الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مصر 2012-3- الكل يتاجر بها من أجل الوصول لعرشها أو للحمها وزيتها وسكرها

محمد طلعت

2012 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


إلى الآن للأسف الشديد مازال المرشحون يتباهون بسجنهم فى العهود السابقة. الكل يتباهى ويريد أن يسحر عيوننا بهذا النضال؛ فأغلب المصريين الشرفاء قد سجنوا وشردوا، منهم من هاجر ومنهم من اكتفى بالصمت والقليل منهم من رشح نفسه للرئاسة. يعنى باختصار قصة السجن- برغم احترامنا وتقديرنا لها- لن تجعلنا نتعاطف معك أو نعطيك صوتا.. لأن المناضل الحقيقى يفعل ما يؤمن به ويبذله بعطاء دون منة أو تفضل منه على رفاقه بأنه كان الأشجع أو إنه قد سجن من أجل القضية. هذا يدل على ضعف القضية التى تتحول من قضية عامة إلى مسألة شخصية رخيصة.!

والآخرون الذين لم يسجنوا يتباهون بكونهم كانوا الصوت المعارض فى منظومة الفساد الماضية، وأتعجب على هذه البجاحة والنطاعة فأية معارضة هذه وهم يرفلون – حتى الآن- فى نعمة النظام السابق.. باختصار خسارة فيهم ثمن الحبر الذى يغوى القلم ليكتب عن نجاستهم الوطنية.!

الفريقان كما ظهر من خلال البرامج الإعلامية المسماة بالمناظرات بين المرشحين أن أغلبهم يقدم نفسه على سبيل الأنا والتفرد والفردية مع الميل لاستخدام الكلمات البراقة التي تعكس قوة شخصيتهم وإحساسهم بالثقة فى الأنا الذاتية لديهم خاصة فى طريقة خروج حروف هذه الكلمات من بين أسنانهم المصحوبة بالثقة البادية على ملامح وجوههم المفتعلة أو المتواضعة حسب اللحظة التى ينطق فيها المرشح هذه الكلمات: (مصر.. الشعب.. العدالة الحق..)، كلمات عادة ما نسمعها فى مثل هذه المناسبات المرتهنة بمثل هذه التوقيتات وينتهى حالها "بعد أن ينفض المولد".

الكل نسي أو تناسوا عن عمد ضرورة النهوض بنا كشعب تغيب وتخدر فى غيبوبة التعاطف مع الأشخاص. يحترق الوطن ونبكي كشعب لا من أجل الوطن بل من أجل شخص نبكيه ولا نبكى حالنا. هذه عادات قميئة يجب أن يدرب المرشحون أتباعهم على نسيانها وتعلم مفردات جديدة عصرية يكون فيها الدعم والصوت من أجل الوطن وليس من أجل شخص ما.

ومن العادات الأخرى المتأصلة خلط العام في الخاص بالدين فى حياتنا. الأزمة أننا لا نفرق بين مستقبل عام لوطن ومستقبل خاص لمواطن، فتتلاشى الرؤية. ومن أسوء ما سمعت من أحد الأصدقاء بمستشفى حكومى كبيرة بالجيزة أن السادة الأفاضل الأطباء المسئولين عن إدارة المستشفى. يقولون حين يسألهم الموظفون الصغار أو المرضى من نختار؟ فيقولون لهم "اعملوا استخارة وانتخبوا"، وهذا ما اسميه خلطا فى المفاهيم والرؤية. وعليه فلا حرج من قبول الفقراء فى بلادنا زجاجة الزيت وكيس اللحم والسكر من التيار الإسلامى مقابل إعطاء أصواتهم لهم.!

إلى أى مدى هذا التلوث العقلى فى قضية وطن عام يتسع للجميع، وليست قضية شخصية أو دينية حتى يأمرونا بالاستخارة أو بفتوى شرعية لوجوب انتخاب مرشح معين. هل اختلطت المفاهيم بهذه الدرجة فى عقول المصريين؟ نعم اختلطت وتلوثت عبر السنين الماضية(30 سنة تمييع العقول بالشعارات البراقة وغرس شتلات الحنجلة والفهلوة فى النفوس.. و30 سنة بعدهم نضوج الزراعة العطبة.. والآن ما هو إلا حصاد لكل ما سبق من عطب الشخصية المصرية) . وهنا وجب على السادة المرشحين أن يكفوا عن هذه النغمة الرديئة فى جذب أصوات منتخبيهم على أساس التعاطف والتغيب الدينى أو جذب الناس ببريق زيف شعارات انتهى زمنها. ومعلومة بسيطة أن البرنامج الاقتصادى لدى البرنامج العام لدى كل المرشحين يعتمد على المصطلحات العامة الكبري التى تدرس فى الكتب البعيدة كل البعد عن أرض الواقع المصري، فضلا عن تبسيطها إلى حالة البريق الأجوف الذى يدغدغ حالة الناس العامة. فقط اذهبوا واقرؤوا وافهموا أى برنامج اقتصادى لأي مرشح، وسوف تصدقون حديثى.!

إن العيب ليس فى الشعب بل فى نخبة الشعب من تجار الكلمة وتلوينها بشتى الصنوف حتى تصل إلى مبتغاها فى قنص صوت المواطن الفقير، وإقناعه بأن ما يحصل عليه من طعام ونقود مقابل صوت ما هو إلا محبة وصدقة جارية من الكرماء أصحاب الصور العريضة الملصوقة على كل قفا وكل حائط وكل مؤخرة فى مصر.!
خذ طعام وأعطني صوتك.. دعنى أركبك مطية مدى الحياة وأطعمك بعض الأيام.!
بهذا المنطق السائد والمسيطر على البطون لشراء السلعة التى اسمها "صوت انتخابي" سوف يُرخص السلعة بعد ذلك، ولن تكون لها أية قيمة تذكر في عالم الوطنية والوطن، وإن من يتهافتون عليه اليوم ويطلبون وده؛ فغدا سوف يأخذ بالمركوب القديم على نفوخه، لأن من باع صوته مقابل بطنه تقزمت رأسه. الكل يتاجر بـ(مصر) من أجل الوصول لعرشها أو الوصول إلى لحمها وزيتها وسكرها.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة