الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جزء اخر من مسلسل المصالحة

موسى سرحان

2012 / 5 / 21
القضية الفلسطينية


مسلسل المصالحة الفلسطينية بات يعرف أحد المسلسلات المشهورة في السنوات الأخيرة والتي اصبحت مرغوبة لقطاع واسع في مجتمعاتنا العربية . هذا المسلسل الذي دخل في حالة سباق مع المسلسلات التركية المعروفة بما تحمله في طياتها من رومانسية وأكشن أقرب ما يكون إلى الافلام الهندية في بعدها عن الواقع وكيفية إظهار البطل الذي يحمل روحة على كفة محاولا إنقاذ الأبرياء مهما كلفة الثمن ، وهذا ما زد من الاقبال على تلك المسلسلات كلما ازداد عدد أجزاءها . و رغم أن مسلسل المصالحة دخل في تركيبة للمسلسلات المشابهة الا انه لم يقدم حتي هذه اللحظة بطل قادر على ان يحمل روحة علي كفة من أجل انقاذ الأبرياء الحالمين بوحدة وطنهم . وما أخشاه أن يكون تعود شعبنا علي متابعة المسلسلات ذات الأجزاء المتعددة قد أعطي الضوء الأخضر لطرفي الانقسام بالاستمرار في ممارسة نهجهم والعمل بكل جهد من أجل ابتكار أجزاء جديدة لمسلسلهم صاحب الشعبية القليلة مقارنتا بالمسلسلات الأخرى لثقة الجماهير بأبطال المسلسلات التركية أكثر من ثقتهم بمن يأدوا أدواراً شكلية في مسلسل المصالحة رغم عدم وجود فقرات إعلانية أثناء تقديمة .
فأجزاء مسلسل انهاء الانقسام بدءً من اتفاق القاهرة حتي توقيع الدوحة الأخير وأخر حلقاته جولة المصافحة في القاهرة بين القائدين عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق الذين لهما باع طويل في التمثيل من خلال مشاركتهم في الأجزاء السابقة لمسلسل المصالحة والذي تم تصوير أجزاء عديدة منه في القاهرة المنكوبة علي نفسها والتي لم تعد قادرة علي إخراج ما لديها من أفلام كثيرة تمتاز بقصر مدتها ووضوح متابعتها من قبل الجماهير المصرية التي ستشارك لأول مرة في تاريخها باختيار رئيسها بشكل مباشر ، حيث كان ينتخب في السابق من قبل أعضاء مجلس الشعب . فمصر صاحبة الدور الكبير في المنطقة التي لم تتواني في تقريب وجهات النظر بين الطرفين رغم عجزها عن انهاء الانقسام والتي لا يسمح وضعها الآن بأن تستمر في لعب نفس الدور الذي بدأته ، وهذا ما يؤكد أن الهدف من اللقاء الأخير بين الاحمد وأبو مرزوق هو التقاط الصور في محاولة منهم للاستمرار في استخفاف عقولنا كباقي المرات السابقة مظهرين انهم يحاولوا تحريك المياه الراكدة واخفاء ما في النفوس من تمسكهم بنهجهم الرافض لتقبل الاخر مع التذكير بأننا لم نخرج من دائرة الانقسام برعاية مصرية وبعدها قطرية إلا أن الاصطدام بحائط الرفض من طرفي الانقسام كان هو النتيجة ، فمصر اليوم أقل تركيز من الأمس لاسيما وانها علي أبواب انتخابات الرئاسة المصرية المحتمل أن يكون الفائز بها أحد المرشحين الاسلاميين ، وهذا ما سيكون بمثابة الداعمة لحركة حماس بالإعلان عن دولتها في حدود قطاع غزة ، والتي ستدخلنا في وحل أكثر قتامة مما نعيشه الآن ، وحل النضال من أجل اقامة اتحاد كونفدرالي بين غزة والضفة ، ومن المؤكد أن النضال من اجل الوصول إلي ذلك الهدف سيستمر لعشرات السنين ، خاصة وان قيادتنا تهوى التمثيل على شاكلة المسلسلات متعددة الأجزاء ، لان الأمر أصبح اكثر وضوح ، ولربما لا يختلف اثنان بأن الهدف من وراء الجولات المكوكية السابقة هو إدارة الانقسام لا إنهاءه ، هذا الانقسام الذي أفرز طفيليين لدى الطرفين وهم على كامل الاستعداد للتضحية من أجل حمايته ، وهم ما زالوا يرددوا بمليء حناجرهم صباحا مساء بالروح بالدم نفديك يا انقسام . كل هذا يفرض على الغيورين الوطنيين من أبناء شعبنا أن يخطوا خطى للضغط على طرفي الانقسام وصولا إلى إنهاءه ، مع التأكيد انه لا يمكن الوصول لهدف دون الضغط على اولي الامر ، وهذا ما أكده مالكوم اكس الأسود الامريكي الذى ناضل من أجل تحقيق العدالة حينما قال أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه ، وأن علي المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد . المشكلة الأعظم أن شعبنا لم يصل بعد لحاله تأهله أن يقف في وجه طرفي الانقسام ، وهذا الواقع يفرض على كل من يعارض الانقسام من احزاب ومؤسسات و أطر طلابية التحشيد والتأطير للضغط على المتشبثين بمقاعدهم حتى الدخول لمرحلة جديدة تتمثل بالاحتكام لصندوق الاقتراع في اختيار أعضاء المجلس التشريعي والمجلس الوطني بما يأهل لترميم منظمة التحرير التي أصبحت تعاني من وجود قيادات على رأسها بعيدة عن الجماهير. من هذا الطريق الضيق يمكننا أن ندخل إلي أوسع الابواب واعادة البوصلة إلي اتجاهها الصحيح بما يشكل مجابهة مباشرة مع المحتل الجاثم على صدورنا لا سيما وأن القدس تهود والضفة تبتلع والمياه تسرق ، وأن انهاء الانقسام يمكن أن يقدم كأجمل هدية لأسرانا البواسل الذين خاضوا معركة الكرامة نيابة عن الشعب الفلسطيني ، واستطاعوا أن يخرجوا منها رافعي الرؤوس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك