الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمغرافية السكانية في الجنوب ودورها في الكشف عن ملامح القوي المتصاعدة

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2012 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ن الثقافة السكانية ثقافة ضرورية تبين مدى فعالية النشاط الاقتصادي والسياسي الذي يقوم به الإنسان وما هي الآفاق التي سيصل إليها هذا النشاط السكاني الذي تغلب عليه صفة استهلاك الطبيعة والبيئة وتآكل الثروة وتوازنها في المجتمع بالتوافق مع طبيعة النشاط الاقتصادي الذي يقوم به الإنسان غالبا.فعلوم السكان علوم أساسية وضرورية اقتصاديا وهي تتعلق بالوعي الاجتماعي الاقتصادي وبطريقة تعريف الواقع الديموغرافي والاقتصادي السائد والوعي الاجتماعي لمؤشراته، بحيث تتخذ مواقف وتوجهات تحمي المجتمع من مخاطر التغيرات السكانية العشوائية من خلال السكن العشوائي وغير الصحي الى استهلاك توازن البيئة الى عدد السكان ونسب التكاثر وارتباطها بالانتعاش الاقتصادي وتوسع خريطة الفقر وتوزعه كآلية لدراسة توزع الثروة ودور ذلك في الحركة الاقتصادية السائدة.. فمع ان هذه المفاهيم ليست حديثة العهد ولكن الاهتمام بها يجب ان يتجدد دوما لأهميتها في دراسة المجتمعات وتطوراتها السكانية، فالمفهوم السكانية تعبر عن مجمل الهموم التنموية لأي مجتمع وهي رصد لتطور الحركة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لأي مجتمع.

فمشكلة السكان مشكلة لها انعكاسات اقتصادية وسياسية خصوصا عندما نستعرض نظرية «مالتوس» التي تتحدث عن التكاثر السكاني بشكل متوالية هندسية والتي ترى ان التزايد السكاني في العالم هو سبب الحروب وذلك كلما حاول الإنسان توسيع نطاقه الحيوي بسبب التزايد السكاني ووجود شعوب اضعف يمكن الحلول محلها وهذا يدل على أن المشكلة السكانية إذا لم تحل بتطوير أساليب التنمية فإنها ستؤدي لحروب كارثية في العالم.

وبالرغم من أن المفاهيم السكانية ليست حديثة العهد اذ جرى التطرق عليها منذ اقدم الأزمنة بصورة أو بأخرى، فإنها لم تتحول إلى علم يثير اهتمام مختلف المجتمعات المتقدمة والنامية الا منذ فترة وجيزة إبان النصف الثاني من القرن العشرين، ففي العصور السابقة وبصورة خاصة قبيل الثورة الصناعية كان معدل الزيادة السكانية منخفضا للغاية وكان الوقع اقرب إلى حالة التوازن بين الجانب السكاني والجانب الإنتاجي وان كان ذلك يتم في إطار مستويات منخفضة لهذا التوازن.

الا انه مع استمرار التطور العلمي في مختلف الميادين وبصورة خاصة في القرن العشرين برزت الى الامام ظواهر سكانية من نوع جديد، حفزت الباحثين والعلماء على دراستها وتحليلها ومحاولة بيان أسبابها الاقتصادية والاجتماعية ونشأت كذلك مدارس فكرية حديثة تتبنى وجهات نظر متباينة في عديد من الأحوال.

وقد كان من ابرز هذه الظواهر الزيادة الهائلة في معدل النمو السكاني التي أدت إلى مضاعفة عدد سكان الكرة الأرضية كل ثلاثين أو أربعين سنة، مما أدى إلى فرض ضغوط كبيرة على الموارد الوطنية وبصورة خاصة بالنسبة للدول الأقل نموا.
ديموغرافية المشهد السياسي في عدن
يقول د عبدالناصر القادري ان لاحداث الاخيرة التي واكبت عملية الانتخابات الرئاسية في محافظة عدن، عن صعود قوى ديموغرافية جديدة تكونت بفعل سياسات التهميش والاستبعاد الاجتماعي التي مورست ضد فئات معينة من السكان اللذين يسكنون المناطق العشوائية المتواجدة على سفوح الجبال المحيطة بمدينة عدن والتجمعات السكانية الكثيفة التي تشكلت على ضواحي المدينة ونمت تللك التجمعات منذ تسعينات القرن العشرين مكونة خليط من المهمشين واشباه المهمشين من النازحين من المناطق الريفية اللذين حرموا من حق الحياة الكريمة، ومع تنامي سياسة النهب والتخريب لمجمل التراث السياسي والاقتصادي والثقافي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ساهمت القوى القبلية الحاكمة في صنعاء في تدهور المستوى المعيشي لسكان مدينة عدن خلال سبعة عشر عام من العبث باقتصاد المدينة وصناعة الفقر فيها وارتفعت معدلات البطالة فافرز هذا الواقع مجاميع من الشباب العاطل وسكان العشوائيات والمهمشين.

ثورة الشباب واثرها علي الاوضاع المعيشية

ا ويقول الكاتب د القادري ا ثناء اندلاع الثورة الشبابية في عموم محافظات الجمهورية حاول هؤلاء الشباب لعب دوراً من خلال الثورة على اوضاعهم المعيشية الصعبة، الا انهم عبروا عن غضبهم بطريقة مغايرة لنظرائهم في بقية المحافظات من خلال قطع الطرقات وتخريب الممتلكات العامة وصب نقمتهم على المجتمع المحيط بهم، وقد وجدت بعض تلك العناصر في تنظيم الحراك الجنوبي متنفساً لها، بالرغم من انها لم تشارك في بداية نشأته في 2007م باعتبار انه بدأ حركة مطلبية تريد استرداد حقوقها الوظيفية بينما كان هؤلاء الشباب خارج تلك المعادلة لانهم لا يملكون وظائف اصلاً الا انه تم استقطابهم مؤخراً في تلك الحركة ووجدوا في مطالبها السياسية – كفك الارتباط - فرصة لاستعادت حقوقهم.

عندما اشتد الخناق على نظام حكم على عبدالله صالح بفعل ثورة الشباب السلمية في عموم الجمهورية عمدت قيادات فروع المؤتمر الشعبي على تسليح بعض المرتزقة بما عرف حينها اللجان الشعبية، وعلى صعيد محافظة عدن تم توزيع السلاح والمال لتلك المجاميع من الشباب الغاضب وتم استقطابهم لإفساد الحياة السياسية في المدينة واجهاض الثورة السلمية التي قادها الشباب التابع للأحزاب السياسية في مدينة عدن، فعمدوا على نشر الفوضى في كل مكان وترويع السكان.

المشهد الديمغرافي و معالم القوى الصاعدة

يري الدكتور القادري أن المشهد الديمغرافي التي شكلت معالمه هذه القوى الصاعدة يؤذن بالخطر في فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية واستحقاقات المبادرة الخليجية، وسيكون المال السياسي هو اللاعب الرئيسي في المشهد السياسي في المدينة، اذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما صنعه ذلك المال المتدفق من دول الخليج على نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر وصعود الاحزاب الاسلامية، وما يمكن أن يلعبه المال اذا ما تم استقطاب جديد لتلك العناصر من قبل قوى ذات مشروع سياسي لن يخدم ابناء المحافظة في كل الاحوال، الامر الذي يضع مسئولية تاريخية امام النخب المثقفة من ابناء مدينة عدن التي دئبت على تأسيس الجمعيات والمؤسسات المدنية الثقافية والخيرية أن تقوم في هذه المرحلة بتشكيل تنظيم وأطار سياسي يلتقي تحت سقفه جميع الشخصيات والنخب المثقفة وذلك للإعداد لمشروع سياسي جديد يمثل محافظة عدن في مؤتمر الحوار الوطني ويحافظ على مكتسبات الارث الثقافي والفسيفساء الانسانية في مدينة عدن وهذا الارث الحضاري الذي مازال يتعرض للاعتداء منذ 45عام شهدت المدينة خلاله العديد من المشاريع السياسية الفاشلة التي اعيد من خلالها استحضار القبيلة والحكم بمنطق القوة والاستعلاء وسلب مقدرات المحافظة، أن التاريخ كما يقول د القادري يعيد انتاج نفسه من جديد ويسترجع المشهد الذي تم فيه إجهاض آخر تنظيم سياسي (جبهة التحرير) الذى كان مقدر له أن تلعب دور مهم في الحياة السياسية، وربما لن تسنح لنا فرصة أخرى بعد 45عام.
ولكن اليوم نستطيع القول ان قوي الحراك الجنوبي السلمي المتعددة الاتجاهات الفكرية والسياسية سيكون بكل تاكيد دور مهم في الحياة السياسية في ارص الجنوب ويبدواليوم ان الديمغرافية السكانية للجنوب الان اسهمت الي حد كبير في ايصاح ملامح القوي المتصاعدة في الجنوب وهي الاكثر وضوحا وهي قوي ترفع شعارات استعادة دولة وعاصمتها عدن وهي من الشباب وبالتالي هذا القوي المتصاعدة يوم بعديوم تنمو اكثر واكثر وتوسع نشاطها في كل مكان وبالتالي فهي القوي التي سوف تحسم الامور في الساحة الجنوبية في المرحلة القادم فالشباب اليوم هم الطاقة الابداعية الخلاقة والمحركة للعديد من المطاهرات السلمية وهي بلاشك ستعلب الدور السياسي الهام في كل ارض الجنوب فالرهان اليوم علي الشباب اقوي من الرهان على القيادات التاريحية فالربيع الجنوبي مازال ساحن والمفاجات كثيرة


ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ---
حسين عمر ( 2012 / 5 / 20 - 08:25 )
لم يرفض الجنوبيين دعاوى الحوار؟ هناك إصرار غريب على تشطير اليمن و حديث غريب عن هوية و ثقافة مختلفة لا أحد يراها سواكم على فكرة..
سيد النعماني, ألا يكفيكم إعتذار السيدة توكل كرمان عن حرب صيف 94؟ و ماقالته توكل هو لسان الشباب اليمنيين كلهم في المحافظات الشمالية. أبناء المناطق الوسطى يعانون تمييزا مماثلا لما تتعرضون له من قبل علي عبدلله صالح و العصابة التي حوله ولكن لا يوجد احد يطالب بانفصال تعز و مأرب و الجوف عن صنعاء!
نظام علي عبدلله صالح و ال الاحمر لم يكن ممثلا للشعب اليمني و فرض علينا فرضا و تقبله الشارع على مدى 33 عاما (مع ان اليمن وا نت تعرف ذلك لا يصبر على رئيس كل تلك الفترة) لسبب الأمية و الجهل المتفشية و سياسة علي عبدلله صالح في إرضاء (مشايخ) القبائل على حساب رضا الشعب.
أدخلوا للحوار و لا تستهونوا بقوة الإعتذار و إن كان علي صالح و الديلمي لا يمثلون الشعب اليمني كله الذين أنتم جزء منه بلا شك.

تحية لك

اخر الافلام

.. يورو 2024.. المنتخب الإنكليزي يجري حصة تدريبية من نوع خاص


.. مكتب نتنياهو: المقترح الذي وافق عليه رئيس الوزراء حظي بدعم ا




.. شروط جديدة لنتنياهو قبل المفاوضات حول الصفقة مع حماس


.. تفاعلكم | -استقيل- .. الضغوطات تتصاعد على بايدن من داخل حزبه




.. بعد 9 أشهر من الحرب.. ماذا حدث في غزة؟