الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‎25 يناير... هل هو ثورة؟!!

حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)

2012 / 5 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بنظرة موضوعية، فإننا يمكن القول إن ما حدث في 25 يناير — استنادا لما كشفت عنه الأمور — لم يكن ثورة، وإنما كان هبة شعبية أو احتجاجات قادت إلى حركة إصلاحية، ولكنها ليست ثورة بالمعنى المتعارف عليه. ولكي يكون الكلام موضوعيا، يمكن الاستناد إلى مجموعة من تعريفات الثورة كما وردت في كتابات علماء الاجتماع والعلوم السياسية. فإذا أخذنا تعريف عالم الاجتماع والعلوم السياسية "جاك جولدستون"، سنجد أنه يقول إن الثورة:
"جهد لتغيير المؤسسات السياسية ومسوغات وجود النظام السياسي في المجتمع، وهو التغيير الذي يكون مصحوبا بحراك شعبي رسمي أو غير رسمي، وإجراءات غير مؤسسية تقوض من دعائم هذه السلطات".
إذا طبقنا هذا التعريف على الحالة المصرية، لوجدنا أن النظام لا يزال قائما، فلم يحدث انتقال من نظام سياسي لآخر مثلا، مثلما حدث في ثورة 1952، والتي نقلت البلاد للنظام الجمهوري من النظام الملكي وغيرت من شكل الإنتاج وغيرها من التغييرات الجذرية التي طالت كل أركان المجتمع. إذن، ينتفي بعد تغيير النظام السياسي ومؤسساته من الحالة المصرية وفق هذا التعريف.
فإذا انتقلنا إلى تعريف عالم الاجتماع "جيف جودوين" لوجدنا أنه يقول في أحد تعريفيه للثورة إنها:
"لا تعني فقط حراكا اجتماعيا وتغييرا في النظام، ولكنها تعني بشكل أو بآخر تغييرا أساسيا جذريا على المستويات الاجتماعية و/أو الاقتصادية و/أو الثقافية، خلال فترة الصراع على السلطة السياسية، أو بعد انتهاء الصراع بفترة قصيرة للغاية".
وللمرة الثانية، لا ينطبق هذا التعريف على الحالة المصرية؛ فلم يحدث هذا التغيير المنشود، مثلما حدث في الثورة الإيرانية 1979، على الرغم من مرور أكثر من عام على 25 يناير.
وفي الرؤية الماركسية للثورة، نرى أن "كارل ماركس" و"فريدريك آنجلز" أشارا إلى ضرورة هدم كل النظام السابق، فنراهما وقد كتبا في البيان الشيوعي:
"... والحركة البروليتارية، هي الحركة القائمة بذاتها، للأغلبية الساحقة، في سبيل الأغلبية الساحقة. والبروليتاريا، الفئة الدنيا في المجتمع الراهن، لا يمكنها أن تنهض وتنتصب، بدون أن تنسف البنية الفوقية كلها للفئات التي تؤلّف المجتمع الرسمي".
وعلى الرغم من أنهما يقران بأن القوى الطليعية يجب أن تكون من العمال، فإن الفكرة الجوهرية تبقى متسقة مع التعريفات السابقة، وهي أن الثورة يجب أن تطيح بكل ما سبق من بنى استند إليها النظام السابق.
أما الثورة في الإسلام، فهي لتقويم الحاكم، ومن الفقهاء مثل أبي حامد الغزالي من قال بجواز الخروج وإن كان من غير سلاح، والثورة في الإسلام تتسم بالشمولية، أي تكون شاملة لكل جوانب الحياة، وهو الأمر غير المتحقق في الحالة المصرية.
إذن، مما سبق يظهر أن "الثورة" المصرية أمام طريقين لا ثالث لهما، والأول هو أن تكتفي بما قدمت وبالتالي تصبح مجرد حركة إصلاحية، لأنها لم تسقط نظاما وتأتي بآخر بديلا، ولكنها أزالت الجانب الفاسد في المنظومة السياسية الحاكمة، وفَعَّلَت الجوانب الإيجابية المعطلة. والثاني أن تستمر الثورة، وبالتالي تحقق الإصلاح الشامل، وتستحق لقب "ثورة" لأنها لا تزال مستمرة. والسؤال هنا: هل اكتفى المصريون بما قدموا وبالتالي يكون ما فعلوه هو احتجاجات إصلاحية؟ أم أن الثورة حدث فعلا لا تزال مستمرة ولم تنته أو تتوقف؟ هذا السؤال الذي يجب أن يجيب المصريون عليه لحماية ثورتهم، إن كانوا يريدونها ثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يمين فرنسا يراهن على الحصول على الأغلبية في الدور الثاني وال


.. زعيم حزب التجمع الوطني: الفرنسيون الذين صوتوا لماكرون قلقون




.. لماذا يقلق فوز اليمين المتطرف سكان أحياء المهاجرين في فرنسا؟


.. هتافات ضد تركيا ومشادات بين متظاهرين سوريين وحراس مكتب الوال




.. اليمين المتطرف على أبواب السلطة في فرنسا: أي ردود فعل في الد