الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم الغربان وفهم المقروء

ابراهيم جوهر

2012 / 5 / 19
الادب والفن



أفقت على غبار يملأ الفضاء، اتضحت كثافته مع شروق الشمس ، شمس وغبار وأحلام مصادرة، وبرنامج تصحيح ، وتعب وهموم تنتظرني هذا اليوم .

راقبت حركة غريبة لغربان كبيرة الحجم وهي تتبادل الأماكن والنعيق على سطح البناية المواجهة لمكان جلستي الصباحية المعتادة، ثم تطير في اتجاهات مختلفة . شدني المنظر ولم أفهم اللغة ولا الحركة الراقصة برمزها ودلالتها . الغربان بدأت تزور حيّنا أكثر من البلابل والحمام . غراب الصباح غير مستساغ ، وغير مرحّب به كثيرا . ليته يرجئ حضوره إلى وقت آخر.

( غراب عن غراب يفرق ) ...ربما سأذكر الغربان في غد قريب، فأرثي لحال غربان حيّنا البريئة ...



لا بد من إنهاء تصحيح أوراق امتحان التجريبي هذا اليوم ، فلم يعد متسع من الوقت لأرجئ البدء بالتصحيحح، هيّأت نفسي للبدء، ودرّبتها على التحمّل، وقررت ألا (أعصّب) ! و...بدأت . تمنيت ألا أستذكر إبراهيم طوقان هذا اليوم في جولة التصحيح، ولكنه حضر، بل أجبر على الحضور؛ حضر إلى شاشة الذاكرة ليقرأ معي، وكأنه يهزّ رأسه أسى ؛( أرأيت ؟! ...كان زماني أفضل حين قلت ما قلته ...الله يعينك !!!! )

هو الشاعر الجميل الذي قال منذ العام 1933 م. :

لو جرّب التعليم (شوقي) ساعة / لقضى الحياة شقاوة وخمولا

حسب المعلم غمّة وكآبة / مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا

مئة على مئة إذا هي صلّحت / وجد العمى نحو العيون سبيلا

ولو أن في التصليح نفعا يرتجى / وأبيك ، لم أك بالعيون بخيلا

لكن أصلّح غلطة نحوية / مثلا ، وأتخذ "الكتاب" دليلا

فأرى (حمارا) بعد ذلك كلّه / رفع المضاف إليه والمفعولا !!

لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة / ووقعت ما بين (البنوك) قتيلا

يا من يريد الانتحار وجدته / إنّ المعلم لا يعيش طويلا ...!!!



( حين سمعت أحاديث بعض أصدقائي المتندرة على من يعرب كلمة " بيت " الباء : حرف جر ، يت : اسم مجرور !! ظننتهم يتندرون ويبالغون ، ولكن الواقع يصدم دائما !!!)

تحاملت وأنا أفصل بين الورقة وشقيقتها بفاصل من المشي والتدخين ...حتى أنهيت المهمة بسلام نسبي ... !! فالحمد لله ما زلت قادرا على ممارسة حياتي اليومية بعد غمّ وشدّ أعصاب ، وحديث مع الورق !



( الفعل الماضي " أتاني " ....وجدت اليوم من أعربته على النحو التالي :

الهمزة : حرف استفهام !!

تاني : فعل مضارع مرفوع ......) !!!

كيف نفهم اللغة ؟ لماذا يحصل هذا الذي يحصل ؟ وما السبب في آلية التفكير والتحليل والفهم هذه ؟؟؟

أسئلة تطرح أسئلة ، وتستدعي حلولا عملية ....

الصحيفة اليومية (القدس ) أطلعتني على رموز ومقالات وأخبار ...؛

الرسالة / الرد كانت مخيّبة للآمال ودون المنتظر ...الرسالة المكتوبة سبقتها رسائل مكتوبة بحبر آخر، ووقائع أخرى رسمتها قرارات حكومية، وأنياب جرافات، وأيادي مستوطنين اقتلعوا الأشجار المثمرة وحرقوا دور عبادة ....

( فهم المقروء )...مشكلة لدى طلبتنا ، وسياسيينا ...!!

افتتاحية الصحيفة رسمت برنامج عمل للحكومة الجديدة، لم يكن التدرب على (فهم المقروء) واردا فيه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي


.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد




.. ما رأيك في فيلم ولاد رزق 3؟.. الجمهور المصري يجيب


.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا




.. فيلم -ولاد رزق 3- يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المص