الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-غرف العار-.. خارج السجن

كفاح كيال

2012 / 5 / 18
القضية الفلسطينية


في أي دولة تُحتل تكون السيطرة العسكرية والأمنية المطبقة على المواطنين الواقعين تحت وطأة العدوان من الجيش والقوى الأمنية العسكرية للدولة المستعمِرة أو المحتلة , أما في فلسطين فالأمر أكثر تعقيدا ومعاناة .. من جهة بسبب إطالة مدة العدوان على فلسطين التي يدخل عامه الرابع والستين واختراق العدو لقطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني بمساندة قوى عربية وأجنبية وبوسائل شتى من جهة أخرى .
قبل أيام محدودة أنهى أسرى الثورة الفلسطينية إضرابهم التاريخي عن الطعام وحققوا جزء من مطالبهم ..وتجيش لمعركة الأسرى العديد من المناضلين الذين جربوا أتون الأسر ,فالأسير الذي قبع في السجن سنون تراه اليوم ناشط لإطلاق سراح أسرى آخرين ..ومن يتواجدون الآن داخل السجون وخاصة من اعتقلوا في الانتفاضة الثانية كانوا يطالبون بتحرير الاسرى الذين اطلق سراحهم او لا زالوا أسرى ..هذه هي دائرة وجولة ودورة نضالية تعبر عن أصالة ووفاء الفلسطيني وديمومة عطاءه من جهة وعن جدلية العلاقة بين الأسر والانعتاق .
فالأسر الصغير تجسيدا لأسر الوطن الكبير – فلسطين - فما يحدث خارج السجن في فلسطين هو ذاته ما يحدث داخل السجن فالعدو متحكم بحركة الفلسطيني من مكان لآخر من قرية لأخرى ومن محافظة لأخرى كما السجن ..
في السجن هناك "فورة " يخرج لها للشمس ولكن تحت سقف السجن محاط بالأسلاك .. وخارج السجن في فلسطين أيضا فورة الفلسطيني أوسع بقليل ولكنها تحت حراب الاحتلال تخضع للحواجز والإجراءات الأمنية .
في السجن يستعين العدو بعملائه للإيقاع بالأحرار فيخصص لهم / ن"غرف العار " لإسقاط المناضل أو المناضلة في شرك المخابرات الاسرائيلية ..أما خارج السجن فغرف العار عبارة عن مؤسسات وهيئات ظاهرة وسرية منتشرة في كل فلسطين وتعمل بنفس آلية غرف العار كل منها تلبس ثوبا من أثواب العمل الوطني لتدمره وتخترقه .وينتشر عسكر الادارة المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة سرا وعلانية ويستمدون من المأسسة القائمة غطاء لتنفيذ مخططاتهم دون إزعاج من أي جهة كانت فهم محصنون محظيون ..
والمتتبع لأحداث فلسطين قد يستغرب من كم الاعتقالات والإدانات في المحاكم الصهيونية أما حقيقة الأمر فلجيش الاحتلال العسكري جيش من العملاء يعمل داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1967 بقوة اكثر من المحتل منذ 1948 (يُدَول ) العدو معركته معنا فعملائه مجندون لأجهزة أمن عربية وأجنبية تستتر تحت مسميات مؤسسات رسمية وأهلية , وقد يصل الفلسطيني لسجن العدو الصهيوني بقرار عربي أو أجنبي لإزعاجه لأجنداتهم !!!
وحتى المؤسسات التي تعتبر نفسها ممانعة أو مناوئة للاحتلال فطالما أنها قائمة ولها مقر ويسافر أعضائها عبر معابر العدو للخارج فلا بد من وجود حبل سري طرفه عند مخابرات العدو .
في السجن نواجه عملاء من نوع معين أما خارجه فقد دخلوا كل تفاصيل الحياة ,فما يريده الاحتلال يُنفذ ,فمثلا ما يلمع في الفضائيات من عملاء الاحتلال متفق عليه ..من يريد الاحتلال محاصرتهم يحاصرون بأيدي فلسطينية قد تصل التجويع , فلم ترق المكونات الفلسطينية - باستثناء قلة قليلة جدا – لمستوى إدارة مدنية حاكمة وآمرة في الضفة والقطاع ومن شواهدها الانقسام الفلسطيني الذي نَظّر له العدو قبل حدوثه بسنوات عبر وسائل إعلامه فتحدث عن دولة حماسستان في غزة وفتحستان في الضفة ,وعندما أصبحت حقيقة سارية على الأرض أعمَل في حالة الانشطار الفلسطيني عامة والاستقطاب الحاد حتى أن العالم بما فيه العربي دُجن وأنساق في نفس المعادلة فجعل شغله الشاغل الانقسام والوحدة الذين يحركهما العدو من وراء الكواليس كمسرح الدمى ,والكل المنهمك في تخصص هنا وفرع هناك والمختلف بهذه الحيثية والمتضارب مع مختلف آخر بتفصيل هناك والتفاصيل متوِهه وضبابية لكثرتها وسرعة متغيراتها حتى أصبحت هما يلاحقه الفلسطينيون وأشقائهم العرب على المسرح .. ولا نتيجة سوى الاستنزاف والإحباط والدوائر المفَرغَة لأي تراكم نحو عمل جاد للإنعتاق .
فقطاعات كثيرة من الشعب الفلسطيني قد تلجأ لإجراءات تصعيدية أسوة بأسرى الثورة الفلسطينية لتتخلص من تكريسات الإدارة المدنية وقوى الاستعمار المأنجز والاختراق السافر الذي تقوده وتكرسه "غرف العار " خارج السجن لتمضي للإنعتاق من الاختراق لمعظم المكونات الفلسطينية رسمية وشعبية لنتمكن من التخلص من معيقات ومطبات نصبها العدو ليسيطر على حراكنا ويوجه غليان الجماهير بما يخدم أجنداته ويقوض أي محاولة لديمومة الفعل الرفضوي لوجوده واحتلاله واغتصابه لفلسطين أرضا وشعبا .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو