الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أجمل العداء !!

حسن إسماعيل

2012 / 5 / 22
الادب والفن


إننا بحاجة للخلافات أحياناً
لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم
قد تجد ما يجعلك في ذهول
وقد تجد ما تنحني له احتراماً --- شكسبير



ما أجمل العداء
لأن العداء بلا غطاء .. بلا تبرير ..
بلا غفران .. بلا كفارة
العداء بلا قناع
حرب بلا تورية
جوهر بلا حرباء
غاية لا تبرر الوسيلة لأنه غير دبلوماسي
ولا يشتهي ربح ما
ولا يريد خلاص شخص ما
ولا يوارب بابه لدخول تائب مرة ثانية وثالثة ورابعة
يرى الآخر على حقيقته
دون اسقاط جمال عليه
دون احتواء للآخر
يجعل عيوب الآخر واضحة كالشمس
عاري كما ولدته أمه
قبل أن تستره أوراق التين الخريفية
أو دم عجول وكباش
ما أجمل العداء
مسافة بلا جسر بين اثنين
بين شعبين
أعمق من بعد المشرق عن المغرب
العداء بلا باب تقرع عليه فيفتح لك
ليس في الإمكان أن تطلبه فتجده
أن تسأله فيجيبك
ليس راعي هو .. وأنت الخروف الضال
ليس أب حنون .. وأنت الابن الضال
العداء يضعك في خانة النقيض
في المنطقة المعتمة في لون السواد
في قاع جهنم بلا شفيع وبلا معين
متروك بلا رجاء
العداء ليس فيه رجاء
العداء بلا أمل
لا انتظار لمجيء آخر
ولا لمطر متقدم أو متأخر
ولا معونة منتظرة حتى في الهزيع الرابع
العداء يغلق على الآخر في وحدته
كما يغلق عليك في وحدتك
يرمي عنوانه في بحر النسيان
يختار الزهايمر بارادة حرة
العداء يضع الآخر أسفل ويجعلك من الأعلون
واذ كان الحب يبنى في أوقات كثيرة على عدم الإستحقاق
فالعداء هدم على استحقاق
وإذا كان الحب المجاني الذي بلا شروط لا مثل له في أعين الكثيرون
فالعداء باهظ الثمن لا يوجد فيه شحاذ ولا عبيد بطالون
كل قتلاه أقوياء أثرياء
فالحب يجعل العطاء ملتبس
لا تقدر أن تعرف فيه سره أسبابه الخفية
عطاء من حفرة الجوع
أم من رحم الشبع
ولكن العداء لا إلتباس فيه
أنت أنت والآخر آخر منفصل
لا يوجد بينكما طازج ما
أو حلم ما
أو سراب ما
يوجد بينكما خنجر في الظهر .. إحتمال وارد
حزام ناسف .. ممكن
مسمارين ولعنة .. احتمال اكبر
فالحب ملتبس والعداء واضح
يوجد حب من طرف واحد
ولكن لا يوجد عداء إلا من طرفين
يوجد حب بين طرشان
ولكن العداء لا يتم إلا بين كلام جارح وإصغاء عميق
ما أجمل العداء
لا يمكن أن تأكل جسد عدوك
أو أن تشرب دمه وتظل مدعي
لكن كم من محبين أكلوا جسده وشربوا دمه
وطلبوا بعض الحلوى وظلوا مدعين مزيفين مهللين
لابسين لباس التقوى وهم بالداخل ذئاب خاطفة
العداء لا يوجد فيه مسرح وكواليس كالحب
مخرج العداء هو بطله الوحيد
بلا خيوط خفية تحرك عرائس الحب
بلا أسباب نزول معجزية للحب
العداء ألفه ويائه أمامك
أبجديته غير حمالة أوجه
لا يدعي العصمة وهو المحرف
لا يدعي أنه ملاك نور وهو شبه ملاك
لا يدعي الألوهية وهو الترابي
لا يخجل ولا يجمل قبحه
ولا يصنع ترغيب ليجذبك لفخ جنته
ولا ترهيب ليدفعك لأنانية ناره
العداء لا يحتاج لقناع ما
هو أمس واليوم وإلى الأبد ..
ليس فضفاضي .. لا يحضن سراب ..
ولا يحارب طواحين الهواء
فمحبة الأعداء مواجهة للدرجة القصوى
مع الذات ومع الآخر
لا يوجد فيها إيحاء ما ..
إذا بنيت .. بنيت على الصخر
على المعرفة الكاملة لعورات الآخر
وعورات الذات
فمحبة الاعداء تتفوق على الحب المشروط واللامشروط
حباً اختيارياً حراً .. محصن للأبد
معصوم من الخطأ لأنه لم يدع الصواب
معصوم من التحريف لأنه المحرف
كامل لأنه ناقص ولم يدع الكمال
ترابي لم يده الألوهية
وثني غير مجرد
طوبى لمن اختبر محبة الأعداء



هناك بشر تحبهم ويحبونك
وهناك بشر تخاف الاقتراب منهم
وهناك بشر لا تخاف منهم
حتى لو صرت عدوهم
لأنهم .. يحبون الأعداء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس