الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصل الحادي عشر في مواجهة اقسى المحن الوطنية تصعيد النضال لدرء الحرب ضد العراق

سعاد خيري

2012 / 5 / 18
سيرة ذاتية


الفصل الحادي عشر
في مواجهة اقسى المحن الوطنية
تصعيد النضال لدرء الحرب ضد العراق
بعد ما يقرب من نصف قرن من المؤامرات والانقلابات العسكرية ودعم الانظمة الدكتاتورية وزج البلاد بالحروب العدوانية وامطارها باخطر الاسلحة المحرمة دوليا , لاعطاب البشر والبيئة , وبعد اثنى عشر عاما من الحصار الاقتصادي وقتل اكثر من مليون ونصف انسان معظمهم من الاطفال , اثارت الراي العالم العالمي , وجدت الادارة الامريكية بان الاوان قد حان لتحقيق حلمها باحتلال العراق , وتركيع شعبه, لا سيما وقد تهافتت على تنفيذ مخططاتها بعض قوى المعارضة الخائنة والبائسة . واعلنت عن تصميمها على اسقاظ النظام الدكتاتوري عن طريق الحرب بحجة تهديده للسلام العالمي وامتلاكه اسلحة الدمار الشامل . وحذرت قوى المعارضة العراقية الاخرى من القيام باي محاولة لاسقاط النظام عن طريق انتفاضة شعبية او اي اسلوب اخر!!
وباشرت الادارة الامريكية ليس بتحشيد القوات العسكرية الهائلة الكافية ليس لمحاربة بلد صغير كالعراق المنهك القوى, بل لمحاربة مجموعة دول كبرى, بل وبدأت بالقيام باعمال عسكرية وقصف متواصل واقامة قواعد عسكرية داخل العراق. الامر الذي اثار الراي العام العالمي واخذت المنظمات الانسانية العالمية تنظم الاحتجاجات العالمية من اجل درء خطر الحرب على العراق.
لم اترك نشاط جماهيري من مظاهرات واعتصامات او ندوات ثقافية او سياسية وحتى الحملة الانتخابية في ستوكهولم دون ان اساهم بها والقي الكلمات, داعية الجميع للنضال ضد الحرب الامريكية على شعبنا , باعتبارها خطرا يهدد البشرية عموما , لانها اولا خطوة نحو حرب اخرى وثانيا لخطورة الاسلحة التي تهدد الادارة الامريكية باستخدامها ولاسيما السلاح النووي الذي لا يعرف الحدود ويهدد ليس الحياة بل وقد يقضي على كوكبنا الجميل. والعمل على تعزيز ثقة البشرية بقدرتها على القضاء على الارهاب والحروب ومحاربة الرعب واليأس لانهما من اخطر اسلحة الراسمالية لشل ارادة الشعوب وتشويه وعيها, لكي تنطلق البشرية الواعية في عولمة انسانية جبارة تفرض ارادة البشرية في تقرير مصيرها وبناء مستقبلها.
وفندت ادعاءات الادارة الامريكية في تبرير حربها على العراق بحجة تحرير الشعب العراقي والبشرية من صدام حسين , واعتبرت النضال من اجل درء هذه الحرب المهمة الوطنية والانسانية الاولى . فالقيت الكلمات في التجمعات العراقية والفلسطسنية والسويدية وكتبت الى الحزب الشيوعي وعلى صفحات الانترنيت . وثمنت التطور الايجابي في موقف الحزب الشيوعي العراقي من الامبريالية الامريكية وفضح دورها فيما لحق بالعراق من دمار والكشف عن خططها لفرض الهيمنة باعداد البدائل التابعة وتحويل العراق الى افغانستان ثانية , واثارة الفرقة بين قوى المعارضة فضلا عن تشويه سمعتها الوطنية . وابرز تلك المواقف هو رفض الحزب الشيوعي العراقي الحرب التي تصر على شنها بحجة تخليص العراق والعالم من صدام! فجاء في مداخلتي في الكونفرنس الثاني عشر لمنظمة ستوكهولم في 19/5/2002 والتي ارسلت نسخة منها الى قيادة الحزب,
لقد اتخذت قيادة حزبنا بنجاح الموقف الصحيح من التهديد بالحرب وبكشف الاهداف الحقيقية للادارة الامريكية منها.وكلنا تلمسنا انتعاش الروح الثورية والوطنية في نفوس الجالية العراقية عموما . وتجسد ذلك في تقارب القوى الوطنية نتيجة لهذا الموقف الصائب. فالقوى الوطنية في المحن تجد في الحزب الشيوعي العراقي السند الرئيس لما يمتلكه من خبر وتجارب ووضوح رؤية تتيحها له مبادؤه واستعداده للتضحية. فجبهة الاتحاد الوطني لم تتشكل رغم جهود الحزب منذ نشاته لاقامة الجبهة الوطنية الا عندما شعرت القوى الوطنية بالخطر الداهم على حاضر ومستقبل العراق بعد عقد حلف بغداد في اواسط الخمسينات واصبح العراق مركزا للقوات الامبريالية العدوانية ومصدر خطر على البشرية عموما وعلى حركة التحرر الوطني العربية خصوصا. وعندئذ استطاع شعبنا ان يقهر الدول الامبريالية المدججة بكل انواع الاسلحة والاحلاف العسكرية واداتها النظام الملكي الرجعي العميل في ثورة 14/تموز/1958.
نعم سوف لم نذرف الدمع اذا اسقطت الولايات المتحدة صدام , كما جاء في بيان الحزب الشيوعي العراقي ولكن باي ثمن ستسقطه!!
ان الثمن باهض جدا انه حاضر ومستقبل العراق الذي ستدمره الحرب اذا وقعت!! وضحايا وكوارث بدائلها!! فقد ادعت الامبريالية الامريكية في حربها الاولى على شعبنا , تحرير الكويت!! وتحرير شعبنا والعالم من صدام !! فهدمت العراق وقصفته باليورانيوم المنضب وفرضت الحصار الاقتصادي . فقتلت مليون ونصف عراقي معظمهم من الاطفال وابقت على صدام !! بل وحمته من انتفاضة شعبنا في اذار 1991. واليوم تريد استبداله بعد ان استنفذت كل امكانيات الاستفادة منه وافتضاح جرائمه , ولكن ليس لاقامة بديل ديموقراطي وانما لاقامة بديل يخدم هيمنتها اكثر من صدام ولاسيما في مجال تركيع شعبنا او ابادته. فلم تجد بعد كل هذه السنوات من الارهاب الدموي والتقتيل وسيلة لتركيعه سوى الحرب. وقتل كل اشكال المقاومة للهيمنة والاستعباد وكل طموح للتحرر. والوصفة الجاهزة , دمغ كل قوى الشعب الحية , بالارهاب!! وامامنا المثل, ما يعانيه الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني ودمغه بالارهاب من قبل الادارة الامريكية وتشجيع مجرمي الحرب حكام اسرائيل على ابادته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح