الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلبستني وتقمصتني القصيدة بعدما اسرتني وسحرتني

نادر عبدالله صابر

2012 / 5 / 19
الادب والفن


وقوفا بها صحبي يلومونني :
ويحك يا صاح ؟؟ أتبكيك وتدمي مقلتيك قصيدة ؟؟؟
فأجيبهم نائحا :
من قال لكم أنها مجرد قصيدة !! فلعمري أنها بوح معذب ومأساة شاعرا تلخص كل تحشرجاته وكأنه في النزع الأخير وعلى وشك الموت القهري
يقرعونني صحبي ويؤنبونني ثانية متسائلين باشد ايات الأستغراب :
كيف تتماهى وتنصهر مع الشاعر وأنت لست بمثله ؟؟ أنت لم تذق طعم الهجرة ولم تعان لوعة الأغتراب ولم يمضك غياب قسري عن خلانك وأحبتك ومسقط رأسك ؟؟؟؟
وهنا أستسلم ويسقط بيدي وأقول :
أنتم محقين لكنكم لن تصدقونني لو قلت لكم أن روح الشاعر بدر شاكر السياب قد حلت في بدون انفاك بعدما تقمصتني وتلبستني .....كنت يا قوم في السادسة عشر من عمري حينما وقعت عيناي مصادفة على هذه القصيدة في احدى المجلات الأدبية .... فقرأتها مرة ومرتان وثلاثة الى ان صرخت كمن يصرخ الملدوغ من حية رقطاء على حين غرة :
يا ويلتاه وياحسرتاه .؟؟ ما هذا بقول شاعر انما لعمري انها كلمات كالحمم تغلي وتخرج من فم السياب وقد كتبه بمداد دمه القاني ...رباه .. أأنني اتخيله أمامي مصابا بنوبة قلبية وهو مرتميا على رمال الخليج يهذر بتلك الكلمات الخالدة ... نعم لقد تخيلته على هذه الشاكلة منذ سني مراهقتي الى الان _ ثلاثون عاما مرت على ذلك_ وأنا أبكي لا اراديا كلما رددت كلمة من كلمات القصيدة والتي يا لطالما رددتها سرا وجهارا الاف الاف المرات .
لا ادري لما كان هناك احساسا مرهفا وقويا يلازمني بأن السياب قد أختارني انا دون كل الخلق لتتقمص روحه جسدي ؟؟!!!لقد اصبحت انذاك مهووسا بالقصيدة بشكل مرضي && فيالطالما تخيلت نفسي بأنني جالس على رمال الخليج عند الهجيرة وسط البحارة البؤساء بينما الريح تصرخ بوجهي عرررراااااااااااااااااااااق والريح تزمجر قائلة عراااااااااااااق وأنا ساهما ميمم وجهي الى الضفة الأخرى حيث العراق يكون؟ ابعد ما يكون؟ .. تخيلت نفسي وأنا ساهم في ذكرياتي البعيدة حيث طفولتي وحيث وجه امي التي ماتت دون ان اتبين ملامح وجهها بشكل جلي .... الى أن صرخت : أكل ذلك هباء ؟أيعقل ذلك ؟؟؟
بل أنني ومنذاك أثبحت مهووسا ايضا بكل ما يمت الى السياب بصلة فلقد رافقته في حله وترحاله وفي مرضه عايشت طفولته وشبابه وبكيت لموته مع انني ولدت في العام الذي قضى نحبه فيه
أتذكر أنه قد سنحت لي الفرصة التي طالما انتظرتها للسفر مع رهط من صحبي الى بغداد في خريف عام 1988 .ز وحينما سرت في شوارع بغداد قليلا احسست بروح السياب تطالبني وهي !!!! عاتبة علي ان اسافر جنوبا الى البصرة!!! الى نهر بويب!!! الى جيكور !!! كيف يكون ذلك ؟؟؟ وعندما صارحت اصدقائي برغبتي هذه , فزعوا وزعقوا بوجهي قائلين : لعمرنا انك غير سوي ؟؟ أنظر ماذا يقول صديقنا العراقي عن ان تلك المنطقة_ الخارجة لتوها من الحرب العبثية المدمرة _ خطرة حيث انها محاطة بالعساكر والألغام ......... الخ . كان اصراري المشبع والمتشجع بروح السياب عنيفا وصادما حينما قلت لهم سأذهب بمفردي ودون ذلك الموت الزؤام
وفي صباح غداة وصولنا بغداد سافرنا الى البصرة بظروف صعبة وسط تهكمات وسخريات صحبي ومرافقنا العراقي .ز لكنني لم أأبه بهم وأنا أناجي تمثال السياب في البصرة تاركا دموعي تهطل مدرارا , أو وأنا أتجول في ازقة بقايا جيكور وسبه نهر بويب .ز شعرت بروح السياب وأنا اصافح اهل القرية الذين بدوا وكأنهم يعرفونني .ز كانوا يتأملوت هيئتي وكأنني أذكرهم بشخص غابت ملامحه عن أعينهم منذ أمد ؟؟11 وبعدها تنهدت بأرتياح وشعرت كما يشعر الحجيج عند اتمامهم تأدية مراسم حجهم
أهديكم جميعا قصيدة بدر شاكر السياب الرائعة _ غريب على الخليج _ بصوت الفنان جوهر الشكرجي _ الذي يبدو ان روح السياب قد حلت بجسده عند القائه هذه القصيدة _ وأمنى لكم حين الأستماع بكاءا جميلا وكما قال الشاعر في اخر القصسدة
لتكين على العراق فما لديك سوى الدوع
وسوى انتظارك....... للرياح وللقلوع
ليت صوتك بعدما جف الضرع
أهداء خاص لأصدقائي العراقيين المجهرين في جهات الدنيا الأربعة
اخص بالذكر صديقي الحكيم البابلي الذي اسر لي ذات لحظة بأنه حينما يهرع لفراشه في الهزيع الأخير من الليل وعند الوسن تهاجمه خيالات عراقه الى ان ينام .ز أتذكر بأنني قد قمت بأهدائه هذه القصيدة مغناة بصوت الفنان فؤاد سالم
وقوفا بها صحبي يؤنبونني:ويحك يا صاح ؟؟ أتبكيك وتدمي مقلتيك قصيدة ؟؟؟
فأجيبهم نائحا : من قال لكم أنها مجرد قصيدة !! فلعمري أنها بوح معذب ومأساة شاعرا تلخص كل تحشرجاته وكأنه في النزع الأخير على وشك الموت القهري
يقرعونني صحبي ويؤنبونني ثانيية متسائلين : كيف تتماهى وتنصهر مع الشاعر وأنت لست بمثله ؟؟ أنت لم تذق طعم الهجرة ولم تعان لوعة الأغتراب ولم يمضك غياب قسري عن خلانك وأحبتك ومسقط رأسك ؟؟؟؟
وهنا أستسلم ويسقط بيدي وأقول : أنتم محقين لكنكم لن تصدقونني لو قلت لكم أن روح الشاعر بدر شاكر السياب قد حلت في بدون انفابعدما تقمصتني وتلبستني .....كنت يا قوم في السادسة عشر من عمري حينما وقعت عيني مصادفة على هذه القصيدة في احدى المجلات الأدبية .... فقرأتها مرة ومرتان وثلاثة الى ان صرخت كمن يصرخ الملدوغ من حية رقطاء على حين غرة :يا ويلتاه وياحسرتاه .ز لعمري ان ذلك ليس شعرا بل انه حمم تغلي تخرج من فم السياب كتبه بمداد دمه القاني ...رباه .. أأنني اتخيله أمامي مصابا بنوبة قلبية وهو مرتميا على رمال الخليخ يهذر بتلك الكلمات الخالدة ... نعم لقد تخيلته على هذه الشاكلة منذ سني مراهقتي الى الان _ ثلاثون عاما مرت على ذلك_ وأنا أبكي لا اراديا كلما رددت كلمة من كلمات القصيدة والتي رددتها سرا وجهارا الاف الاف المرات . ه
لا ادري لما كان هناك احساسا مرهفا وقويا يلازمني بأن السياب قد أختارني انا دون كل الخلق لتتقمص روحه جسدي ؟؟!!!لقد اصبحت انذاك مهووسا بالقصيدة بشكل مرضي .ز فيالطالما تخيلت نفسي بأنني جالس على رمال الخليج عند الهجيرة وسط البحارة البؤساء بينما الريح تصرخ بوجهي عرررراااااااااااااااااااااق والريح تزمجر قائلة عراااااااااااااق وأنا ميمم وجهي الى الضفة الأخرى حيث العراق .. تخيلت نفسي وأنا ساهم في ذكرياتي البعيدة حيث طفولتي وحيث وجه امي التي ماتت دون ان اتبين ملامح وجهها بشكل جلي ز... الى أن صرخت : أكل ذلك هباء ؟ظ أيعقل ذلك ؟؟؟
بل أنني ومنذاك أثبحت مهووسا ايضا بكل ما يمت الى السياب بصلة فلقد رافقته في حله وترحاله وفي مرضه عايشت طفولته وشبابه وبكيت لموته مع انني ولدت في العام الذي قضى نحبه فيه
أتذكر أنه قد سنحت لي الفرصة التي طالما انتظرتها للسفر مع رهط من صحبي الى بغداد في خريف عام 1988 .ز وحينما سرت في شوارع بغداد قليلا احسست بروح السياب تطالبني وهي !!!! عاتبة علي ان اسافر جنوبا الى البصرة!!! الى نهر بويب!!! الى جيكزر !!! كيف يكون ذلك ؟؟؟ وعندما صارحت اصدقائي فزعوا وزعقوا بوجهي قائلين : لعمرنا انك غير سوي ؟؟ أنظر ماذا يقول صديقنا العراقي عن ان تلك المنطقة_ الخارجة لتوها من الحرب العبثية المدمرة _ خطرة حيث انها محاطة بالعساكر والألغام ......... الخ .ز كان اصراري المشبع والمتشجع بروح السياب عنيفا وصادما حينما قلت لهم سأذهب بمفردي ودون ذلك الموت الزؤام
وفي صباح غداة وصولنا بغداد سافرنا الى البصرة بظروف صعبة وسط تهكمات وسخريات صحبي ومرافقنا العراقي .. لكنني لم أأبه بهم بتاتا وأنا أناجي تمثال السياب في البصرة تاركا دموعي تهطل مدرارا , أو وأنا أتجول في ازقة بقايا جيكور المنسية ,,شعرت بروح السياب وأنا اصافح اهل القرية الذين بدوا وكأنهم يعرفونني111 أو قل أنهم كانوا يتأملون هيئتي وكأنني أذكرهم بشخص غابت ملامحه عن أعينهم منذ أمد ؟؟11وبعدها تنهدت بأرتياح وشعرت كما يشعر الحجيج عند اتمامهم تأدية مراسم حجهم
أهديكم جميعا قصيدة بدر شاكر السياب الرائعة _ غريب على الخليج _ بصوت الفنان جواد الشكرجي _ الذي يبدو ان روح السياب قد حلت بجسده عند القائه هذه القصيدة _ وأتمنى لكم خلال الأستماع بكاءا جميلا وكما قال الشاعر في اخر القصيدة
لتكين على العراق فما لديك سوى الدوع
وسوى انتظارك....... للرياح وللقلوع
http://www.youtube.com/watch?v=GtoSRRN7t5w
أهداء خاص لجميع اصدقائي العراقيين المشتتين في في جهات الدنيا الأربعة
اخص بالذكر صديقي الحكيم البابلي الذي اسر لي ذات لحظة بوح شفيف بأنه حينما يهرع لفراشه في الهزيع الأخير من الليل وعند الوسن تهاجمه وتداهمه خيالات عراقه الى ان ينام ,عندها لم استطع الا ان ابعث له بهذه القصيدة مغناة بصوت فؤاد سالم










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح لخطأ أملائي
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 5 / 19 - 17:43 )
لتكين على العراق فما لديك سوى الدوع
وسوى انتظارك....... للرياح وللقلوع
ما ورد اعلاه هو خطا والصحيح هو
لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع
وسوى انتظارك
للرياح وللقلوع


2 - الرائع بحق : فتحي البابلي_ الفيسبوك _ ه
نادر عبدالله صابر ( 2012 / 5 / 20 - 18:39 )
عمت مساءا اخي فتحي
مرورك الكريم اسعدني جدا
تقبل خالص محبتي ووفير اعجابي

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي