الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين تتجه بوصلة النضال الفلسطيني......؟

إبراهيم الأيوبي

2012 / 5 / 19
القضية الفلسطينية


من أهم القواعد النضالية عند حركات التحرر هي تنوع النهج النضالي وأساليبه بما تتوافق الإمكانيات المحلية مع الاستيعاب والتقبل العالمي لكسب التعاطف الدولي لحشر العدو في الزاوية بالتوافق مع كل الضربات العسكرية المدروسة بعمق حيث تعطي هذه الضربات بعداً سياسيا وتضع العدو في حالة إرباك وغضب مما يحمله على ارتكاب الحماقات العسكرية والسياسية .
للأسف القضية الفلسطينية منذ انطلاقة ثورتها المجيدة تتخبط في التعاطي مع أوجه النضال العسكري والجماهيري والسياسي وتغلب عليها صفة التناقض في الجمع بين هذه الطرق الثلاث على مر مراحل النضال.
نجد أن نظرية تخوين العمل السياسي في بداية الثورة كان له "اللوبي الأكبر" عند فصائل ومكونات منظمة التحرير الفلسطينية الذي ينظر إلى العمل السياسي على أنه بداية انزلاق في دهاليز التنازلات ليرتقي لدرجة الخيانة وضريبة هذا الفكر دفع ثمنه الكثير من قادة الفكر والنضال السياسي.
في بداية الثمانينات من القرن المنصرم ومع ظهور الفكر الساداتي في التعاطي مع الصراع العربي الصهيوني ، طغت نظرية "المرحلية" على فكر النهج النضالي الفلسطيني حيث وجدت هذه الفكرة الكثير من الفلاسفة والمروجين حتى تخيلها البعض أنها الطريق الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوطن المغتصب , والمستغرب أن الصهاينة شجعوا ودعموا هذا النهج وقاموا بتغذيته فلسطينيا وعربيا وعالميا , حيث عملوا على تشكيل ما يعرف بروابط القرى والتي كان هدفها تحويل سيطرة الاحتلال من ما يسمى "الإدارة المدنية" والتي كان يرأسها ضابط صهيوني رغم تسميتها بالمدنية إلى ما يسمى "روابط القرى" لكن هذه الفكرة أجهضت بالمهد فقط لأن تشكيلها كان خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية والخوف من أن تكون بديلا عنها.
الانتفاضة الأولى والاتجاه نحو العمل الجماهيري.......!!
بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وتشتت قواتها في الدول العربية , لجمت القدرات العسكرية عند المنظمة مما جعلها تخشى مع مرور الوقت وبعدها عن خط التماس مع العدو لسحب البساط التمثيلي عنها بسهولة.
هنا عملت قيادتها على نقل الصراع إلى الداخل وكان ليس أمامهم سوى الرهان على النضال الجماهيري والتحول لفكرة العصيان المدني "الانتفاضة الأولى" , وتمخض عن هذا الشكل من النضال دخول منظمة التحرير كشريك في اللعبة السياسة من خلال مؤتمر مدريد وما تمخض عنه من اتفاقيات أوسلو المشئومة .
اتفاقيات أوسلو التي حولت المنظمة من رائدة للكفاح والتحرر إلى سلطة وطنية تحت إمرة المحتل تدير الشؤون المدنية والمالية لمناطق إدارتها "وليست سيطرتها" , وتم إغداق المليارات من الدولارات مما أغرقها في مستنقع من الفساد والتكالب والتناحر خلال تلك الفترة .
بعد تجربة أوسلو وفشل الحل السياسي من الطبيعي أن تظهر حركات فلسطينية تضع الكفاح المسلح عنوان لنضالها وتعد ما غيره باطل في مقدمتها الحركات الإسلامية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي , مما أتاح لها التفافاً وقاعدة جماهيرية جعلت حركة حماس التي دخلت انتخابات السلطة التشريعية إلى الحصول على الأغلبية المطلقة وتشكيل الحكومة , مما نتج عنه حصارا اقتصاديا وانقساماً فلسطينياً أدخل حركة النضال الفلسطيني في مأزق وفتح المجال أمام العربدة الصهيونية للقضم السريع للأراضي الفلسطينية وتهويد القدس وتصفية رموز النضال الفلسطيني وشن الحروب والهجمات النازية لكبح لجام المقاومة العسكرية لفصائل الحركات الإسلامية بالخصوص لجعل المواطن يشعر بعبء المقاومة التي يدفع ثمنها غاليا.
نضال الأمعاء الخاوية الذي قاده المناضل البطل عدنان خضر والمناضلة البطلة هناء شلبي وتبعه آخرون , أعطى نتائج باهرة لم تستطع الكثير من أشكال النضال تحقيقها وهذا يؤكد أن الإرادة الصلبة والصبر والالتفاف الجماهيري يمكن أن يحقق المعجزات , ولكن يجب أن لا نقف عند هذا الانجاز ونكتفي كما تعودنا سابقاً بل يجب تطويره وتنويع أساليبه وتوأمته مع الكفاح المسلح المدروس بعناية حسب الإمكانيات لتوجع ضرباته العدو وتجعله مرتبكاً وعاجزاً عن المناورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ