الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة العلمية والتكنولوجية وإعادة هيكلة الإقتصاديات

بشرى علي وهيب

2012 / 5 / 21
الادارة و الاقتصاد



يتمثل جوهر الثورة العلمية والتكنولوجية في الأوتوماتيكية Automation (الآلة ذاتية الحركة )، والتطورات المتسارعة في مجال الالكترونيات الدقيقة والآلات الحاسبة والإنسان الآلي وصناعة المعلومات والطاقة النووية وتكنولوجيا الفضاء وغيرها من المجالات التي تدرج تحت إسم (تكنولوجيا المعلومات )، وكذلك الهندسة الوراثية(التكنولوجية الحيوية ) وإحلال المواد الآولية الجديدة محل المواد الطبيعية القديمة(تكنولوجيا المواد )
لقد كان لهذا التطور الأثر الكبير في إعادة هيكلة الإقتصادات القومية بشكل خاص والإقتصاد الدولي بشكل عام ،فعلى الصعيد الداخلي حدثَ بمقتضى هذه التطورات تغير في الهيكل القطاعي للإقتصاد باتجاه تزايد الأهمية النسبية لقطاع الخدمات مقابل تناقص الأهمية النسبية لقطاع الزراعة والصناعة والتعدين ،، وأيضا تغيرا نسبيا في داخل الهيكل الصناعي نفسه، حيث تزايدت الأهمية النسبية للصناعات التحويلية على حساب الصناعات الإستخراجية أو التعدينية، ولايُخفى مالأثر هذه التغيرات الداخلية من أثر خارجي وخصوصاً فيما يتعلق بتغيير هيكلة التجارة من تجارة السلع والخدمات إلى تجارة المعلومات ،وبذلك إزداد نصيب القطاعات غير الإنتاجية في الإقتصاد القومي. إن ماسبق لابد أن يكون له تأثيراً إقتصاديا فعالا على إقتصاديات البلدان النامية، وأن التأثيرات السلبية لها حصة أكبر من التأثيرات الإيجابية لأسباب عديدة نذكر منها ،أن نصيب هذه البلدان من الثورة العلمية والتكنولوجية هو ضئيل جداً وهو نصيبٌ مستل من واقع علاقاتها بالدول المتقدمة أي تقوم بنقل منجزات العلم والتكنولوجيا من الدول المتقدمة من ناحية، كما أن هذه الدول فقدت أهميتها الستراتيجية بعد أن فقدت ملكية الموارد الطبيعية أهميتها وأنخفضت أسعارها من ناحية أخرى ،. والدليل على إنقلاب ميزان القوى في غير صالحها أصبحت دول الغرب هي التي تهدد الدول المصدرة بمقاطعتها لتحرمها من الحصول على عائداتها بعد أن كانت الدول المصدرة هي التي تهدد بقطع صادراتها من النفط مثلما حصل في العراق وليبيا ، ومن ناحية ثالثة فأن تغيير مكونات هيكل التجارة بسبب هذه التطورات العلمية والتكنولوجية جاء على حساب صادرات البلدان النامية ، من هنا فمن المتوقع أن تنحصر علاقات الدول المتقدمة مع الدول المُصَنِعَة حديثا ومع الشرائح العليا في البلدان المتخلفة ، باعتبار أن هذه الدول قد حققت خلال عقود التنمية السابقة نموا إقتصاديا ملموساً وأصبحت هناك مصلحة للدول المتقدمة في إدامة إستمرار علاقاتها معها ،
(سواء لقدرتها على القيام بالصناعات المنقولة إليها من البلدان المتقدمة أو لوجود أسواق فيها قادرة على إستيعاب منتجات البلدان المتقدمة )، أما بقية الدول الأخرى فسوف تكون مهمشة تقريباً لإنعدام الأهمية الستراتيجية لصادراتها التقليدية من جهة ولعدم قدرة أسواقها على تحقيق الطلب الإقتصادي على منتجات البلدان المتقدمة من جهة أُخرى ،
وبذلك فهي لا تُغري الدول المتقدمة من خلال شركاتها المتعددة الجنسية التي تُقيم أوضاع البلدان النامية وتزن إحتمالات الأرباح التي تتحقق لها من علاقاتها معها .
أن البلدان النامية أدركت هذه الحقيقة لذلك سعت غالبيتها إلى إتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها أن تدعم موقفها إزاء الدول الرأسمالية المتقدمة ،
وماهي إجراءات الإنفتاح –الإصلاح –التحديث إلا دليل على رغبة هذه البلدان للإندماج ضمن الإقتصاد العالمي الجديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 2-5-2024 بالصاغة


.. الرئيس السيسي يوجه تحية لليد المصرية وعمال مصر لجهودهم في تأ




.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم