الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدى قصة قصيرة جدا

حسين رشيد

2012 / 5 / 20
الادب والفن


قصة قصيرة جدا
هدى
ما أن انتهت من ترتيب كشك والدها، حتى حثت الخطى صوب بائع الصحف اليومية، الذي يتوسط التقاطع الرابط بين أقطاب المدينة الأربعة. إذ تستعير مجموعة من الصحف المختلفة الأشكال والأنواع والألوان. لتتوقف عند عامود يومي اعتادت قراءته في أحداها. وهي ترقب بعينها احد الزبائن الذي اعتاد شراء علبتي سكائر وقطعة شوكولاته.
ها هو يأتي، سلمته العلبتين وقطعة الشكولاته. انتبه إلى الصحيفة التي تحملها، حيث سالها، عما يعجبها فيها، فاشارت الى مقال يومي تتابعه بشكلا دائم، لشعورها ان الكاتب قريب من هموم واجاع الفقراء من خلال ما يكتبه. الا ان أشارة رجل المرور بفتح خط السير أنهت حديثهما الأول، والذي عرف من خلاله أنها طالبة في الاعدادية، تذهب عند الظهيرة، حين يأتي أخوها من المدرسة ويحل محلها.
تستمر الصباحات ولحظات الاشارة الضوئية. لتعلمه ذات صباح خوفها مما كتب في المقال، وخشيتها من العواقب. وعيناها تحكى أحداثا وتقلب صورا يومية ممزوجة بالدم والسواد لم يتمكن من الرد حينها وهو يمعن فيهما.اكتفى: سأحذره لا تقلقي، وهو لا يدري كبف خرجت الجملة من بين شفاهه. الامر الذي ادهشها وافرحها بذات الوقت، لتحمله تحياتها واعجابها به.
أخذت الأحداث تقلب صفحات الأيام بسرعة وبرعب وخوف قل نظيرهما، رسائل التهديد والوعيد، تصل الى من تريد، وبالطبع حصة كاتب المقال وصلته. لكنه لم يذعن لشيء، بل كتب عن تلك الرسالة مقالا. وفي صباح اليوم التالي وهي تطالع المقال، انتبهت على صوت المنبه.
هل قرأتي مقال اليوم. نعم، سلمته علبتي السكائر والشكولاته، بصمت ارهبه. ما بك اليوم، كررها، هدى ما بك. وقبل ان تهمس شفتاها بحرف، أشار شرطي المرور بفتح خط السير.
صباح اليوم التالي وهي تطالع الصفحة الاولى، صدمها خبر النعي المنشور في الجهة اليسرى العليا من الصحيفة والذي يشير الى اغتيال كاتبها المفضل، شهقت بصمت، وذرفت دموعا بهدوء، وهي تنتظر صوب الشارع بانتظار الزبون الدائم، لكنه لم يأت، عللت الأمر ربما يكون مشغول بالحادث، وتكرر الأمر في اليوم التالي، والذي تلاه. استغربت، عادت الى الصحيفة التي تركتها على حالها. قلبت صفحاته، أمعنت النظر بالصورة المرفقة مع الخبر، أعادة قراءته، كان ثمة هامش في نهايته يشير الى نشر آخر مقالاته، بعنوان " هدى "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي