الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساكت عن الحق شيطان أخرس

ابراهيم الحمدان

2012 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


(( أسمع كلامك أصدقك , أشوف عمايلك أستغرب ))
مَثل مصري شعبي ,,, عندما أسمعه , يستحضرني فيلم أو مسلسل مصري , لزوجة تقول لزوجها , والذي كلما ارتكب خطأّ وعدها بأن يُصلح من نفسه , وأن لا يعيد أخطاء الماضي , ويُعرّض العلاقة بينهم الى ما لا تُحمد عقباه , وأن يكون رحيماّ , وعادلاّ كأب لعائلته وأولاده , وهذا يكون بمثابة اقراراً منه , أنه ارتكب أخطاء , وأن الزوجة هي من يسامح , وهي من يعطي الفرصة للزوج أن يصلح نفسه , لكن الأفعال تنسف الأقوال .
هذا ما نحن عليه في سوريا , وهذا ما يقوله ولو في السر أغلب من دافع عن الوطن , وعن قيادة الوطن في أصعب مرحلة مرت على سوريا منذ الاستقلال .
كلنا يعرف أخطاء الماضي للنظام , وأغلبنا ذاق الأمرّين من رجالات النظام المسترجله على الشعب , والمستقويه علينا بالفساد والمحسوبيات , والتي كانت أحد أسباب ما يحدث من خلل داخلي في الداخل السوري , وهنا لا أنفي المؤامرة الدولية على سوريا , ولا أبرّيء خيانة الأشقاء الخونه من الأنظمة العربية , لكن أقول : يقع على النظام مسؤولية كبرى لما وصل اليه المجتمع السوري من فساد , ومن فراغ سياسي لمعارضة حقيقية , تمارس العمل السياسي على الارض وتكون رقيب على الأخطاء , وما فساد المعارضة الذي أذكَمَ أنوفنا ,الا انعكاس لفساد طال كل شيء بالوطن من نظام الى معارضه الى مابينهم , ولم يدافع احداً منّا عن النظام , كنظام سياسي حاكم , بل دافعنا عن أمرين أساسيين ( الوطن بالدرجة الأولى ) ( والفكر الاصلاحي للرئيس بشار الأسد ) وما جعلنا نثق بالفكر الاصلاحي للسيد الرئيس , ليس الأقوال بل أفعاله وسلوكه الحضاري على الصعيدين النظري والعملي .
لكن .... هل يصلح العطار ما أفسده الدهر ؟ أنا كنت ممن راهن ومازلت أراهن على أن الرئيس قادر على الاصلاح , ولهذا أقدم النقد تلو النقد , وإن تأخرت بالنقد فذلك بسبب الظرف الصعب الذي يمر فيه الوطن ,,, ولكن من جهة أخرى تراكم الأخطاء والسكوت عنها , سيعيدنا الى النفق المظلم الذي سيخلّف أنفاقاً في الوطن كأنفاق باب عمر , وغيرها من أنفاق قد نهوي جميعاً فيها ,وتكون قبراً لنا , وهذا ما يُخطط لنا الوقوع به من قبل عدو يتآمر علينا ويدرس أخطاءنا.
نعم ....أسمع كلامك أيها النظام السوري وأصدقك , وأشوف أفعالك .. أستغرب !! بل أخاف وقد أُحبَط , لأن ما طُرح من إصلاح من قبل القيادة السورية عظيم , وكلنا أمل أن يضع سوريا في أول الطريق الى دولة جديده حضارية يسودها القانون ويضمحّل فيها الفساد , لكن الواقع على الأرض مختلف , وأفعال النظام تدعو الى الاستغراب !! فبعد طرح الاصلاح كخطوط عريضه من قبل القيادة , نرى انعكاسها وتجلياتها وتطبيقها على أرض الواقع ما هو الا تكريس لما سَبق بثوب وأسم جديد , فأهم النقاط التي سأمر عليها ( من اصلاح تفاءلنا به) ثلاث محاور مخيبه للآمال:
1: الدستور الجديد والذي لن أعلق عليه كثيراً رغم أنه يمتلك من الثغرات ما هو خطير لكن حجتي أنه (ليس الحلم لكنه مناسب للمرحلة .. كمرحلة انتقاليه ).
2: قانون الأحزاب والذي وضع شروط غير منطقيه للترخيص , وكانت النتيجة أن من استطاع الترخيص هو حزب واحد, مما أدى الى التراجع وتخفيف الشروط, ورغم عدد الأحزاب التي تم الترخيص لها أعتبر هذا القانون لم يحقق الهدف من حيث الجوهر , فالأحزاب التي تم الترخيص لها تفتقر أغلبها للبقاء والاستمرار , وذلك بسبب ظرف موضوعي سببه, التعامل معها كدور للحضانة , أو شكل من أشكال الديكور للنظام ليس الا , فهل يعقل ان تكون ميزانية حزب البعث بالملايين , وحزب آخر غير قادر على الترخيص لانه لا يمتلك مقر للعمل , وهل يمكن انشاء حزب دون دعم ورعايه من جهة مموله , ومن ستكون هذه الجهة إن غابت الدوله , إما الأمريكي والخليجي ليزرعها سكين بخاصرة الوطن , وإما تجار الدين ليمرروا فتاويهم , وإما مافيات الفساد الشرعيه .. وللحديث في هذا الشأن بقيه .
3: الانتخابات البرلمانيه التي وُعدنا بأنها نزيهه , والتي أتت بظرف أمني سيء , وكانت تحدّي ورهان للمواطن أن يشارك القيادة والوطن هذا الاستحقاق ولم يتأخر المواطن عن أداء واجبه ونصرة قيادته, فهل يستحق هذا السوري أن نخدعه ؟؟ وهل كانت الانتخابات في جوهرها الا (ضحك على الذقون) !! من حق من يترشح لمجلس الشعب ويخوض الانتخابات أن يُكافأ بالفرص , وإلا كيف تكون النزاهه ؟؟ .
التحالف السياسي لما يُسمى الجبهة الوطنيه التقدمية , والناجحه قبل الانتخابات , والتي هي أصلاً بتزكيه من القيادة القطرية لحزب البعث ( فهل انتهى دور الحزب الحاكم الواحد الأحد فرض صمد ) وما علاقته بانتخاب مجلس الشعب ؟! ,وهل تغيير الاسم بقائمة تحت (اسم الوحدة الوطنية ) هو فعلاً تغيير في المضمون , أم ضحك على الذقون؟؟
كان يجب خوض الانتخابات بشكل نزيه وبأسماء المرشحين بشكل فردي ورعاية الدولة للجميع , لأن الشرفاء من المرشحين هم الفقراء الذين لا حظ لهم في تمويل حمله انتخابيه في ظل عدم الدعم والحماية من قبل الدوله , بالمقابل أسماء ناجحة لمجرد نجاح قائمه ناهيك عن الدعم المادي والاعلامي الغير معلن.

لن نسكت بعد اليوم ,,,,,, بل سنقف داعمين لما يصبو اليه سيادة الرئيس بشار الاسد من اصلاح حقيقي ونحن علينا الوقوف مع الرئيس ونكشف له الزيف في التطبيق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
موجيكي المنذر ( 2012 / 5 / 21 - 16:34 )
أتفق معك وأوافقك

شكرا


2 - موجيكي المنذر
ابراهيم الحمدان ( 2012 / 5 / 24 - 20:45 )
تقبل تحيتي صديقي موجيكي

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30