الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى الجنة والنار؟

علا جمال

2012 / 5 / 18
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


نجد في كتب الأديان المختلفة المقدسة كالتوراة والإنجيل والقرآن، تصويراً حياً رائعاً لحالة الروح بعد الموت. ولكن هذا التصوير لم يكن إلا رمزاً لا يجوز أخذه على ظاهره أو تفسيره حرفياً. والعبارات المستعملة من قبيل الثواب والعقاب، والسماء والهاوية، وجنات الفردوس والظلمة وأمثالها، إنما يراد بها تصوير كيفية تنكشف حقيقتها في العالم الآخر وهى حالة الفرق في مراتب الإدراك بين الذين جاهدوا في إتباع مُثل طبيعتهم العلوية، ونمو قواهم الرّوحية، وصاروا من «المولود من الروح» وبين الذين غفلوا عن ذلك. فالجنة والنار ليست أماكن بل حالات للروح ويستطيع الإنسان أن ينعم ببعض بشارات الملكوت وهى المواهب الروحانية، وبيده كذلك أن يذوق عذاب جهنم الذى هو عباره عن الحرمان من هذه المواهب حتى ولو كان لا يزال يحيا بجسده وعلى ذلك فجهنم هى فقدان الترقي الروحاني. «وأما المكافأه الآخروية فهى الكمالات والنعم التى يحصل عليها في العوالم الروحانية بعد العروج من هذا العالم، وهذه المكافأة الأخروية هى نعم وألطاف روحانية كالنعم الروحانية في الملكوت الإلهي والحصول على مرغوب القلب والروح. وكذلك المجازات الأخروية، يعنى العذاب الآخروي، هو عبارة عن الحرمان من العنايات الإلهية الخاصة والمواهب الرحمانية والسقوط في أسفل الدركات الوجودية. وكل من يكون محروماً من هذه الألطاف الإلهية ينطبق عليه حكم الأموات عند أهل الحقيقة».(7)
فتفاوت البشر في مراتب الأخلاق والكمالات الروحانية وهو التفاوت الذى كثيراً ماتحجبه عوامل البيئة والجاه والثروة والثقافة – سوف تنكشف حقيقته في العالم الآخر، حيث يكون مدى الحياة أوسع مما هو على هذه الأرض. والفرق كبير بين الحالتين، بقدر الفرق بين الجماد والإنسان الكامل.
تفضل حضرة بهاء الله: «حقا أقول إن في نفوس الناس مَكْمَنَ عِزّ هم الوحيد. وإن غنى وسعادة العالم الآخر هى في نبل الأخلاق وطهارة القلب وسمو الروح». (مترجم)
وحدة الدارين
إن الإنفصال الذى نتصوره بين هذا العالم المنظور، وبين العوالم الخفية الآخرى، إنما مرجعه حواسنا البشرية لأن جميعها تكون في الحقيقة كوناً واحداً تتوقف أجزاؤه كل على الأخرى، وتتصل اتصالاً وثيقاً فيما بينها. فالأحياء على الأرض والذين انتقلوا بالتغيير المترتب على حدوث الموت يربطهما نظام واحد في الحالتين. وعلى ذلك كان الإفتراق عن من نحب افتراقاً جسمياً لا أكثر لأن بين المنظور وغير المنظور إتصالاً دائماً. وقد يصبح حقيقة ثابتة عند من أوتى استعداداً كافياً لمثل هذا الإتصال العلوى. بينما يظل الآخرون جاهلين بسره. أما الأنبياء، وكثير من الأولياء فإتصالهم بهذا العالم والعالم الآخر طبيعى وحقيقى. «ويوجد بين الروحانيين إدراكات روحانية وإكتشافات وجدانية مقدسة عن الوهم والقياس، وإتحاد وتآلف مُنَزَّه عن الزمان والمكان. مثلا مذكور في الإنجيل أن موسى وايليا أتيا عند المسيح في جبل طابور. فمن الواضح أن هذه الألفة لم تكن جسمانية، بل كانت كيفية روحانية عبّر عنها بالملاقاة – ولها حقيقة وآثار عجيبة في العقول والأفكار، ويظهر لها إنجذاب عظيم في القلوب».(8)
ونحن عندما نكون في حالة استعداد للإتصال العلوي كما في حالة الأحلام، حيث تكون الروح ضعيفة التعلق بالبدن، تستطيع إلهامات العالم الآخر أن تصل إلينا وتتصل بسرعة البرق بالإدراك الواعي. وطبيعي أن تعترف التعاليم البهائية بصحة بعض القوى الروحية الخارقة. ولكنها تحذر من أن يكون الباعث على الإتصال بمن صعدوا مجرد التفكه أو الحصول على أشياء لأنفسنا. لأن الحقيقة جوهر مُنَزَّه عن المكان ولايتشكل في صورة من الصور.
والإتصال الحقيقى بمن صعدوا – وهو اللقاء المؤكد المأمون – يمكن دائماً حصوله عن طريق المحبة والصلاة أى بالكيفية الروحانية. وأن من الحكمة ترك القوى النفسية الكامنة تأخذ طريقها الطبيعي في الإنكشاف التدريجي كلما إزداد الروح إلتصاقاً بالمثل العليا، التى هى حياة الطهر وعدم الأنانية.لأنه قد يكون في ظهور هذه القوى قبل إستكمال نضوجها تأثير على مركز الروح في العالم العلوي، حيث تبلغ أمثال هذه القوى تمام الفاعلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا


.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة




.. LBCI News(04-05-2024)- شبكة اغتصاب الأطفال.. شبهات عدة وقضاء


.. حملة توعوية لمحاربة التحرش الجنسي في المغرب




.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام