أو الجهة .
قد يبدو إجتماع تلك الحقيقتين معا في نفس الوقت و في نفس الشخص ، أو الجهة ، أمر مستحيل ، لأنه إما أن تعرف عدوك ، و لو جزئياً ، أو لا تعرفه ، فكيف يمكن أن تقدره بأقل من قدرته ، أو أن تستهين به ، و أنت لا تعرفه ، حتى و لو معرفة مجتزئة أو سطحية أو حتى مضللة، مع ملاحظة إنني أعني هنا بمعرفة العدو : معرفة هويته ؟
لكنه الواقع الحالي في مصر ، أو ما يريده البعض للشعب ، عن سوء نية ، أو حسنها .
لأبدأ بشرح ذلك من الآخر إلى الأول .
الفلول ، كلمة تستخدم لوصف أعوان مبارك ، أي أخطر أعداء الشعب في هذه المرحلة ، أي العدو في هذه الحالة التي نصفها ؛ لكنها - أي كلمة الفلول - في نفس الوقت تدل على ضعفهم ، لأنها تصورهم في شكل شراذم مبعثرة ، و الأهم مطاردة ، و أنها متخفية هنا و هناك ، تعمل في الظلام من أجل أن تسترد مواقعها ، و بالتالي نفوذها ، و أن قوى الشعب متيقظة لهم ، تحبط خططهم ، أو تفضحها ، و أن السلطة للشعب و ليست لجهة أخرى ؛ فهل هذا هو الواقع الحقيقي ؟؟؟
الإجابة لكي نعرفها فيجب أن نعرف أولاً من هو العدو .
يجب أن نعرف أولاً هل الشعب يعرف فعلاً عدوه ، أم لا ؟؟؟
و هنا أكرر إنني أعني هنا بمعرفة العدو ، أدنى درجات المعرفة ، و أهمها ، و هي معرفة شخص ، أو إسم العدو ، و ليس قدراته ، و نواياه ، و طرق تفكيره .
بقول آخر : هل من تصفهم بعض الأقلام و الأفواه ، في وسائل الإعلام المختلفة ، بالفلول ، و تكتفي بهم ، هم فعلاً العدو كاملاً ، أم إنهم جزء بسيط منه لا يشكل أهمية كبيرة ؟؟؟
هل هم رأس الأفعى ، أم الذنب ؟
عندما نصف من لا أهمية كبيرة لهم ، كأعضاء الحزب الوطني المنحل ، بإنهم العدو ، و نكتفي بهم ، فإننا ليس فقط نستهين بقدرات عدونا ، بل إننا أيضا لا نعرف عدونا ؛ و بالتالي فإننا نرتكب الخطئين المذكورين في بداية هذا المقال ، و بالتالي فالهزيمة ، أو الكارثة ، التي تنتظرنا كشعب لا مفر منها ، بل إننا نعيش فيها بالفعل منذ سقط مبارك الأثيم .
هؤلاء الفلول ، كما يصفهم عملاء السلطة ، و بعض حسني النية ممن لا علاقة لهم بالسلطة ، هم السلطة الحالية ذاتها .
هؤلاء الفلول هم عمر سليمان ، حاكم مصر الحقيقي ، و هم جهاز المخابرات السليمانية ، أو مؤسسة الرئاسة الحالية .
إنهم المجلس العسكري الحاكم في مصر ، و كبار ضباط القوات المسلحة ، الذين إختارهم و رقاهم مبارك بمشورة من عمر سليمان .
إنهم وزارة الداخلية ، و بخاصة جهاز الشرطة السرية ، سواء أطلقت عليه الإسم القديم : جهاز مباحث أمن الدولة ، أو الإسم الجديد .
إنهم الجهاز القضائي المدني المسيس ، أو الملوث .
إنهم الإعلام ، المرئي و المسموع و المطبوع ، سواء رسمي ، أو ما يطلق عليه زوراً و بهتانا : المستقل .
إنهم أكثر كبار رجال المال و الأعمال ، الذين لم تكن ثرواتهم نتيجة عمل و مثابرة و تخطيط و مخاطرة ، بل نتيجة قربهم للسلطة الحاكمة ، و كثيرا منهم إنما هم مديرين لثروات كبار أعضاء السلطة الحاكمة .
إنهم أعضاء هيئات التدريس في الكثير من الكليات التي تشكل أراء الأجيال الصاعدة ، و منها يتخرج من سيكونون النخب المثقفة ، أو من سيقودون مؤسسات الدولة السياسية و الدبلوماسية و الإقتصادية و القضائية و غير ذلك .
إنهم أغلب أعضاء الدبلوماسية المصرية .
إنهم في الكثير من جهات المعارضة التي صنعتها السلطة و وزعتها على كل الأطياف السياسية ، مثل الكثير من الأحزاب ، و مثل الكثير من الحركات الشبابية ، مثل حركة السادس من إبريل ، و غيرها .
إنهم المسيطرين على الأزهر ، و المجلس الأعلى للطرق الصوفية ، و هم أيضا موزعين على العديد من التيارات الدينية الإسلامية التي لا تنضوي تحت مظلة رسمية ، و أرجو في هذا الشأن مراجعة مقال : السلفي الحر ، و السلفي الحكومي ؛ و الذي كتبته و نشرته في الخامس و العشرين من مايو من العام الماضي ، 2011 .
إنهم بعض المرشحين البارزين ، مثل شفيق ، و مثل عمرو موسى ، و أرجو مراجعة مقال : عمرو موسى مرشح عمر سليمان ؛ و الذي كتبته و نشرته منذ أكثر من عام ، و تحديداً في الأول من مارس من العام الماضي ، 2011 ، و أرجو ملاحظة التاريخ .
إنهم في كل مكان في مصر ، و من كل لون ، و على كل حبل يمشون ، و على كل خيط يسيطرون .
إنهم كل شيء عدا الشعب .
فهل فعلاً إنتهت معركة الشعب ضد أعوان مبارك ، أم إنها لم تبدأ في الحقيقة بعد ؟؟؟
سؤال لعمرو موسى الناصري صنيعة مبارك الذي ينفي الآن صلته بنظام مبارك : أين كنت ، و ماذا فعلت ، عندما باع مبارك و سليمان ، النيل ؟؟؟؟؟
رسالة قصيرة : في الرابع عشر من مايو 2012 ، نشرت الرسالة التالية :
حزب كل مصر - حكم يريد حالياً رئيس للجمهورية و دستور و حكومة من الإخوان ؛ لا مجال لذكر الأسباب ؛ 14 مايو 2012 .
إنتهت الرسالة .
و أضيف اليوم 18 مايو 2012 لها : الحكماء سيفهمون .
ربما سأقوم ، إن شاء الله ، بذكر الأسباب في مقال قادم ، إذا كان في العمر بقية و ظللت أتمتع بالحرية ، فهنا في رومانيا لا أتمتع بالحرية الكاملة و لا بالأمن ، و أنا حالياً أبحث عن منفى آخر أكثر أمنا و حرية ، فعودتي للوطن مستحيلة الآن .
ملحوظة : إنتهيت من كتابة هذا المقال في تمام الساعة الثامنة و ست دقائق صباحاً ، بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم بثلاث ساعات على توقيت جرينتش ، صباح يوم الجمعة الثامن عشر من مايو 2012 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس