الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخب العميلة

يونس الخشاب

2005 / 1 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في مقدمته لكتاب " فرانز فانون " ( معذبو الارض ) يتحدث الفيلسوف الفرنسي " سارتر " عن تلك النخب الغربية التي أخذت على عاتقها صناعة النخبة في البلد الاصلاني الذي ينتمي اليه هؤلاء فيقول " انهم يلتقطون بعض المراهقين ، ثم يَوسمونهم ربما بقضيب حديدي محمى ،بمبادئ الثقافة الغربية ، ثم يحشون افواههم ببعض الجمل الرنانة ذات الوقع الجيد ، ليعودوا للوطن الام ، بعد ان تم غسلهم جيداً ، ليكونوا الصدى لما يقال في بلد اسيادهم" .
ويتجلى هذا القول في التطورات التي نشاهدها في العراق ، حتى اصبحنا نسمع على مدار الساعة المصطلحات التي تستخدمها واشنطن في توصيف مختلف مكونات الشعب العراقي ، ليس آخرها تصريح "أحمد الجلبي " بانشاء فيدرالية الجنوب ، تصب كلها في محاولة دنيئة لتقطيع اوصال العراق . اما حين يندفع ابناء العراق لمواجهة هذا المخطط ،فان ذلك في توصيف الصحافة الامريكية مجرد ( تمرد او عصيان ) " insurgency " . ان استخدام هذا المصطلح يفترض ان الامريكان قد استطاعوا اخضاع الشعب العراقي ، وان هناك البعض الذي يستاء من وجود الامريكان وبالتالي فانهم " متمردون" .

كلنا يعرف ان العراق قد اصبح ساحة حرة للرماية ، وليس هناك من الصحفيين من يغطي الغارات الجوية التي تشن على مدن وارياف العراق . واذا كانت الانتخابات لتتم ، فانها تتم بالقوة العسكرية ، وامامنا الفلوجة كنموذج . وهنا تقوم ماكنة الدعاية الغربية بدورها ، واول ما تبدأ به هو نزع الصفة الانسانية "dehumanize عن كل من يقاوم العدوان الامريكي ، فهم أقل من ان يطلق عليهم اسم البشر ، حتى ان ليس هناك من احصاء لعدد الضحايا . انهم معادون للقيم الديمقراطية ولا يؤمنون بغير الارهاب .
ان غزو العراق ، بحد ذاته ليس اكثر من زواج غير مقدس بين تعاليم حرية السوق والطموح الامبريالي ، وعلينا ان ننتبه الى ان الاستعمار الاقتصادي الخفي للعراق تحت اسم اعادة البناء لا يقل وحشية ودماراً عن حجم الخراب الذي تخلفه تلك الغارات على مدن وقصبات العراق . فبعد اصلاحات " بول بريمر " اللاشرعية وبرامج الغاء الديون المزيف ، تنشغل الولايات المتحدة بمشروع تحويل العراق الى قاعدة امامية لامبراطورية المحافظين الجدد عن طريق تأمين عبودية العراق المستمرة لمصالح الولايات المتحدة والى مديات أطول مما يتوقع بعض قصار النظر ، بعد ان تكون القوات قد غادرت من حيث اتت .
كل ذلك لن يتم الا بتشكيل حكومة دمى تأتمر باوامر الاسياد في واشنطن . فهل سوف تسفر الانتخابات الجارية والقادمة عن تلك الحكومة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس