الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي ... في الرغبات حقائق

سجاد سالم حسين

2012 / 5 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


توجد مساحة شاسعة بين ان يتحول التنظيم السياسي الى كيان مؤسسي منتج وبين عدم مغادرته رف الاحزاب الشمولية .كان المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي (مؤتمر الديمقراطية والتجديد) عام 1993 المنعقد في ظل متغيرات دولية وداخلية (انهيار المعسكر الاشتراكي وحرب الخليج والحصار الاقتصادي ...) رسم الملامح الاولى لحزب مؤسسي قادر على التحرك كجسم واحد في صياغته لبرامجه وسياساته وفي عمله الجماهيري ورؤاه في مصائر الوطن الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية فهو انجاز تراكمي لايشكل باية حال قطيعة مع تاريخ الحزب استفاد من تراثه الخلاق في اوقات شتى فتنمية الوعي مستمرة بين صفوف الحزب ورسم سياساته الان بطريقة تشاركية الشيوعيون فاعلون فيها لا متلقين لاوامر عليا وفرمانات قيادية ومراقبين بعد اقرارها واعتمادها من منطلق المصلحة الحزبية والوطنية . المؤتمرات الوطنية منعطف مهم لمواصلة مسيرة العمل الحزبي وتجديد رؤاه ونبذ ما لم تزكه الحياة فالمؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي المنعقد مؤخرا كان قفزة نوعية في ظروفنا الحالية حقق تغطية ناجحة وكبيرة لاراء ومقترحات اعضاء الحزب مع ادراكهم انه لن يكون الجولة الاخيرة في نضالهم وتضحياتهم ولن يتوقع منه بالتاكيد قلب معادلة البلد والخروج من ازمة نظام المحاصصة والاستعصاء السياسي الا انه كان نقطة الشروع لكل اهداف الحزب التي صاغها من اهداف الشعب وغاياته ونقطة الشروع للعودة الى موقع الحزب الحقيقي الجماهيري المعبر عن امال المواطنين وتطلعاتهم فمن غير المعقول ولن يخدع الحزب بظواهر الامور وقشرتها وهو الذي خبر ميادين العمل والفكر والتحليل العلمي بمناهجه المعروفة ان تبنى ديمقراطية في العراق من غير ديمقراطيين ودور للتيار الديمقراطي في دولة يراد لها ان تكون مدنية ديمقراطية ويقوم بمعمارها سدنة الفكر الطائفي والشوفيني ؟؟والمؤتمر التاسع استند الى برامج وممارسات واضحة ديمقراطية وشفافة في رسم توجهات الحزب المستقبلية فرهان الحزب بعد التغيير - وهو يعي انقطاع جيل كامل عنه قسرا بسبب الممارسات الديكتاتورية للتظام السابق - مسألة خلق الكادر ومنذ ذلك الحين اخذت كوادره الشابة بالنضوج الفكري والممارسة العملية ومشاركتها الفاعلة في الحركة الاحتجاجية والمطلبية الى ان استشعر الجسم الحزبي ثقلهم ووجودهم اضحت الكوتا الشبابية والنسائية وضرورة وجودهم في الهيئات القيادية موضوعا مسلما به دون تحشية او تطعيم قسري او خوف من بروز صراع الاجيال في صفوف الحزب .قيل الكثير مؤخرا عن انتخاب ابو داود سكتيرا للجنة المركزية للحزب الشيوعي فبالاضافة الى الالية الديمقراطية التي تم بها الانتخاب الحزب ليس فيه تمركزا للقيادة والصلاحيات موزعة بين هيئاته القيادية وهو اليوم يسير كحزب مؤسسي في نشاطه فاعل ومتفاعل بلا استئثار وهيمنة مع اقتراع المؤتمرين على لجنة الرقابة المركزية في الحزب مؤخرا .ومنصب السكرتير في الحزب ليس عنوانا يفوق حزبه او شخصيات لامعة خارج الحاضنة الحزبية وجودها يعادل وجود الحزب او نشاط منفرد بدون وعاء تنظيمي ..
فهل تكلم السكرتيراو تصرف يوما بعيدا عن سياسة الحزب ورؤيته؟؟ او كانت قرارات الحزب ترسم خارج هيئاته الشرعية بتصرفات شخصية للسكرتير ؟؟
مع فهمنا لضرورة التجديد وصدق ما قيل في هذا الموضوع ورغبات البعض الا انه تتجلى من هذه الرغبات حقائق لا بد من ذكرها فالمؤتمرون اقروا نظام الحزب الداخلي وبرامجه وتقاريره وانتخبوا مرشحيهم للجنة المركزية ولجنة الرقابة واختاروا التجديد في مواصلة سعيهم لدولة مدنية ديمقراطية اتحادية وعدالة اجتماعية وتكريس ديمقراطية الحزب ومأسسته وتقدمه كحزب ديمقراطي وطني لا كافراد.. هذه الميزات تقود الى امكانايات جديدة وواسعة في العمل السياسي للحزب وتطوره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال