الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرشزوق والرئيس الملزوق

فاروق عطية

2012 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


حيرنى وأقلقنى وشتت فكرى وأحبطنى موقف مثقفى بلدى, فهم لا يستقرون على رأى كأنهم إتفقوا على ألا يتفقوأ, فلا غرو فهم أحفاد المستعربين الذين لا هم لهم غير المجادلة والمطاحنة كآلات حنجورية لا تملك غير لغو الكلام كأنهم ما زالوا يعيشون أيام سوق عكاظ الجاهلية, أما الفعل أو التفاعل فهم عنه غافلون. أقرأ وأشاهد يوميا ملاسنات وتجريحات وسباب بينهم دون الوصول إلى نتيجة واحدة تدلنا على الطريق. نحن الآن فى مفترق الطرق, نكون أو لا نكون, مستقبل بلادنا اليوم على المحك, إما أن تتجمع كل الخيوط فى أيدى طرف واحد يعود بنا القهقرى إلى غياهب عصور الردة والظلام بما ينتويه من احتكار لكل السلطان, وإما أن تتحد القوى الليبرالية لتخترق هذا الحصار الشائك وتفتح لنا بصيص من الضوء نحو الخلاص.
معركة الرياسة المحتدمة اليوم بين قوى مختلفة منها القوى الإسلامية متمثلة فى ثلاث أبو الفتوح ومرسى والعوا بترتيب قواهم على الساحة وكل منهم أسخم وأضل سبيلا فى توجهاتهم, فكل منهم لا يرى مصر ولا يهتم بها, يدعون إلى عودة الخلافة وتطبيق الحدود وفرض الجزية على غير المسلمين, أى أن نجاح أى منهم سيعود بنا القهقرى لعصور الظلام. وهناك مرشحان ينسبهم البعض إلى فلول عهد المخلوع وهما موسى وشفيق, وكل منهما له القدرة على بقاء مصر دولة مدنية, إضافة للخبرة السابقة بالحكم وما لهما من إتصالات دولية تفتح لمصر آفاقا إقتصادية تعيدنا إلى الطريق الصواب, وكليهما يكن العداء السافر للقوى الإسلامية ويعد بوضعها فى مكانها الصحيح عند النجاح. والباقون منهم الناصرى (حمدين صباحى) وهو يدعى الثورية ومناصرة الشباب ويعد بما لا يستطيع, ولكن أحاديثه الأخيرة وذلات لسانه أوقعته فى المحظور فهو ناصرى فى وقت لا يحتمل الناصرية بما فيها من تسلط وديكتاتورية وتكميم للأفواه, كما يجاهر بعروبيته وتفضيل القومية العربية عن قوميته المصرية وهذه كارثة, كما أنه مناصر للقاعدة ومؤيدا لها فى القتل والتفجير معللا ذلك بأنه يناصرهم على قتل الأمريكان. والأخرون وإن كان منهم الشباب الواعد المثقف القوى الحجة وعلى رأسهم خالد على, ولكنهم جميعا لم يكتسبوا الحنكة الانتخابية والاستحواز على حب وتأييد الجماهير لهم, لذا ففوز أى منهم مستحيل وإن كنت أجزم بأنهم سيكونون نواة صالحة للمستقبل القريب.
تابعت عن كثب جميع المنظمات والجماعات اللبرالية المناهضة للتيارات الدينية كالجمعية الوطنية المصرية بالأقصر وشهيد تحت الطلب والأقباط الأحرار وكلنا أقباط مصريين ووطن بلا حدود والأقباط المتحدون ولا للأخوان المسلمين وغيرهم, وخاطبت جميعهم ورجوتهم الاتفاق على مرشح ليبرالى واحد حتى لا تتبعثر الأوراق وتتشتت الأصوات وتتجمع لصالح التيار الدينى, ولكن للأسف لم أجد إستجابة لأى منها. بل هالنى أن كل جماعة منها متباينة الاختيار والأنكى أن الشخص الواحد غير مستقر على إسم مرشح يؤيده, يوما يصرح بتفضيله لعمرو موسى ثم يعود لتفضيل شفيق ثم يتردد ليعلن مناصرته لحمدين.
لهذه الأسباب قلت لنفسى: لقد قضى الأمر ولا رجاء إلا بالعودة لدفاترى القديمة وتفعيل مخترعى الذى كنت قد صممته خصيصا للزعيم الأوحد الضرورة صدام حسين, ولكن سبقنى الأمريكان إليه فتركته لحين العوزة, وقد جاءت وقت عوزته الآن, إنه إختراعى العجيب العرشزوق. والعرشزوق كلمة مدمجة مكونة من مقطعين هما عرش وخازوق. والعرش هو ذلك الكرسى العجيب الذى يستميت قادتنا فى دول العالم الغائب عن الوعى للتمسك به والالتصاق به سنوات عديدة تطول إلى إنتهاء الأجل بموت طبيعى أو اغتيالا أو بانقلاب يخلص الناس منه. أما اختراعى فهو إضافة ميكروبوسيسور لهذا العرش مبرمج بمدة الجلوس عليه, ويمكن إعادة برمجته لو حصل على مدة ثانية. يظل الرئيس مستمتعا بالجلوس على العرشزوق طوال مدة رياسته, ولكن بعد انقضاء مدته إن لم يخلع بالزوق إنطلق من قاعدة العرشزوق خازوقا يخلص العالم منه. وقد أدخلت حديثا بعض المزايا والتعديلات لتناسب العصر وتساعد على راحة الرئيس وتيسر له الاستمرار فى الرياسة بوعى وصدق وعدل. فقد برمجته أن يقوم بتدليك ظهر الرئيس عندما يتعب ويهدئ من روعه حين يضطرب, ويهمس فى أذنه بكلمات ناعمة عن العدل وحب الوطن حين يغفو, ويحقنه بمحلول الشجاعة حين يصيبه الخوف.
ولكن مشكلتى الوحيدة لتنفيذ هذا الاختراع ووضعه موضع التنفيذ أن تنفيذه مكلف ويحتاج لرأسمال كبير قد يصل لعدة مليونات من الدولارات. وحيث أننى والحمد لله وبلا فخر لست بمليونير ولا أملك من حطام الدنيا غير بعض شهادات علمية كنت أزين بها حوائط منزلى ولكن بعد اكتشافى أنها لا تغنى ولا تشبع آثرت أن أجمعها وأضعها فى صندوق قديم وألقيه فى مخزن الكراكيب المنزلية, وأنا الآن والحمد لله وبلا فخر أيضا مديونير. لذلك أهيب بقرائى الأعزاء الاكتتاب كل بما يستطيع لتأسيس شركة مساهمة عالمية لتصنيع العرشزوق بأشكال مختلفة وألوان مختلفة حسب أعلام الدول النائمة التى يمكنها شراء هذا العرش لرؤسائها, وأنا واثق بل ومتأكد من نجاح المشروع وزيادة الطلب عليه مما يعود علينا وعليكم بالربح الوفير. فمن يبدأ الاكتتاب؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنا مع الاختراع
جرازيلدا العراقى ( 2012 / 5 / 24 - 00:25 )
والله إختراع جميل يا ريت يتنفذ حتى نتخلص من الرؤساء الذين لا يغادرون كراسى الحكم. كما أتمنى أن تسفر انتخابات الرياسة المصرية عن نجاح شفيق أو موسى لأن الإسلاميين لو جلسوا حتى العرشزوق لن يفلح فى قلعهم


2 - الإسلام هو الحل
أحمد السلفى ( 2012 / 5 / 24 - 01:30 )
يا أخى إتقى الله يجعل لك مخرجا. أبو الفتوح سوف ينصر الإسلام ويعيد أمجاد الخلافة الإسلامية, وهو من سيفوز بإذن الله أو بالتزوير’ شئتم أم أبيتم.. ومةتوا بغيظكم. أما عرشزوقك فمتروك لكم أيها الكفرة وللبراليين الملحدين


3 - الرد على تعليق / أحمد السلفى
فاروق عطية ( 2012 / 5 / 24 - 01:37 )
أنها أحلام العصافير.. أن ينجح مرشح إسلامى فى بلد ذو تاريخ وحضارة إلا بالتزوير كما قلت أنت. لا بارك الله فى المزورين والراشين. وكفاكم هلفطة وإساءة للشرفاء من اللبراليين الوطنيين الذين يحبون مصر.

اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء