الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائح الفساد تهدد بزعزعة كردستان العراق

عبدالوهاب حميد رشيد

2012 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


فاز الرئيس الكردي مسعود البرزاني على اعتراف دولي للمنطقة لكنه نسي الإصلاح في الداخل. صار بسرعة لاعباً مهماً سواء في منطقة الشرق الأوسط أوالغرب وعلى حد سواء.

في الشهر الماضي، ألقي القبض على زانا صالح، محافظ السليمانية- ثاني أكبر مدينة في كردستان العراق- بتهم فساد تتعلق باختلاس ما يقرب من نصف مليار دولار. بعد أسبوع واحد وجد ميتاً في زنزانة الشرطة. وفي حين تصر حكومة إقليم كردستان على أن المحافظ شنق نفسه، فإن زوجته وعدد كبير من أعضاء الجمهور على اعتقاد بأنه اغتيل لتهديده بتسمية عدد من كبار المسؤولين الفاسدين.
وقد ساهم الموت الغامض للمحافظ في انعدام الثقة المتزايدة بإدارة حكومة إقليم كردستان، والتي تعاني من خليط سام مزدوج: الفساد وانعدام المساءلة. حذّرت مجموعة الأزمات الدولية مؤخراً من أن الفساد الواسع النطاق: "يهدد بتقويض التقدم الكبير الذي أحرزه العراق نحو الحد من العنف وتعزيز مؤسسات الدولة".

منذ الإطاحة بالنظام العراقي السابق أصبحت المنطقة الكردية الجزء الأكثر استقراراً من العراق. وتحول رئيسه مسعود بارزاني وبسرعة ليصبح لاعباً مهماً في منطقة الشرق الأوسط والغرب على حد سواء. وفي حين قتل ما يقرب من 4500 جندي أمريكي في المناطق غير الكردية من العراق، لم يقتل أي جندي من قوات التحالف في إقليم كردستان خلال السنوات التسعة الماضية.
عندما استقبل الرئيس الأمريكي رسمياً الرئيس البرزاني في البيت الأبيض شهر إبريل، أعلن اوباما بأن للولايات المتحدة "علاقة وثيقة وتاريخية مع كردستان والشعب الكردي ..." كان هذا استقبالاَ غير عادي لزعيم المتمردين السابق الذي صارع من أجل الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة في أواخر السبعينات عندما كان والده يحتضر من مرض السرطان في أحد مستشفيات واشنطن.

كذلك خطت تركيا.. فبعد أن نفت وجود شعب كردي خلال معظم فترة القرن العشرين، وبعد زيارة برزاني للولايات المتحدة، استقبلته تركيا كما لو أنه رئيس دولة مستقلة.

ومع نجاحه تحقيق هذا الإنجاز الخارجي، نسي البرزاني تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشدة في الداخل. هناك درس مهم من الانتفاضات القائمة في العالم العربي، يتلخص في أن بقاء حكومة إقليم كردستان لا يعتمد كثيراً على دعم قوى خارجية، بل على إدخال وتنفيذ إصلاحات حقيقية باتجاه تعزيز سيادة القانون وتمكين الجمهور محاسبة حكومتهم.

يحتاج الرئيس البارزاني أن ينظر فقط إلى ما آل إليه مصير كل من حسني مبارك- مصر (و) زين العابدين بن علي- تونس- ليتدارك ما يمكن أن يحدث عند تجاهل رغبات الناس.

يصادف هذا الشهر الذكرى السنوية الثانية لاغتيال- بقي فاعله في عالم المجهول- الصحفي الكردي سردشت عثمان- الذي كتب عن فساد مسؤولي الحكومة الكردية قبل اغتياله. وفي مؤشر آخر على الإفلات من العقاب، وصفت لجنة حماية الصحفيين مقتله بأنه "رمز لثقافة عميقة الجذور- الإفلات من العقاب في العراق". وأصبح مدى وحشية الشرطة الكردية أكثر وضوحاً في العام الماضي خلال احتجاجات واسعة النطاق عندما أظهر الآلاف من الناس تضامنهم مع الانتفاضات في العالم العربي. قتل عشرة متظاهرين غير مسلحين، بينهم صبي عمره 12 عاماً، على أيدي قوات الأمن. علي البرزنجي- محاضر من جامعة السليمانية- والذي اعتقل مع كثرة من متظاهرين آخرين- ذكر في مقابلة أجريت معه مؤخراً أن سوء المعاملة الذي تعرض له على أيدي الشرطة الكردية كان أسوأ مما تعرض له في عهد النظام العراقي السابق عندما كان طالباً في الثمانينات.

كل هذا لا يعني أن حكومة إقليم كردستان لم تنفذ أي إصلاحات. يرجع حقيقة تعرض هذه الأحداث للضوء جزئيا إلى أن الصحافة في كردستان هي أكثر حرية بكثير مما هي عليها في العديد من البلدان الأخرى في المنطقة. بل وكان هناك تقدم كبير في مجالات أخرى أيضاً: عقوبة الاعدام على وشك أن تلغى، والاستثمار الأجنبي تتدفق على الإقليم. كما أن 36٪ من أعضاء البرلمان هم من النساء؛ وتم إرسال أكثر من 1600 من الطلاب الأكراد للدراسة في الجامعات العالمية الرائدة، بل وحتى هناك حملات لنائبة- البرلمان الكردي- لإضفاء الشرعية على ممارسة البغاء.

ذكر البارزاني في فترة سابقة بأنه إذا حصل على فرصة لإنشاء إدارة في كردستان، فسيحول المنطقة إلى "قلعة للديمقراطية والتعددية." لقد مضت قرابة عشر سنوات على سقوط النظام العراقي السابق.. وحان الوقت للبرزاني أن يفي بتعهده.. على الأقل لتجنب احتمال انفجار انتفاضة مضادة في الإقليم.
مممممممممممممممممممممـ
Fazel Hawramy, guardian.co.uk, Thursday 10 May, 2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تاريخية.. 100 مليون مكسيكي يختارون أول رئيسة في تار


.. استطلاع رأي: 51 بالمئة من الناخبين يطالبون ترمب بالانسحاب من




.. احتفالات في فرنسا بـ-ذكرى نورماندي-


.. تفاعلكم | بعد الهجوم والعداء ترامب ينضم لـ تيك توك ويستعد لم




.. أول فيديو لترمب على تيك توك يحصد ملايين المشاهدات خلال ساعات