الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مصر 2012-4- برامج المناظرات الرئاسية كذبة كبري فى الإعلام المصري

محمد طلعت

2012 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



إن صلاح المواطن المصري فى عودة وعيه يبدأ من الإعلام المصري سواء الخاص أو العام. والحاصل فى هذه الأيام إن الإعلام الخاص(موضع حديثنا) مصمم أن يرث الدور الريادى الأحمق من الإعلام الحكومي فى استغلال المشاهدين. لكنه استغلال استثماري ذكي فيه الكثير من الخبث والمنفعة الشخصية فى إيهام المشاهد بأنه يعمل لمصلحة الوطن فى تقديم برامج المناظرات الرئاسية وتقديم برامج تقدم وتعصر المرشح الرئاسى وإظهاره فى شتى المواقف المتباينة للمواطن لتساعده على الاختيار السليم. وهذه كذبة كبري.
المتبع لمستوى الأسئلة التى تطرح يجدها اسئلة عامة وفضفاضة كما التى يجدها الطالب الجامعي فى ورقة اسئلة الامتحان فيضع ما يقوله الكتاب أو ما كان يقوله الاستاذ وينال الامتياز. وتصفيق حاد من جمهور الكومبارس الحاضر فى الاستديو، واعجاب كبير من الذي يجلس خلف الشاشة يتابع مرشحه المفضل ويقول "الله هو دا.. مافيش غير دا.. شوفت رد عليهم ازاى .. شوفت قوته وجبروته .. شوفت وشوفت".!

أما السادة الأفاضل اساتذة الجامعة والمتخصصين الجالسون على المنصبة "بهذه البرامج"،تبدو على هيئتهم من جاءوا ليناقشوا طالب ماجستير أو دكتواره (مع مراعاة أن هذا الطالب هو ابن رئيس القسم أو العميد مثلا.!)، وعليه فلا تجد أى نقاش جدى ناضج أو تجد سؤال خارج عن النص المتفق عليه مع معدى البرامج هذه. فأي مصدقية وأى تقييم ننتظره من هؤلاء؟.

أما السادة مقدمى هذه البرامج الذين لعب معهم الحظ المباركي فى غابر الأيام وانتقلوا من الصحافة إلى الإعلام المرئي فهم خليط سمج فى الهيئة والنطاعة يمارسونها بشكل ثوري جديد لا يليق لهم، فكيف يديرون الحلقة مع المرشح الرئاسى ؟ أيضا لا يخرجون عن النص مع التركيز إلى جذب المشاهدين فى الاشتراك بالتقييم المرشح والاسئلة الخائبة التى يطرحها الاعداد عبر وسائل الاتصال المختلفة عبر الانترنت. وهنا أساس القصة من كل هذا الحوار للاوطنى .!

إذن فكرة هذه البرامج قائمة على استغلال المواطن. أولا بدفعه إلى الاتصال أو الارسال عبر وسائل النت التى لابد أن يدفع ثمنها مقدما. ثانيا استغلال المرشح ووجوده فى البرامج بارتفاع نسبة المشاهدة وارتفاع نسبة الاقبال على الاتصال عبر الرسائل النصية مدفوعة الثمن ومن ناحية اخري أيضا يقوم المرشح ياستغلال دعم المواطن له، فحين نعلم أن المرشح يحصل من هذه البرامج على مبلغ مالى يقترب الى نصف مليون جنية مقابل ظهوره فى هذا البرامج وهذه القناة. إذن الأمر ليس إلا "ضحك على جيوب المصريين".
وحين نعلم من هذا التقرير أن" قنوات الـ cbc ، وon tv، ودريم ، والمحور ، بالاتفاق مع كبرى وكالات الدعاية والإعلان فى مصر على إقامة "لوبى إعلامى" يحتكر مرشحى الرئاسة حصريًا على شاشتهم فقط دون غيرهم، ومن المعروف أن عدد مرشحى الرئاسة 13 مرشحًا اختارت منهم قناة الـcbc ثمانية فقط، وهم الأقوى من وجهة نظر القناة، ورأت أنه من المحتمل أن تنحصر بينهم المنافسة دون غيرهم من المرشحين وهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى وأحمد شفيق وأبو العز الحريرى وسليم العوا وخالد على والدكتور محمد مرسى وحمدين صباحى، وعند التفاوض معهم على الظهور فى مناظرات على شاشة الـ cbc وأن القناة على استعداد لدفع المبلغ الذى يراه المرشح مناسبًا له، طلب كل من أحمد شفيق وحمدين صباحى وخالد على نصف مليون جنيه لكل منهم بينما طلب عبد المنعم أبو الفتوح 750 ألف جنيه وعمرو موسى 600 ألف جنيه وسليم العوا 800 ألف جنيها، ولكن القناة رفضت دفع هذه الأرقام، وقررت مساواة كل المرشحين بمبلغ استضافة واحد وهو 300 ألف جنيه فقط، واتفق الجميع على قبوله بالإضافة إلى مليونى جنيه ميزانية ضيوف المرشحين الذين سيساندونهم والذين يختارهم المرشح بنفسه، ولم تقف قنوات دريم و on t .v مكتوفتى الأيدى وحاولت القناتان ضم المحور إليهما لمواجهة الـ cbc، وطلبتا من حسن راتب رئيس قناة المحور مليون ونصف المليون، ليصبح إجمالى المبلغ أربعة ملايين ونصف ليحصل كل مرشح على 600 ألف جنيه فى مقابل ظهوره فى برامج المناظرات على شاشتهم واتفق الجميع على اقتسام التورتة فيما بينهم، إلا أن راتب رفض الانضمام إليهم وقرر عمل برنامج منفصل عن الجميع.. وأصبح الصراع بين وكالات الدعاية على أشده متمثلا فى "أد لاين" صاحبة الامتياز الإعلانى على قناة المحور، و"برومو ميديا" صاحبة الامتياز الإعلانى على قناتى on tv ودريم، و"فيوتشر ميديا" صاحبة امتياز إعلانات cbc، الذى يعرف بصراع العمالقة، ومن المعروف أن هذه الشركات هى التى يقع على عاتقها دفع هذه الأموال للمرشحين، ولم يحدث ذلك إلا بعد الاتفاق على حملات إعلانية كبيرة وبأسعار خيالية، فوصل سعر الـ "اسبوط" الإعلانى على قناة cbc 70 ألف جنيه المحور ودريم وon tv 40 ألف جنيه، والـ "اسبوط" الإعلانى لمن لا يعرف مدته على الشاشة 30 ثانية أى نصف دقيقة فقط، ومن المتوقع أن تجنى كل قناة مبدئيًا فوق الـ50 مليون جنيه كأرباح.. أما قناتى الحياة والنهار سلكا نهجًا عالميًا، فقد اتفقت الأولى على الاشتراك مع الـbbc فى نقل أحداث المناظرات، والثانية اتفقت مع التليفزيون الفرنسى على البث المتزامن بينهما، وسعت وكالتى ممس اللبنانية صاحبة الامتياز الإعلانى على قناة الحياة، وفيوتشر صاحبة امتياز النهار، إلى جلب المزيد من الإعلانات، وحددت كل منهما سعر الـ "اسبوط" الإعلانى بـ 50 ألف جنيه للمرة الواحدة؛ ليصبح السباق الرئاسى منفعة متبادلة بين الطرفين (مرشحى الرئاسة والقنوات) فى الوقت الذى نجد فيه باقى القنوات، التى لم تدخل هذا الحلف تعض أناملها من الغيظ على فقرها الذى حال بينها وبين هذه السبوبة التى ربما لا تأتى مرة أخرى، وكانت تستعد لجنى الأرباح مقابل استضافة هؤلاء المرشحين، وكانت تعلق آمالاً كبيرة على ذلك لأن المرشحين سيدفعون لتلك القنوات مقابل الظهور على شاشتهم، إلا أن الرياح لم تأتِ بما اشتهته السفن، لدرجة أن بعض القنوات انطلقت قبل موعدها المحدد للحاق بنصيبها من الوليمة، ولكن خاب ظنها، ولم يكن التليفزيون المصرى بعيدًا عن هذا الصراع فسارع القطاع الاقتصادى بالتعاون مع شركة صوت القاهرة بإنتاج برنامج (من هو الرئيس)، وجاءوا بالإعلامى طارق حبيب، الذى توارى عن الشاشة لسنوات ولكنه يتمتع بقبول عند قطاع كبير من المشاهدين؛ ليقدمه علاوة على تخصيص مساحة زمنية لكل مرشح رئاسى على شاشة التليفزيون المصرى مدتها نصف ساعة، يعرض فيها مرشحو الرئاسة برامجهم الانتخابية، وكانت البداية مع عمرو موسى، بالإضافة إلى الاستضافات فى البرامج المختلفة الذى امتنع عنها المرشحون بعد تلقيهم عروض القنوات الفضائية الخاصة، بعد أن كانوا يسعون نحو الظهور على شاشة التليفزيون المصرى، وقام القطاع الاقتصادى باستغلال هذا الحدث الجلل ووضع قائمة بأسعار الإعلانات، وحدد سعر الـ "اسبوط" الإعلانى ب 20 ألف جنيه و250 ألف جنيه كحملة إعلانية مدفوعة لعدد "50 اسبوط" مقسمة على مدار اليوم فى المدة المتفق عليها، وسيقوم بإنتاج المادة الإعلانية، ولا عزاء لمئات القنوات الذى خرجت من هذه السبوبة خاوية الوفاض".

كل هذا النصب باسم مصر تنتخب رئيسا الأشبه بعرض بورنو لحفنة من الشواذ الذى ينتظره حفنة من المراهقين عقليا وبدنيا ونفسيا وأخلاقيا من خلال المتسرعون على الاشتراكات والانتظار والمشاهدة، يعكس هذا كله مدى الانحاط الذى يمارس بسادية بشعة من أصحاب السيرك الاعلامي على المواطن المصري. فالجريمة مشتركة ومتقاسمة بين المرشح وبين القناة فلا فرق بين الاثنين فى الاستغلال الأقرب إلى استغلال "النيكروفيليا"، وهو استغلال جثة الاموات فى المعاشرة الجنسية. برغم بشاعة الوصف إلا أن واقع الفقير المصري الذى يتم النصب عليه الآن كما الجثة الميتة التى ينكحها المختل النفسى المريض بـ "النيكروفيليا".

إذن اللعبة فى الأساس(سواء الإعلام الخاص أو الإعلام العام) ليست خدمة للجمهور أكثر من كونها خدمة استثمارية فى كيفية نهب أموال الناس بشكل لذيذ ورايق.!

فلا، والف لا، اتقوا الله فى هذه الأرض ولا تمارسوا عليها عهر العاهرة التائبة.. ولا تقعوا فى اخطاء زمن مضى رباكم على توجيه الرأى العام بالقال والقيل والسخرية الضاحكة...
فمن عنده نقد أو اسئلة موضوعية للمرشحين الرئاسية مع تحليل سياسى ونفسى لمواقفهم المتباينة خلال المناظرة فأهلا به.. وكفى ضحك على الناس وميل كافة الغلابة والعامة التى تصدقكم الى صرف نظرهم الى ماتسربوه له خبثا....

يقال: إن ألعن البشر من ميع فكرة وصرف الناس عنها بضحكة ساخرة ...(تماما مثلما حدث مع فكرة الثورة وشبابها)، والآن نفس استثمار الخبث فى المياعة وتهميش العقول بزغللة العيون مع برامجكم التافهة.
فلا تكونوا من هؤلاء............شفاكم الله واحبتكم مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعلام غسيل الاموال
ابراهيم المصرى ( 2012 / 5 / 22 - 02:14 )
عزيزى طلعت مقالك جميل لكن سيدى اتمنى ان تهدأوتنتقى الفاظك فجاء بمقالك عبارة ارجو الاتتكرر وهى(الأشبه بعرض بورنو لحفنة من الشواذ الذى ينتظره حفنة من المراهقين عقليا وبدنيا ونفسيا وأخلاقيا من خلال المتسرعون على الاشتراكات والانتظار والمشاهدة)ايضا سيدى استخدمت تعبير(كما الجثة الميتة التى ينكحها المختل النفسى ) فياعزيزى الفعل الجنسى ليس معناة نكاح الا اذا عنيت الاستخدام الشعبى الدارج فالنكاح سيدى تعنى عقد الزواج وليس المضاجعة وارجو من المتابعين للاعلام المصرى الخاص من خارج مصر الايثقوا فية فهو متحيز لخدمة رجال الاعمال ملاك القنوات اللذين اثروا من عقد الصفقات والنهب لثروات المجتمع زمن مبارك فهم الان يغسلون اموالهم وكم كانت المسافة فارقة بين محاورى الاستاز هيكل فى الاهرام يومى الاحد والاثنين وبين المتهتهين فى فضاءيات البيزنس اسئلة مختصرة موجزة عميقة يتوارى السائل مفسحا لهيكل ان يطل فيدهشنا وبين انصاف الثقافة والمواهب اللى ربنا ابتلانا بيهم فى الصحف الخاصة والقنوات الخاصة

اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية