الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقات السلطة في العالم العربي

حميد المصباحي

2012 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أية منطلقات تحكم الصراعات السياسية في العالم العربي؟
هي ضد أنظمة الحكم أم ضد الحاكمين؟لفهم مثل هذه الأسئلة,لابد من تحديد طرفي هذه الصراعات,ولابد من التلميح إلى التاريخي,دون تناوله,أو ادعاء الإحاطة به كاملا,فهو نفسه موضوع صراعات وتأويلات متعددة ومتناقضة في الوقت ذاته,منذ تأسيس الدولة الإسلامية,كان شخص الخليفة محددا لطبيعة المعارضين له,فالقرشي لايجرؤ على معارضته إلا من ينتمي لبطانته,أما غيره فلا يعتد بمعارضته,لكن الشخص,أي الحاكم لم يكن معزولا عن قبيلته وشيعته,فهو صورة مصغرة عنهم,إيمانا وزهدا وقرابة من أهل النبوة,لذلك,ظل الحاكم نسبيا حاضرا في الذاكرة الشعبية,تاريخا وانتماء أسريا ودينيا,ومع توالي الأيام غدا المجد والقدرة على العطاء حاضرا في استمالة الناس,وخصوصا ذوي العصبة والقوة واللحمة القبلية,هكذا جرت الأمور,وجرت معها صراعات,تداخل فيها الديني بالقبلي,والأسري بالفردي,فأثر على طبيعة السلطة في العالم العربي,فهي ميالة لخلق توازنات بين ذوي الجاه,بما هم عصبة,امتلكت العلم أو المال والأمجاد,فصار لها أنصار,وأـباع من الناس,ممن اعتادو الإستقواء بغيرهم,والتنافس على حظوة طاعة الأقوياء,في السلطة أو بالقرب منها,وفق التوازنات التي تخلقها أو تختلقها السلطة في العالم العربي,ربما لهذه الأسباب تتعارض الديمقراطية مع قيمهم,ويخشون وجود الديمقراطيين,بل يعملون على إبعادهم من أية مؤسسة ,خوفا من كونهم,تعلموا من الديمقراطية عدم الإعتداد بالشخصي في تدبير أمور السياسة,التي تحتاج لرجال علمتهم التجارب,السياسية العربية,عدم الحسم النهائي في القرارات التي يتخذون,فهناك هوامش للممراجعة,إرضاء لهذا الطرف أو ذاك,فطبيعة السلطة السياسية في العالم العربي,تؤكد أنها ليست سلطة المؤسسات بل الأفراد,أي الذين لهم القدرة على تمثيل جماعات متنفذة,لاتظهر إلا عندما يصلها خبر الرغبة في تطبيق الديمقراطية,بما هي سلطة القوانين التي تشرعها مؤسسات تمثيل الشعوب,إن اختارت فعلا من يحسنون تمثيلها والدفاع عن مصالحها,هنا تتحرك هذه الكائنات لتستجمع قواها بنفوذها الخفي,وتهدد برفض ما سن من قوانين,ولها القدرة على تعطيلها أو فرض تجاهلها,وهنا تثبت بأنها ضد دولة القانون,وأنها تقبل بمثل هذه الشعارات لربح الوقت,بعد أن بررت رفضها سابقا بأمية الشعوب العربية وعدم قبولها بقيم الغرب وأولها الديمقراطية,التي لايمكن أن تكون نسخة لديمقراطية الغرب,هنا فقط نفهم,لماذا كل سلط العالم العربي,لم تجد حرجا في القبول بحركات الإسلام السياسي لقيادة الحكومات الحالية,إنها القادرة على تفهم خطورة الديمقراطية عليها وحتى على خصومها القدامى من أهل السلطة,إنها القادرة أيضا على بث روح الخوف مما هو غربي حتى إن كان حرية أو ديمقراطية,لهذه الأسباب,نلاحظ قوة المواجهات التي تخاض ثقافيا ضد حركات الإسلام السياسي,والتي انخرط فيها مثقفون كانوا سابقا منتمين لحركات قوى اليسار
العربي بعد يأس أغلبهم من الأحزاب الإشتراكية,خصوصا التي ساهمت في الحكم تحالفا أو أغلبية,وكانت ترفض خوض غمار الصراعات ثقافيا واختزالها فيما هو سياسي إيديولوجي,لأسباب ليست بعيدة عن حفظ التوازنات العامة للحاكمين,الذين كانت العلمانية محرجة لهم ومخيفة في الوقت نفسه لمشاريعهم السياسية المستندة أصلا للشرعية الدينية أكثر من الشرعية الشعبية التي اعتبروها تابعة لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟


.. احتراق ناقلة جند إسرائيلية بعد استهدافها من المقاومة الفلسطي




.. بعد فرز أكثر من نصف الأصوات.. بزشكيان يتقدم على منافسه جليل


.. بايدن في مقابلة مع ABC: كنت مرهقاً جداً يوم المناظرة والخطأ




.. اتصالات دولية لتخفيف حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ومخاو